-C.I.A : ضرب سد النهضة يحتاج لتوافر طائرات التزود فى الجو بالوقود.. والغارات بعيدة المدى تحتاج تدريب سنوات -العمل فى السد سيتوقف من يونيو وحتى سبتمبر ..والضربة المتوقعة فى 2015 كشف تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA»، وحصلت «الصباح» على نسخة منه، أن إثيوبيا انتهت من تشييد 32٪ من إنشاءات سد «النهضة»، وأن أديس أبابا ضمنت توفير اعتمادات مالية لبناء السد بعدما وقعت اتفاقية مع الصين، تجبر الأخيرة على إيداع أموال البناء مقدماً فى بنوك فرنسية. وأكد التقرير أن باريس لا يمكنها التدخل لإعاقة تحويل تلك الأموال للشركات المشاركة فى التشييد، ما يمنع تدخل أى طرف ثالث خارج التعاقد لوقف تمويل المشروع أو الضغط دبلوماسياً فى ذلك الاتجاه. فى سياق متصل، أشارت المعلومات الأمريكية الاستخباراتية إلى تفعيل إثيوبيا مؤخراً، منظومات دفاعية صينية وإسرائيلية جوية متقدمة تغطى محيط السد فى دائرة قطرها نحو خمسين كيلومترا مربعا. وأن دولة إثيوبيا أجرت بنجاح الشهرين الماضيين وسط تعتيم إعلامى شامل وسرية تامة تجربة استفزازية للمنظومات الدفاعية حاكت خلالها عملية اختراق جوية مصرية وهمية، ما يعنى أن أديس أبابا تستعد لصد هجوم مصرى محتمل. وأوضحت التفاصيل الاستخباراتية الدقيقة أن عمليات التشييد فى جسم سد النهضة ستتوقف خلال الفترة من شهر يونيو القادم حتى سبتمبر 2014 بسبب حلول موسم هطول الأمطار الموسمية الغزيرة ما يهدد هندسياً بفساد المواد المستخدمة. إضافة إلى ذلك كشفت البيانات الأمريكية أن روسيا أكدت مؤخراً لمصر عدم تزويد إثيوبيا بنظام الصواريخ أرض - جو الروسى الاستراتيجى «S 300»، بعيدة المدى القادرة على ضرب الطائرات المعادية قبل بلوغها أهدافها بمئات الكيلومترات، العاملة بالخدمة السوفييتية - الروسية منذ عام 1978. وذكرت المعلومات الاستخباراتية الأمريكية عدم إمكانية شن الغارات الجوية على أهداف أرضية، لم تكتمل إنشاءاتها حتى الآن، وأن عملية الهجوم على سد النهضة ستتطلب مشاركة أسراب جوية مقاتلة متنوعة المهام. ولفتت المعلومات الأمريكية الانتباه إلى أن الغارات الجوية بعيدة المدى معقدة، وتحتاج لخبرات تقنية وتدريبات تستغرق سنوات، وأن نجاحها يكمن فى امتلاك طرازات حديثة من طائرات التزود فى الجو بالوقود، ما يتيح للأسراب الجوية المشاركة فى الغارات التزود بالوقود دون تعرضها لخطر التحطم والسقوط، خاصة أن المقاتلات والقاذفات لا تكفيها لتأدية مهامها بعيدة المدى خزانات الوقود الرئيسية والاحتياطية المتعارف عليها. وطبقا للتوقعات الاستخباراتية الأمريكية، سيميل المجتمع الدولى لتأييد القرار المصرى النهائى، بمهاجمة سد النهضة الإثيوبى حال فشل كافة الجهود الدبلوماسية والسياسية والقانونية الودية، واستمرار إثيوبيا فى تجاهل حقوق الشعب المصرى فى مياه النيل. وأكدت المعلومات أن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوربى فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، أهم من أى مصالح فى منطقة إثيوبيا والبحيرات الإفريقية العظمى، وأن المساندة الدولية ستصب فى صالح مصر. فى الإطار ذاته ركزت وسائل الإعلام الإثيوبية الرسمية مؤخراً فى التطاول على مصر لفظيا ومهاجمة تقاربها مع دولة إريتريا حليف القاهرة التاريخى والعدو الشمالى الإقليمى الاستراتيجى لإثيوبيا فى منطقة شرق القرن الإفريقى. الجدير بالذكر أن العداء الإثيوبى الإريترى تفجر فى 6 مايو 1998 عندما اندلعت حرب ضروس بين البلدين، انتهت بانتصار إثيوبيا فى 25 مايو 2000 وتوقيع اتفاقية الجزائر فى 12 ديسمبر 2000 التى نصت على إنهاء حالة الحرب وإقامة منطقة عازلة بين الدولتين. بينما ادعت هذا الأسبوع صحف إثيوبية حصلت على معلومات استخباراتية خاصة توافد خبراء عسكريين مصريين مع عتادهم إلى العاصمة الإريترية أسمرة، كما رصد عملاء إثيوبيا وصول دبلوماسيين مصريين جدد إلى السفارة المصرية، زعمت أديس أبابا أنهم من الاستخبارات المصرية. وفى تطور عدائى خطير تعالت هذا الأسبوع الأصوات النيابية والسياسية فى إثيوبيا مطالبة بموافقة البرلمان الإثيوبى على قرار توجيه ضربات استباقية للتجمعات المصرية فى أسمرة وعلى الأراضى الإريترية.
بينما بدأت وزارة الدفاع الإثيوبية هذا الأسبوع بحث التعامل مع فرضيات جديدة لم تأخذ فى الاعتبار الدفاعى من قبل لبحث صد هجوم مصرى برى من داخل الأراضى الإريترية.