فاز رئيس حزب «الوفد»، الدكتور السيد البدوى، بفترة رئاسية ثانية، بعدما حصل على أغلبية أصوات الجمعية العمومية للحزب الليبرالى العريق، بنسبة 62%، فى مقابل حصول منافسه سكرتير عام الحزب، فؤاد بدراوى، على 38% من إجمالى الأصوات، فى الانتخابات التى جرت فى واحد من أعرق الأحزاب المصرية وأكثرها شهرة وتأثيراً. وعلى الرغم من أن الانتخابات جرت فى أجواء من الشفافية (الجمعة) الماضية، إلا أن بعض مؤيدى بدراوى طعنوا بالتزوير على نتيجة الانتخابات، حيث قال عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد»، عصام شيحا، إن هناك عدة كشوف للناخبين اختفت بصورة عمدية، ما دفع اللجنة المشرفة على الانتخابات إلى فتح التصويت ببطاقة الرقم القومى بعد التأكد من شخصية الناخبين، مشيراً إلى أن هذا يعد مخالفة صارخة للائحة الحزب الداخلية، ما يشكك فى نزاهة العملية السياسية، متهماً اللجنة المشرفة على الانتخابات بالتزوير لصالح البدوى. وفيما أشرف عدد من قيادات الأحزاب المصرية على عملية فرز الأصوات مؤكدين نزاهة العملية الانتخابية، قالت مصادر وفدية ل«الصباح»: إن فؤاد بدراوى له الحق فى الاستمرار فى منصبه كسكرتير عام للحزب حتى تنتهى ولايته العام المقبل، إلا أن بدراوى فاجأ الجميع وتقدم باستقالته من منصبه، ما يفرض على رئيس الحزب دعوة الهيئة العليا لاختيار شخصية جديدة تتولى المنصب، وأشارت المصادر إلى أن حسام الخولى نائب رئيس الحزب، هو الأقرب لشغل المنصب. فى الأثناء، خاطب السيد البدوى، الهيئة الوفدية، عارضاً تقرير مهام رئيس الحزب والمكون من بندين؛ الأول تضمن مناقشة التقرير السياسى للحزب، والثانى خاص بمناقشة التقرير المالى والذى يعرضه أمين الصندوق، وعرض البدوى كشف حساب للسنوات الأربع الماضية التى تولى فيها قيادة الحزب، مؤكداً أنه أكثر الناس سعادة بدعم الوفديين واختيارهم له. وتطرق البدوى للتقرير السياسى للحزب منذ ثورة 25 يناير 2011، عندما رفض الحزب مخطط توريث الرئيس المخلوع حسنى مبارك السلطة لولده جمال، وكيف عانى «الوفد» من مطاردة رجال نظام مبارك لمنع الحزب من المنافسة فى الانتخابات البرلمانية، ما دفع حزب الوفد لإعلان انسحابه من مهزلة الانتخابات البرلمانية فى 2010، والتى كانت الشرارة الأولى لثورة «25 يناير» بعدما شابها من تزوير فجّ. وأشار البدوى إلى أن «الوفد» طوال تاريخه السياسى يشارك بفعالية، وفى هذا الإطار جاءت مشاركته فى أحداث ثورة «30 يونيو»، حيث كان أول من طالب بإسقاط شرعية نظام جماعة «الإخوان» الإرهابية، حيث خاضت كوادر الحزب مواجهة ساخنة فى الانتخابات البرلمانية، رغماً عن الاستقطاب الدينى، الذى لم يمنع الوفد من قيادة المعارضة ضد الإخوان تحت قبة البرلمان. وأكد البدوى أنه تسلم الحزب ووضعه المالى مستقر نسبياً، حيث بلغت الودائع 81 مليونا و500 ألف جنيه، وتم صرف 3.8 مليون منها فى انتخابات برلمان 2010، وتحملت منهم 9.3 مليون، بينما تكفل وفد الخير بالقوافل الطبية التى بلغت تكاليفها نحو 6 ملايين من الجنيهات. وأضاف أنه فى 2011 خضنا انتخابات مجلسى الشعب والشورى وكانت الميزانية المعتمدة من الهيئة العليا بعد جدل شديد 15 مليونا، وبالرغم من ضآلة المبلغ مقارنة بحجم المعركة فلم نصرف سوى 5 ملايين جنيه، فى الوقت الذى صرفت من جيبى الشخصى 30 مليون جنيه مقابل حملة الإخوان.