"أصدقاء الأمس أعداء اليوم واصبحا وجهاً لوجه" و"صراع المال والسياسة" ربما يكون العنوان الابرز لانتخابات رئاسة حزب الوفد اليوم والتي يتنافس عليها د. السيد البدوي الرئيس الحالي للحزب ورجل الاعمال الشهير وصاحب امبراطورية الحياة الإعلامية وفؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب وحفيد فؤاد باشا سراج الدين حيث يصوت 3100 عضو بالهيئة الوفدية علي انتخاب رئيس الحزب من 2014 - 2018 فيما يشرف علي الانتخابات لجنة برئاسة المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للحزب حيث سيكون التصويت لمن سدد الاشتراكات علي ان يفوز من يحصل علي "50% « 1" من أعداد الناخبين. انتخابات الوفد تجري علي صفيح ساخن منذ يومها الأول بعدما قرر البدوي تبكير الانتخابات إلي 25 ابريل الجاري بدلا من مايو القادم بينما كان يفضل الكثيرون تأجيل الانتخابات عاما كاملا نظراً للظروف السياسية التي تمر بها مصر وما تشمله من انتخابات رئاسة الجمهورية والبرلمان مؤكدين ان الانتخابات خلقت انقساماً داخل الحزب بدأ بالهجوم المتبادل بين الطرفين سوف يستمر ايا كان رئيس الحزب الجديد الذي سينتخب اليوم ولم يستمع الاحد لمطلب 23 عضوا بالهيئة العليا للحزب الجديد الذي سينتخب اليوم ولم يستمع لأحد لمطلب 23 عضوا بالهيئة العليا للحزب بتأجيل الانتخابات فالبدوي يريد ان يحافظ علي عرشه وبدراوي يبحث عن مستقبله في وقت يري فيه خصمه في أضعف حالته كما أكد المقربان منه. الانتخابات الجديدة خلقت حالة من العداء بين البدوي وبدراوي بعدما خرجا من التنافس الشريف إلي تبادل الاتهامات حيث أكد الأخير انه تنازل للبدوي في انتخابات رئاسة الحزب الماضية بعدما وجده انه سيترشح لدورة واحدة فقط لكن البدوي نكص وعده بحسب بدراوي وبدوره أكد الآخر أنه تراجع عن ذلك بناء علي طلب عدد كبير من الوفديين اضافة إلي سوء أداء بدراوي وعدم تعاونه معه. والغريب ان الرجلين دائما ما كانا يرددان أنهما "سمن علي عسل" لكن الصراع علي المنصب تحول إلي تبادل الاتهامات معركة لتكسير العظام فالخبثاء يؤكدون ان البدوي يريد أن يحمي امبراطوريته كرجل أعمال بمنصب رئيس أكبر حزب ليبرالي يجعله علي تماس مع السلطة في المقابل فأن بدراوي يريد ان يستعيد امجاد جده الباشا ويصبح الرجل الاول في الحزب الذي دخله منذ كان في العشرينات من عمره ويعتبره بيته اضافة إلي أنه يدفع بقوة من جبهة محمود اباظة التي تريد تصفية حساباتها مع البدوي. وكشفت مصادر مطلعة داخل الوفد ان الحزب أصبح علي أعتاب تكرار كارثة نعمان جمعة التي انتهت بحرق الحزب وتسبب الشحن المتواصل خلال الفترة الماضية انصار البدوي وبدراوي في احتقان شديد بين الطرفين يمكن ان يشتعل في أي لحظة وتناسي الجميع مستقبل الحزب في وقت تشهد فيه مصر إجراء انتخابات رئاسية ثم برلمانية يجب ان يكون للوفد فيها دور كبير وبينما يراهن البدوي علي رجاله وتشعب علاقاته داخل الحزب وارتباط الكثير من اعضاء الهيئة الوفدية معه بشبكة مصالح متنوعة بينما راهن فؤاد بدراوي علي المطالبين بالتغيير اضافة إلي تحالفه مع جبهة محمود اباظة التي تريد اسقاط البدوي بأي ثمن لرد صفعة .2010 وبدأت المعركة تخرج عن إطار المنافسة الشريفة لتدخل مرحلة الضرب تحت الحزام فاتهم بدراوي منافسه بأن سوء قيادته للحزب جعلت وديعة الحزب التي تسلمها 90 مليون جنيه تتراجع إلي 18 مليوناً واصبحت جريدة الوفد تواجه شبح الاغلاق في أي وقت بسبب تعاقده الخاطئ والمنفرد مع شركة مديالاين كما انه ورط الحزب في التحالف مع جماعة الإخوان وأنه ترشح لانقاذ الوفد من أوضاعه السيئة والنهوض به من الكساد الاقتصادي الذي تسبب فيه البدوي وإعادة الوفد إلي ما كان عليه أيام سعد زغلول وفؤاد باشا سراج الدين. من ناحية أخري اتهمت جبهة السيد البدوي بدراوي بالتورط مع فلول الحزب الوطني وأصحاب جمعيات التمويل الاجنبي داخل الحزب الذين يحاولون تشويهه لصالح منافسه بعدما تقرب لهم بقوة خلال الفترة الماضية مؤكدين ان البدوي يحظي بتأييد 39 من أعضاء الهيئة العليا في مقابل 14 لمنافسه وأن 53 عضوا من أعضاء الحزب في البرلمان أعلنوا تأييدهم له لكن البدوي نفسه أعلن انه سيوزع اليوم علي أعضاء الهيئة الوفدية كتابا عن أعمال حزب الوفد الداخلية والعامة خلال فترة ولايته الأولي للحزب والتي بدأت في يونيو عام 2010 وتنتهي يونيو 2014 لشرح ما قدمه من انجازات بحسب تعبيره. وقدم البدوي كشف حساب عن فترة رئاسته للحزب مؤكداً أن ودائع الحزب وفقا لما هو ثابت في تقرير مراقب الحسابات والجهاز المركزي للمحاسبات 82 مليون جنيه وليس 92 مليونا كما يدعي البعض وفي عام 2010 خضنا انتخابات مجلس الشعب والحزب صرف فيها 8.3 مليون جنيه قمت بعمل حملة إعلانية ب9.3 مليون علي حسابي ووفد الخير تكلف بالقوافل الطبية 6 ملايين أي إذا كان كسر ودائع من الحزب فأنا دفعت أكثر منها بكثير لكن لم نكسر رغم ذلك سوي 250 ألف جنيه من وديعة الحزب وفي عام 2011 كان حجم الاعلانات السنوي الصافي لصحيفة الوفد 9 ملايين جنيه بعد خصم عمولة الاعلان وخسائر صحيفة الوفد طبيعية مقارنة بجميع الصحف وتعهدت وقتها بتحمل أي خسائر بسبب الوكيل الإعلاني وأن كسر الوديعة كان يتم بقرار من المكتب التنفيذي الذي يوجد به منافسة فؤاد بدراوي ولم يكن قراراً منفرداً له والوفد الآن لديه 48 مليون منها 32 مليونا وديعة و16 مليونا لدي الوكيل الإعلاني وإذا لم يلتزم بسدادهم سوف ادفعها من جيبي. واتعهد ان جريدة الوفد لن تغلق طالما كنت علي قيد الحياة مشددا علي أن فؤاد بدراوي بصفته سكرتيرا عاما للحزب كان شريكا في البرلمان وكان شريكا في جميع القرارات التي اتخذت في فترة رئاستي للحزب وتسلمته ولديه 4 نواب في البرلمان. لكننا استطعنا في انتخابات 2011 أن نحصد 57 مقعداً في البرلمان بمجلسيه وأصبح الوفد الحزب المدني رقم .1 الاجواء اصبحت أكثر سخونة عندما دخل ياسين تاج الدين علي الخط حيث تقدم بطعن أمام اللجنة المشرفة علي انتخابات الحزب باستبعاد اسم البدوي من الترشح لرئاسة الوفد لفترة ثانية نظراً لعدم توافر شروط حسن السمعة - بحسب تعبيره - وقدم حافظة من المستندات تضم 43 حكما قضائيا من بينهما 3 أحكام نهائية في قضايا شيكات بدون رصيد لافتا إلي أنه سيتم التقدم بتلك المستندات للجنة شئون الأحزاب في حالة عدم بث اللجنة المختصة بالطعن المقدم من جانبه جاء رد أسامة أبوالمعاطي المستشار القانوني للبدوي متحديا أن يكون هناك أي حكم غيابي أو حضوري أو حتي مخالفة مرورية قائمة ضد البدوي بشخصه أو بصفته.