أكدت مصادر مقربة من فريق إعداد البرنامج الانتخابى الخاص بترشح المشير عبدالفتاح السيسى للانتخابات الرئاسية، أن الفترة المقبلة ستشهد لقاءاتٍ مكثفة بين المشير وعدد من ممثلى الشباب من القوى السياسية والثورية للاستماع إلى مطالبهم، ومعرفة ملاحظاتهم على ما تم إنجازه حتى الآن من خطوات المرحلة الانتقالية، وذلك فى إطار حرص السيسى على التواصل مع شباب الثورة، وبخاصة أن برنامجه الانتخابى يتضمن آليات فعلية لتحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو. أشارت المصادر إلى أن هذه اللقاءات تأتى ردًا على مخططات جماعة «الإخوان» الإرهابية لاجتذاب القوى الشبابية الثورية إلى صفوفها، فى محاولة منها لاستغلال حماس الشباب لتحقيق أهدافها السياسية، والاستفادة من خلق فتنة بين أنصار الثورتين، أكدت المصادر بوضوح أن السيسى لن يستعين بأى من رموز النظامين السابقين (مبارك – الإخوان) فى إدارة شئون الدولة لو أضحى رئيسًا وقالت إن المشير سوف يُطمئن الشباب أنه يريد أن يبنى أجيالاً جديدة تكون هى رموز دولة ما بعد 30 يونيو القادرة على استكمال المسيرة.
هذة اللقاءات المرتقبة اعتبرتها المصادر أولى خطوات تواصل المشير السيسى مع كل فئات المجتمع بصفته مرشحًا لانتخابات الرئاسة وليس وزيرًا للدفاع، موضحة أن السيسى سيكشف بشفافية لممثلى الشباب حجم المخاطر التى تتعرض لها الدولة والمؤمرات التى تديرهاأجهزة مخابرات دولية بالتعاون جماعة «الإخوان» لزعزعة الاستقرار فى مصر وتعطيل المرحلة الانتقالية، مضيفة أن السيسى سيؤكد للشباب أن الفترة المقبلة ستشهد تفعيلًا لدورهم فى المشاركة السياسية عن طريق أحزاب سياسية قادرة على العمل على الأرض بجدية والمنافسة فى كل الاستحقاقات الانتخابية، وكذا التأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد تقلد الشباب مناصب قيادية فى الدولة بعيدًا عن الوعود المعسولة.
فى سياق متصل، أفادت المصادر أن عددًا من مراكز الأبحاث المتخصصة تعكف حاليًا على رصد جميع مطالب الشارع المصرى ومشاكله لرفع تقرير بها إلى المشير السيسي، مما يساعد فى وضع برنامج انتخابى يتسق مع احتياجات الشعب ويلبى طموحات فئات المجتمع كافة.
على صعيد آخر، أشارت المصادر إلى أن الولاياتالمتحدة حاولت خلال الأيام الماضية التعرف على اتجاهات السيسى نحو واشنطن، حال وصوله إلى السلطة، خاصة عقب الاجتماع الأخير للمجلس العسكرى الذى باركت فيه القوات المسلحة مسألة ترشح السيسى للرئاسة.
أوضحت المصادر أن السيسى تلقى اتصالًا هاتفيًا بالفعل من نظيره الأمريكى تشاك هيجل، مؤكدة أن وزير الدفاع المصرى قال لنظيره الأمريكي أن قراره بالترشح للرئاسة سيكون استجابة لرغبة الشعب المصرى الذى يضع فيه كل الثقة، وليس طمعا فى سلطة أو منصب.
السيسى – حسب المصادر- أكد لهيجل أن «خارطة المستقبل» التى أعلنها الجيش المصرى فى 3 يوليو الماضي، ماضية فى طريقها بشفافية لتحقيق إرادة الشعب، وأن الشعب المصرى ومن وراءه الجيش والشرطة لن يسمحوا بتعطيلها أبدا، وأن الجوادث الإرهابية المستمرة لن تلين من عزيمة الشعب أبدًا، بل ستزيده إصرارًا على استكمال مطالبه المشروعة.
لفتت المصادر إلى أن السيسى أوضح أيضا أن الجيش لا يرضى بأى قوات أجنبية فى سيناء بحجة المساعدة فى القضاء على الإرهاب، لأن الجيش المصرى قادر على القيام بهذة المهمة بنجاح وحده.
بعد هذا الاتصال بيومين فقط وتحديدًا يوم 29 يناير الماضى قام البنتاجون بإرسال وفد عسكرى إلى مصر ليلتقى الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان لنفس الغرض وهو التعرف على مستقبل العلاقات بين مصر وأمريكا مستقبلا.
المصادر قالت إن الوفد الأمريكى العسكرى الذى التقى الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان أكد خلال اللقاء أن البنتاجون يمارس ضغوطا شديدة على الرئيس باراك أوباما ليتخلى عن موقفه المعادى للمرحلة الانتقالية فى مصر، وأن البنتاجون لفت نظر أوباما إلى أن الجيش الأمريكى لا يقدر على استمرار القطيعة بينه وبين الجيش المصرى لما لمصر من دور حيوى فى منطقة الشرق الأوسط وتأثير كبير فى العالمين العربى والإسلامي، وقالوا إن خير دليل على حرص أمريكا على العلاقات الطيبة مع الجيش المصرى هو إجراء أكثر من 30 اتصالا هاتفيًا بين وزيرى الدفاع المصرى والأمريكى منذ قيام ثورة 30 يونيو.
أوضحت المصادر أن الوفد الامريكى أشار أيضا أن الولاياتالمتحدة ليس لديها أى مانع من ترشح المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع للرئاسة طالما أنه سيترك منصبه الحالى ويكون مرشحًا مدنيًا.
فى الإطار ذاته أكد رئيس الأركان صدقى صبحى خلال اللقاء أن الجيش المصرى مستمر فى حماية تنفيذ خارطة الطريق التى وافق عليها الشعب المصرى وجاءت تلبية لإرادته وطموحاته، وأضاف أن القوات المسلحة لن تدخل بأى شكل من الأشكال فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنها تقف دومًا على مسافة واحدة من كافة المرشحين والقوى السياسية المشروعة، وأن الجيش سيظل دومًا مناصرًا لطموحات الشعب.