تشهد جبهة «الإنقاذ الوطنى» حالة من الانقسام الداخلى بين أحزابها، وعلى رأسها «المصريين الأحرار»، الذى أعلن استقالة الدكتور أحمد سعيد أمين عام الجبهة من منصبه، لإبعاد الحرج عنه من دعم حمدين صباحى مرشحًا للرئاسة فى الانتخابات المقبلة، وكذلك التحالفات الانتخابية التى رسمها التيار المدنى خارج «الجبهة»، وهو ما يعجل بانتهاء دور «الجبهة» رسميًا بعد الاستفتاء على الدستور. وفى هذا الصدد، أكد مصدر من داخل الجبهة أن هناك جلسة تجمع أحزاب «الأنقاذ» كافة بعد الانتهاء من الاستفتاء وإعلان نتيجته، سوف تشهد إعلان الأحزاب رسميًا خروجها من الجبهة سعيًا إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فى تحالفات خارج أحزاب الجبهة. وأكد المصدر أيضًا أن الجبهة ستعقد اجتماعصا نهاية أسبوع الاستفتاء لاختيار أمينها العام الجديد بعدما قدم الدكتور أحمد سعيد استقالته من منصبه، مشيرًا إلى أن هناك أسماء تم ترشيحها لمنصب الأمين العام مثل «عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين وسامح عاشور نقيب المحامين ورئيس الحزب الناصرى، وكذلك الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، والدكتور السيد البدوى رئيس الوفد.
وبعد تأكيدات معظم قيادات الجبهة بعدم دعم حمدين صباحى مرشحًا للثورة، خاصة أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع ترك الباب مفتوحًا لترشحه للرئاسة، ولكن أحزاب الجبهة أكدت دعمها له مع إعلان السيد البدوى ومحمد أبوالغار، والسفير محمد العرابى، رئيس حزب المؤتمر، وكذلك الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، بصفة شخصية تأييدهم للفريق السيسى، وهو ما يعزز فرص اختياره كمرشح عن الشعب كله. إلى ذلك، أكد الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار وأمين عام الإنقاذ سابقًا أن دور جبهة الإنقاذ سينتهى تمامًا بعد الاستفتاء على الدستور، مشيرًا إلى أن الجبهة ستكون مستمرة سياسيًا وليس انتخابيًا نظرًا لتضارب المصالح بين أحزابها، لافتًا إلى أن الجبهة الآن فى مراحلها النهائية بعد إعلان استقالتى من المنصب، لكننى مستمر فى عضويتها، وقال إن الجبهة أدت الغرض منها واقعيًا، وأن الاجتماع القادم سيكون مجرد إجراء لإعلان الموقف فقط، مؤكدًا أن هناك أكثر من تحالف تم تشكيله من بينهم قوى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وآخر تحالف سيضم الوفد والمصرى الديمقراطى وآخرين. وأضاف سعيد فى تصريحات ل«الصباح» أن التحالفات الانتخابية للإنقاذ ستكون على مدى واسع تشمل كل الأحزاب والتيارات، لذلك قررنا أن تنتهى أعمال الجبهة بعد الاستفتاء نظرًا أننا أخذنا تطمينات من الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور بتعديل خارطة المستقبل بتقديم الانتخابات الرئاسية ودعم السيسى رئيسًا إذا تقدم بناء على ضغوط من جميع القوى السياسية والشعبية فى مصر. فى حين، أكد الدكتور أسامة الغزالى حرب، عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار وعضو الجبهة أن دور الجبهة انتهى فعليًا بعد سقوط جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن الجبهة الآن تستعد لمرحلة أخرى وهى دعم مرشح واحد والوقوف وراءه لضمان نجاح خارطة المستقبل قائلًا إنه لن يدعم صباحى فى الانتخابات المقبلة، كون الأخير فقد كثيرًا من شعبيته فى الشارع بسبب مواقفه المتناقضة فى الفترة الأخيرة، على حد قوله. وأكد حرب ل«الصباح» أن لكل مرحلة رجلًا، وأن هذه المرحلة يقودها الفريق السيسى الذى نجى مصر من عبودية الإخوان، على حد وصفه، مؤكدًا أن من كافح الإرهاب ووضع مصر على الخريطة العالمية يجب أن يكون هو قائدها مؤكدًا على أن السيسى هو أنسب من يقود مصر فى هذه المرحلة، وبخاصة أنه يتمتع بشعبية واسعة، ما يجعله الأجدر بالمنصب، ونحن نرى ما يقوم به الآن من تحسين العلاقات الخارجية مع القوى العظمى التى انهارت فى عهد المعزول، وهو الأقدر بحكم مصر الآن من أى مرشح آخر على الساحة. بينما أكد السفير محمد العرابى أنه على الرغم من انتهاء دور جبهة الإنقاذ بعد الاستفتاء إلا أن دورها سيظل مستمرًا عند الضرورة، عندما تكون هناك مشكلة خطيرة تواجه مصر، لافتا إلى أنه من الصعوبة بمكان أن تكون الجبهة تحالفًا انتخابيًا، نظرًا لاختلاف أيديولوجيات الأحزاب المنضوية تحتها، وانضمام تيارات أخرى فى تحالفات كل حزب. وعن دعم السيسى رئيسًا لمصر، أكد العرابى ل«الصباح» أن الفريق يقع تحت ضغوط كثيرة أغلبها شعبى وسياسى، وإذا أعلن ترشحه رسميًا ستقف وراءه كل الأحزاب وكل المصريين لثقتهم فى قدرته على الحفاظ على مصر، مشيرًا إلى أن فكرة دعم حمدين صباحى للانتخابات الرئاسية مستبعدة تمامًا من أعضاء المكتب السياسى للحزب، كما أن آخر اجتماع جمع قيادات الانقاذ أكدوا خلاله على عدم فتح ملف دعم أى مرشح للرئاسة إلا بعد الانتهاء من الدستور. وكشف العرابى أن أحزاب الوفد والمصرى الديمقراطى والجبهة لن تدعم حمدين فى الانتخابات الرئاسية بسبب لجوئه إلى سياسة الأمر الواقع، بعد إعلان ترشحه للرئاسة بدون الرجوع إلى قيادات الجبهة أو هيئتها العليا، وبذلك يكون صباحى ليس مرشح الثورة، وهناك من هو الأقدر على قيادة دفة مصر الآن وهو الفريق السيسى، مؤكدًا أنه إذا ترشح للانتخابات سوف يفوز باكتساح.