انقسمت قيادات "جبهة الإنقاذ الوطني" حول دعم ومساندة حمدين صباحي مرشحًا للرئاسة الجمهورية بدعم من الجبهة، خاصة وإن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع ترك الباب مفتوحًا لترشحه، الأمر الذي أثار تباينات واسعة حول المرشح الذي سيحظى بدعم الجبهة. وقال مجدي حمدان، عضو جبهة الإنقاذ، والقيادي بحزب "الجبهة الديمقراطية"، إن هناك ضغوطًا كبيرة من جانب "التيار الشعبي" على أعضاء الجبهة وأحزابها للدفع بحمدين صباحي مرشحًا للرئاسة الجمهورية بدعم من الجبهة. وأضاف أن عزازي علي عزازي، القيادي ب "التيار الشعبي" يقوم باستغلال منصبه كمتحدث باسم الجبهة للإعلان عن أنها ستؤيد صباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن أغلب أحزاب الجبهة وقياداتها لا يؤيدون فكرة ترشيحه للرئاسة في ظل تناقص شعبيته، حسب قوله. وشكك حمدان في إمكانية أن تتفق الجبهة على اسم مرشح رئاسي واحد، مشيرًا إلى أن اغلب أحزاب الجبهة ستترك لأعضائها حرية الاختيار بين كل المرشحين ولن يكون هناك اتفاق على دعم اسم بعينه، مؤكدًا أنه لا يوجد حزب واحد أعلن دعمه لصباحي. وأشار إلى أن الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، والسفير محمد العرابي، رئيس حزب المؤتمر، وكذلك الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أعلنوا بصفة شخصية تأييدهم للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وهو ما يعزز فرص اختياره كمرشح عن جبهة الإنقاذ، وإن كانت الجبهة لم تحسم موقفها في هذا الصدد. من جانبه، قال أحمد عاطف، المتحدث باسم التيار الشعبي، إن جبهة الإنقاذ لديها إصرار على أن تتفق على مرشح رئاسي مدني يعبر عن ثورة 25 يناير لتدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى أن إعلان بعض أعضاء الجبهة دعمهم للفريق السيسي، ليس قرارًا نهائيًا، وليس هناك إجماع عليه، كما أن الجبهة ستجتمع لدراسة موقفها من المرشحين للانتخابات الرئاسية للاتفاق على اسم واحد من بينهم. وأكد أن عددًا من قيادات الجبهة يؤيدون اختيار صباحي كمرشح للجبهة في الانتخابات الرئاسية بشكل مبدئي، مشيرًا إلى أن الجبهة لم تناقش بشكل رسمي دعم أي شخص للانتخابات الرئاسية المقبلة. ورأى أن حملات تشويه الجبهة وقادتها نابعة من نجاحها في أداء دورها بالقضاء على حكم جماعة الإخوان المسلمين وتقف في إطار المنافسة السياسية. في السياق ذاته، أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن إعلان عدد من قادة الجبهة دعمهم للفريق السيسي "كأن لم يكن، نظرًا لأنه لم يعلن صراحة خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة". وتابع: "نثق في تعقد الفريق أول عبد الفتاح السيسي بأنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية وأن حماية الشعب أهم عنده من رئاسة مصر"، مضيفًا: "لا نعتبره مرشحًا". وأوضح، أن الجبهة ستتفق على مرشحها للانتخابات الرئاسية، بحيث يكون له تاريخ في العمل الاجتماعي ودعم نضال الشعب المصري من أجل الحرية والديمقراطية، وأن يكون قادمًا من صفوف هذا الشعب وملمًا بقضايا الوطن والمشاكل التي يواجهها ولديه تصور واضح للفترة القادمة وخطة تفصيلية مصحوبة بفريق عمل متكامل يقدمه معه عند إعلان ترشيحه، بحيث يكون واضحًا للناخبين ما الذي يمكن أن يقدمه هذا المرشح من خلال خطته وفريق العمل الذي يقدمه للشعب. ورأى عبد المجيد أن كل هذه المواصفات تنطبق على حمدين صباحي. بدوره قال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إن جبهة الإنقاذ لم تناقش حتى الآن دعم أي من الأشخاص للانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى أن إعلان المتحدث باسم الجبهة دعم صباحي لا يعبر عن رؤية الجبهة وهي رؤية شخصية له. وشدد على أن الجبهة لم تبحث فكرة دعم أي من مرشحي الرئاسة حتى الآن، نظرًا لأنه أمر سابق لأوانه، مضيفًا: مازال هناك استحقاقات سياسية سابقة على الانتخابات الرئاسية.
