قس مثير للجدل.. لا يكاد اسمه يظهر فى أى وسيلة إعلامية إلا وتتبعه علامات التعجب والاستفهام.. هذا هو أهم ما يميز القس الإنجيلى «سامح موريس» راعى كنيسة قصر الدوبارة.. رجل الدين المسيحى دائما ما يتصدر العناوين الصحفية بأفكاره الغريبة وبدعه الحديثة التى تتنافى مع العقيدة المسيحية التقليدية، وتجبر الكنيسة الأرثوذكسية (وأحيانا كنيسته الانجيلية نفسها) على الخروج للرد على هذه الأفكار الغريبة. جدل لاهوتى يعد من أغرب ما قاله موريس أن المسيح انفصل اللاهوت (الجانب الإلهى) فيه عن الناسوت (الجانب البشرى) بعد موته، وأن روح المسيح هى اللاهوت الذى غادره، وهو بهذا جمع بين بدعتين معروفتين فى التاريخ المسيحى بدعة أبوليناريوس، و بدعة نسطور، وهما فكرتان مردود عليهما فى الكتب الأرثوذكسية. ويقول موريس أيضًا أن المسيح لا يولد، وأن اللاهوت فارق الناسوت لحظة الموت، وينكر وجود الروح الإنسانية للمسيح، وبنادى إن المسيح إنسان بلا روح وهذا ضد العقيدة الأرثوذكسية عن الفداء . الرد الرسمى للكنيسة الأرثوذكسية على هذه الأفكار الغريبة هو أن الموت يعرف بأنه انفصال الروح عن الجسد، لكن لاهوت المسيح لم يفارق روحه الإنسانية ولا جسده البشري، والدليل أن الجسد لم يتحلل فى القبر. أما من ناحية الروح فيقول الكتاب المقدس 4: 8 «إذ صَعِدَ إلى العَلاءِ سبَى سبيًا وأعطَى النَّاسَ عَطايا». والتى اقتبسها بولس من مزمور 68 و التى تعنى فى التفسيرات الأولى للكنيسة أن الروح نزل إلى الجحيم و سبى جميع الأرواح التى قبض عليها إبليس وأخذها إلى الفردوس، وما كان للروح الإنسانية أن تقدر على فعل هذا دون اللاهوت المتحد بها. حذف الفيديو القس موريس لا يكتفى بنشر أفكاره فى عظاته الأسبوعية فى «قصر الدوبارة» بل ينشرها عبر وسائل إعلامية مختلفة، مما يسبب أيضًا الكثير من المشاكل، فمؤخرًا حذفت قناة Sat7 الفضائية القبطية فيديو لموريس فى برنامج له يسمى «من حقك تفهم» قد أثار الجدل بسببه تقديمه تفسيرًا خاطئًا يتعلق بناسوت ولاهوت المسيح، مما جعل القناة تضطر لحذف هذا الفيديو من موقع اليوتيوب، كما خرج موريس باعتذار عن هذا الفيديو على صفحته الخاصة على الفيس بوك وعما وقع فيه من أخطاء لاهوتية فى الحلقة، وعلمت «الصباح» أن السنودس الإنجيلى يجرى مشاورات من أجل إصدار بيان لتفسير ما قاله موريس، وتوضيح أن ما قاله لا يعبر عن عقيدة الكنيسة الإنجيلية المشيخية، وأكد مصدر داخل القناة الفضائية سات 7 إنه من المحتمل أن يقوم أحد القساوسة بمراجعة حلقات برنامج «من حقك تفهم» قبل إذاعتها للتأكد من خلوها من هذه الأفكار الغريبة. كما علمت «الصباح» أن أعضاء من كنيسة قصر الدوبارة قد نصحوا القس سامح موريس بعدم تقديم برنامج «دفاعيات» الذى يتحدث فيه عن الإيمان المسيحى لعدم تخصصه إلا أنه رفض أن يستمع للنصيحة. مهرجان «احسبها صح»
مهرجان احسبها صح هو مهرجان سنوى تنظمه الطائفة الإنجيلية، ويحاضر فيه عدد من القساوسة البروتستانت من ضمنهم سامح موريس. المهرجان يقام فى بيت الوادى، ويعمل على بث الفكر البروتستانتى عن طريق المسئولين بالكنائس الإنجيلية فى مصر، وتوزع تذاكره فى كل مكان، وهى يتراوح سعرها من 35 إلى 45 جنيها، وتقوم أتوبيسات خاصة بنقل الشباب من كل المحافظات. الشباب القبطى الأرثوذكسى حائر حول المشاركة فى هذا المهرجان من عدمها. بعض قياداته الدينية تشجعه، والبعض الآخر يرفض هذا تمامًا، مثل الأنبا روفائيل الذى يقول:« إللى حاسبها صح مايروحش»، مضيفًا أن الشاب الأرثوذكسى ليس من المفترض به أن يشارك فى المهرجان لأن ما يقدم فيه مختلف تمامًا عن عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية، معللًا إجابته هذه بأنه بعيدًا عن الاختلافات العقائدية، فالكنيسة الأرثوذكسية تعد غنية بالطقوس التى من خلالها يمكن التعرف على الله، مؤكدًا أن تميز الكنيسة الأرثوذكسية عن غيرها لم يأت من فراغ، بل جاء من امتداد 2000 عام، وتم تسليمه من الآباء الأوائل إلى يومنا هذا، متسائلًا :» لو كانت البروتستانتية أقوى فأين المسيحية فى أوروبا الآن ؟ ألم تبدأ البروتستانتية فى أوروبا منذ 500 عام، والآن هناك بلاد نسبة المسيحية بها تقرب من ال5%. أما عن موقف الكنيسة الإنجيلية نفسها فقال الأب فوزى وهيب نصر الله، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الإنجيلية و المهرجان السنوى احسبها صح، إن المهرجان يرحب بكل الشباب المسيحى مهما كانت طائفته، ومهما كان معتقده، ويرحب بجميع الشباب الذين لا يذهبون إلى الكنيسة، وليست لهم علاقة مع الله، ولا يمارسون الطقوس الكنسية ولا يخضعون لآباء الاعتراف، مؤكدًا أنهم يبذلون كمًا لا يوصف من الجهد و الوقت و المال لأجل هداية هؤلاء الشباب ولأجل مساعدتهم فى الاقتراب من الله فقط. ولذلك طالب الأب فوزى جميع الشباب المسيحى الذين لا يعرفون كيف يبدأون مع الله، وكيف يتخلصون من عاداتهم الرديئة التى تسيطر عليهم فى الاشتراك فى مهرجان «احسبها صح» حتى يتمكنوا من مساعدتهم و الاهتمام بهم. الكنيسة الكاثوليكية من جانبها قالت على لسان الأب رفيق جريش المتحدث الرسمى باسمها أن الكنيسة الكاثوليكية لا يوجد لديها أى تحفظات على مهرجان احسبها صح، بالإضافة إلى أنه لا يمكن أن تمنع انسان من الذهاب إلى مهرجان هدفه الوصول إلى الله، مؤكدًا أن الكنيسة الكاثوليكية تسعى لاحترام حرية الجميع، مؤكدًا أن مهرجان احسبها صح التابع للكنيسة الإنجيلية لا يتحدث فيه المشتركون بخصوص العقائد ولا تتم مناقشة العقائد بداخله إنما كل ما يُناقش داخله هو تعاليم ووصايا الإنجيل و الترانيم التى يُناسب كلمتها الجميع. الزواج المدنى فى الدستور الجديد اعتبر القس سامح موريس، فى أحد آرائه المثيرة للجدل، أن دور الكنيسة يأتى فى الزواج فقط و ليس الطلاق، ولكن الكنيسة عن طريق تحكمها فى عقد الزواج - من وجهة نظره- وضعت نفسها كأنها قاضٍ بين الناس، و هذا ليس دورها، ولكن دورها هو دور روحى فقط، مثلما قال الكتاب اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله . وطالب موريس بالسماح بالزواج المدنى داخل الكنيسة، مشيرًا أن ذلك سوف يعفى الكنيسة من مشاكل كثيرة قد أقحمت نفسها فيها، معتبرًا أن الزواج هو عبارة عن شقين أحدهما مدنى، و هو العقد و الآخر روحى وهو العهد، ودور الكنيسة فقط هو الدور الروحى و هو العهد، حيث إن الكنيسة لن تكون مسئولة عن الطلاق، وإنما ستكون مسئولة عن الزواج فقط، و من يريد الطلاق فليذهب ليطلق مدنيًا بعيدًا عن الكنيسة. و حول سؤال عن الزواج الثانى بعد الطلاق قال موريس إن الكنيسة فى هذه الحالة يجب أن تتأكد و تحكم من هو الطرف المتضرر، و من هو الطرف الخائن كى تستطيع أن تقوم بتزويج الطرف البرئ و ليس الطرف الخائن.