بعد فشل «الإخوان» فى إدارة عملياتهم الإرهابية ضد الأمن القومى المصرى من داخل سيناء، إزاء الضربات الأمنية الناجحة للجيش والشرطة، علمت «الصباح» أن التنظيم الدولى للجماعة قرر نقل تغيير مسرح العمليات ووجد فى مدن الصعيد التربة الخصبة لتنفيذ مخططاتهم. يأتى ذلك بالتزامن مع ما تردد عن قيام التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بافتتاح مكتب إدارى فى العاصمة السودانية «الخرطوم»، لإدارة الوضع الميدانى ودعم إخوان مصر بالمال والسلاح، بهدف إنهاك الجيش المصرى، وتحويل بوصلة تصدير الإرهاب إلى صعيد مصر عبر السودان، خاصة أن إخوان السودان لا يزالون على اتصال مباشر مع نظرائهم فى مصر. وفى محاولة لتكرار سيناريو نشر الإرهاب بصعيد مصر خاصة فى محافظتى بنى سويف وأسيوط، من خلال البوابة الجنوبية، عن طريق الدفع بعناصر جهادية وتهريب الأسلحة، يحاول التنظيم استغلال الجماعات الجهادية ذات الأفرع الممتدة فى القارة السمراء، مثل حركة بوكو حرام، والتوحيد والجهاد، والشباب المجاهدين الصومالية، التى تنتمى معظمها لتنظيم القاعدة تحت مسميات آخرى. المصادر أكدت أن السلاح تم نقله على هيئة أجزاء مفككة عن طريق ثلاث مناطق أهمها القبائل العربية المتواجدة فى منطقة السلوم بمحافظة مرسى مطروح والمنفذ الثانى هو بوابة السودان حيث يتم نقلها غطاء شحنات تجارية من الفاكهة والخضروات، والمنفذ الثالث عن طريق الصحراء الليبية وهناك يتم شحن الأسلحة المسروقة من جيش القذافى، وعندما تدخل مصر يتم تجميع الأجزاء واستكمال بعضها وتوزع على تلك الجماعات. يقول نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد المصرى، إن ملاحقة القوات المسلحة للجماعات الإرهابية فى سيناء، أدت إلى تصفية واعتقال الكثير من أعضاء تلك التنظيمات، لكن المتبقين منهم استطاعوا الهرب ونقل مسرح تدريباتهم ومخططات عملياتهم القادمة إلى محافظات الصعيد، خاصة وأنها مناطق نائية جدا وبها بعض القرى الوعرة على المناطق الحدودية المصرية، كما أنه يربط بين الصعيد والسودان ممرات وطرق لا يعرفها سوى أهل الصعيد. ويؤكد «نعيم» أن قرار نقل مقر العمليات الإرهابية للصعيد، وراؤه الوجود المكثف لأعضاء الجماعة الإسلامية المتضامنين مع الجهاديين للانتقام من قوات الجيش والشرطة الذين حاربوا مشروعهم الإسلامى الذى كان يتبناه الإخوان خلال حكمهم للبلاد. ويوضح مؤسس الجهاد، أن محافظات الصعيد هى المحطة الأخيرة للإخوان والجماعات الجهادية للهروب إلى ليبيا والسودان إذا ما حاولت السلطات المصرية ملاحقتهم هناك، وأنهم يهدفون لوقوع مجازر بين أهل الصعيد والجيش وخاصة أن أهالى الصعيد سيواجهون الجيش إذا ما حاولوا دخول قُراهم، وإشاعة حالة من الفوضى يتورط فيها الجيش ويستغلها الإخوان لتهييج الرأى العام واستغلالها إعلاميا لصالحهم. ووفق مصادر ل«الصباح» فقد سعت المخابرات الأمريكية والتنظيم الدولى للجماعة، للحصول على مناطق بديلة غير سيناء وحماس بهدف استمرار الصراع، ورفع وتيرة العمليات الإرهابية فى مصر، حيث إن تحريك موضع الصدام ونقله من سيناء إلى الصعيد، يهدف فى المقام الأول، لتشتيت الانتباه والتركيز على خلق بؤر إرهابية جديدة، غير معروفة، والجماعة تسعى لتكرار سيناريو الثمانينيات والتسعينيات عندما كانت الجماعات الإرهابية والتنظيمات تتسلل من السودان إلى الصعيد، وأن اختيار الصعيد جاء نتيجة تغلغل وانتشار التيار الإسلامى فى صعيد مصر وخاصة الجماعة الإسلامية، صاحبة الدراية الكاملة بالوجه القبلى وكيفية إدارته كبقعة لتصدير الإرهاب. من جانبه، يرى الشيخ محمد أبوسمرة، القيادى الجهادى، إنه يستبعد أن يكون هناك هروب جماعى لأعضاء التنظيمات الجهادية فى سيناء، وأن الأنباء التى ترددت هى أكذوبة صنعتها أجهزة سيادية فى مصر، موضحا أن الجماعة الإسلامية المتمركزة فى الصعيد تنأى بنفسها عن التورط فى مثل هذه الأشياء، وخاصة أنهم منضمون لتحالف دعم الشرعية الموالى للإخوان وأى تعاون بينهم وبين الجهاديين سيثير الانتباه ويورطهم فى كل الأحداث الدامية الأخيرة. ويضيف أبوسمرة أنه بالرغم من كل التشديدات الموجودة على الحدود خوفا من تهريب السلاح لداخل مصر، إلا أنه منذ شهرين دخلت ما يقرب 13 مليون قطعة سلاح إلى مصر عبر صحراء السودان. على الصعيد الأمنى، أكد العميد خالد عكاشة، مسئول الملف الأمنى فى سيناء سابقا، أن محافظات الصعيد تعد وكرًا تاريخيًا لتلك الجماعات، حيث إن هناك الكثير ممن يحملون الفكر الدينى المتطرف يمثلون الملجأ الوحيد للجماعات الهاربة، وأن قوات الشرطة هى من ستتدخل إذا ما حاولوا تنفيذ عمليات إرهابية فى الصعيد، وذلك لأن قوات الجيش لا تتدخل إلا فى المناطق النائية الذى يسيطر عليها الإرهابيون. ويوضح عكاشة، أن تلك الجماعات التى نقلت مقر عملياتها للصعيد تستغل السلاح الذى يتم تهريبه من السودان وليبيا، خاصة أن المكتب الإدارى الذى افتتحه التنظيم الدولى بالخرطوم يستغل العلاقة الوطيدة بين كل من إخوان السودان ومصر فى التواصل وإدارة الأزمة فى مصر.