خيوط دقيقة ربطت بين واشنطنوالقاهرة خلال الأسبوع الماضي، وتجمعت عند نقطة واحدة لتترجم الخوف من أن تشهد مصر موجة إرهاب جديدة على غرار تلك التى شهدتها المحروسة فى تسعينيات القرن الفائت مع فارق بسيط وهو اختلاف أسماء الأفراد والتنظيمات فى المرحلتين. ومن هذه الخيوط تحذير الرئيس محمد مرسى لمسئولين أمريكيين من أن قطع المساعدات فى هذه الظروف، وعدم دعم بلاد العم سام لنظام الحكم الإخوانى فى مصر قد يساعد على انتشار الإرهاب، فى الوقت الذى حذر فيه المسئولون الأمريكيون رعايا بلادهم من التواجد فى أماكن بعينها فى مصر منها السفارة الأمريكيةبالقاهرة. تلك الخيوط تتوافق ومعلومات كشفها ل «فيتو» الشيخ نبيل نعيم- زعيم تنظيم الجهاد- والذى أقر بالمراجعات والتزم بها، ومنها أن سيناء بها جماعات متطرفة فكريا أخطرها «الجهاد التوحيد»، وهى جماعة تكفيرية ترى الجيش والشرطة والرئيس «كفاراً»، وبالتالى فهى متأهبة لممارسة العنف ضد الدولة، خاصة أن لديها كميات ضخمة من الأسلحة وأموال طائلة حصلت عليها بالتهريب وساعدها فى ذلك جماعة الدكتور محمد صلاح الذى قتل فى مواجهة مع حركة حماس، فضلا عن جماعات سلفية متشددة وأكثر انتشارا فى سيناء مثل الجماعة السلفية الجهادية. والسلفية الجهادية لا تقل خطرا هى الأخرى، وفق معلومات نعيم، فهى تضم نحو ألف عضو، وأعلنت خروجها على الرئيس مرسى برفض قرض صندوق النقد الدولى على أساس أنه ربا، وهو ما دفع مرسى فى خطابه باستاد القاهرة احتفالا بنصر اكتوبر، للرد عليهم بأنهم مخطئون، وبأنه لن يسمح أبدا بأن يأكل الشعب من الربا. وتكمن خطورة هذه الجماعة فى امتلاكها ترسانة أسلحة، ويلعب جبل الحلال الذى تختبئ فيه الجماعة دورا فى صالحها، وتكمن خطورتها فى أنها منتشرة فى القاهرة، والبحير،ة والإسكندرية، والدقهلية ويصل عددهم إلى 20 ألف عضو، وليس لها وجود فى الصعيد لأن الإخوان يسيطرون على محافظاته. أوضح نعيم أن التيار التكفيرى لا يلتمس لمرسى أى أعذار بخلاف الجماعات الجهادية الأخرى، ويرجع ذلك لعيشها فى أماكن متطرفة، وقد يدفعها التشديد الأمنى فى سيناء إلى الخروج على الحاكم فى شكل عمليات إرهابية، خاصة أنهم تعرضوا- على حد قول نعيم- لعملية خداع من الإخوان ملخصها إعطاء الجماعة وعداً وهمىاً لهم بتطبيق الشريعة. وجماعة التوحيد والجهاد فى سيناء أظهرت نيتها فى هدم المعبد على روؤس أصحابه بتهديدها للرئيس مرسى بشن أعمال انتقامية حال تنفيذ حكم الإعدام على ال 14 متهما فى قضية السطو على بنك العريش، وتتضح خطورة تلك التهديدات فى أنها شلت يد مرسى بالفعل عن التصديق عليها، وربما يكون مرسى معذورا بالقياس على معلومات نعيم بأن هذه الجماعة تركز فى أهدافها على الجيش والشرطة والسياحة. وفى حين يرى نعيم نبيل أن رفع الرايات السوداء فى المظاهرات التى اندلعت أمام السفارة الأمريكية ليس معناها إعادة إحياء تنظيم القاعدة فى مصر إلا أن مصدر أكد ل «فيتو» أن تنظيم القاعدة تشكل وانتشر فى سيناء، وينتظر أوامر بالهيكلة ولديه سلاح فى أماكن خفية بالقاهرة وينتمى أعضاؤه لجماعة التوحيد والجهاد، محذرا الرئيس مرسى من تنفيذ الإعدام على ال 14 متمهما، بعد أن وصفه مفتى الجهاديين فى سيناء بأنه حكم سياسى وليس جنائى، ومخالف للشرع وشبيه بالأحكام التى كانت تصدر فى فترة حكم مبارك وصادر بدون بينة أو دليل على ارتكاب أيا منهم الجريمة. المصدر اتفق مع نعيم نبيل فى أن تنفيذ الحكم معناه تنفيذ عمليات إرهابية فى قلب العاصمة القاهرة، تستهدف الأهداف الأجنبية، وخصوصا الأمريكيه تحت شعار نصرة الرسول، والغرض الحقيقى هو إحراج الحكومة المصرية وضربها فى «مقتل». وفى مفاجأه غاية فى الخطورة كشف المصدر أن مقر الجامعة الأمريكية بالتحرير، ومقرها الآخر بالتجمع الخامس، والبنك التجارى الدولى والسفارة البريطانية وجميع المصالح البريطانية، كلها مستهدفة من جانب الجماعات التكفيرية، مؤكدا أن السفارة الأمريكية بوسط القاهرة مستهدفة بقوة رغم علم أفراد هذه التنظيمات باستحالة تفجيرها أو اقتحامها، مشيرا فى الوقت نفسه إلى إمكانية قيامها بعمليات تفجيرية فى محيط السفارة. و فى رأى معاكس تماما لقول الرئيس مرسى فى خطابه الأخير «هم منا ونحن منهم»، فى إشارة لحركة حماس أكد المصدر أن الجماعات الإرهابية فى سيناء تتلقى تدريباتها فى معسكرات داخل غزة، أشهرها معسكر تدريب تابع لجيش الإسلام بمنطقة «تل سلطان» في رفح الفلسطينية، ومعسكر آخر بمنطقة خان يونس، وفيها يتم التدريب على استخدام السلاح، وصناعة المتفجرات وكيفية زرعها. وفى السياق ذاته أضاف المصدر أنه يتم أيضا التدريب على تصنيع القنابل اليدوية فى غزه بين صفوف «جيش الإسلام»، ويتم التدريب كذلك على التنقل بين الجبال والمناطق الوعرة فى سيناء، وبعد اتمام عملية التدريب يتم إدخالهم إلى سيناء عبر الأنفاق. فضلا عن تجنيد حماس لشباب من البدو فى سيناء للعمل مع عصابات التهريب، ثم الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن حماس حصلت على أموال طائلة من هذه العملية. «فيتو» حصلت على أسماء أهم التنظيمات الإرهابية التى تتبنى الفكر الجهادى السلفى، والتى تعمل فى سيناء بحرية مطلقة ومن أهم هذه التنظيمات جند الله- (جيش الله)- بقيادة أبو عبدالله السوري، وبحسب المصدر فهى جماعة جهادية سلفية عاملة فى سيناء عادت لعملها الجهادى بعد الثورة، وتتخذ من جبل الحلال مأوى لها، ونفذت في 8 يوليه 2009 عمليه انتحارية على موقع إسرائيلى بالقرب من الحدود باستخدام الخيول ونجحت إسرائيل فى إفشالها وقتل كل أفراد المجموعة. وفضلا عن التوحيد والجهاد التى وصفها المصدر بمنظمة إقليمية لها فروع فى شمال إفريقيا ويقودها هشام سعيدانى- أحد المتورطين فى عملية رفح- يوجد تنظيم لا يقل خطورة ويسمى «مجلس شورى المجاهدين» والمسمى مأخوذاً من مجلس شورى المجاهدين فى أفغانستان لحركة طالبان، ولا يعترف هذا التنظيم بوجود القومية أو الديمقراطية وهو المسئول بحسب تأكيدات المصدر عن تفجير خط الغاز في سيناء، كما أنهم هددوا بنقل المعركة مع القوات المصريه من سيناء إلى قلب القاهرة.