اتخذت سياسة حزب «النور» السلفى منحى جديدًا يخالف مرحلة الجمود التى عاشها منذ تأسيسه، فبعد إعلان الحزب وذراعه الدعوية «الدعوة السلفية» عن موقفهما الصريح تأييدًا لثورة 30 يونيو، رغم الهجوم الشرس من جماعة الإخوان، تقدم السلفيون بورقة عمل تتضمن زيارات خارجية وتنظيم وفود شعبية للخارج بهدف تعريف الغرب ب30 يونيو كثورة شعبية، خاصة أنهم طرف إسلامى شارك فى الخروج على حكم الجماعة. وتضمنت ورقة العمل التى حصلت «الصباح» على مضمونها مقترحات من حزب «النور» لوزارة الخارجية تشمل زيارات قيادات الحزب إلى بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية، وعُرضت الورقة على وزير الخارجية خلال لقاء جمعه بوفد من «النور» يضم يونس مخيون رئيس الحزب، وياسر برهامى نائب رئيس «الدعوة»، وعمرو المكى مساعد رئيس الحزب للشئون الخارجية، ونادر بكار مساعد الرئيس لشئون الإعلام، بحسب مصادر من داخل «النور». وتضمنت ورقة العمل أيضًا أن يعرض الحزب نفسه ك«وجه اسلامى» يؤيد خارطة الطريق، ويرفض الرسائل المتكررة الموجهة للخارج، والتى يقوم بها قيادات مايسمى ب«تحالف دعم الشرعية». برنامج عمل وفود حزب النور فى الخارج يضم أيضًا اللقاء مع عدد من الجاليات المصرية فى دول الغرب، وحثهم على المشاركة فى الاستفتاء على الدستور، ونقل رسائل مباشرة من شيوخ السلفية توصى بالتصويت ب«نعم» للدستور، والتأكيد على أن من يقفون فى وجه إقرار الدستور هم «أعداء الوطن» - حسب تصريح يونس مخيون رئيس الحزب السلفى. وينتوى «النور» و«الدعوة السلفية» استثمار دور «التنظيم الدولى السلفى» الذى يتخذ من العاصمة التركية مقرًا له، ويعتبر المدافع الأكبر عن خارطة الطريق وكيان الدولة المصرية بين العامة فى تركيا، فى الترويج للدستور الجديد وإبراز صورة حقيقية أنّ الإسلاميين فى مصر يقفون مع الدولة ضد جماعة الإخوان والتى لاتمثل سوى 10 % فقط من الإسلاميين المصريين. وكان «برهامى» قام قبيل 30 يونيو بعدة زيارات دولية لتدشين «التنظيم السلفى الدولى»، على طريقة «التنظيم العالمى لجماعة الإخوان » فى تركيا والسودان، وأوضحت المصادر أن برهامى عاد للسفر إلى تركيا الأحد الماضى للقاء قيادات التيار السلفى؛ وللتنسيق للإعلان الرسمى عن «التنظيم السلفى الدولى»، ثم سافر إلى العاصمة السودانية الخرطوم لنفس الغرض. ومن جهته توجه المهندس صلاح عبد المعبود، عضو الهيئة العليا لحزب النور، الأسبوع الماضى إلى بروكسل على رأس وفد ضم عددًا من الشخصيات العامة والسياسية والبرلمانية وممثلين عن منظمات حقوقية مصرية، وذلك لحضور مؤتمر حول علاقة مصر والاتحاد الأوروبى والمقام فى قصر «إيجمونت» من قبل المعهد الملكى البلجيكى للشئون الخارجية برعاية المنتدى الأوروبى للوساطة الدولية والحوار. حيث دار النقاش حول سبل دعم المرحلة الانتقالية المصرية والمصالحة الوطنية، فى إطار اتفاقية تبادل غير رسمى مع أعضاء البرلمانين المصرى والأوروبى.
ورقة العمل التى قدمها «النور» للخارجية نصت على أن هناك العديد من التيارات السلفية قد أسست بالفعل أحزاب سلفية فى الوطن العربى مثل الرشاد باليمن، وجبهة الإصلاح فى تونس.. والفكرة مطروحة للنقاش فى المغرب، وجارٍ تنفيذها فى ليبيا وللدعوة السلفية أنصار فى هذه الدول وغيرها وتستطيع تحجيم دور الإخوان فى الخارج وتوصيل رسائل لهذه الدول بأن الإخوان يواصلون العنف ولا طائل من رهانهم الخاسر على عودة ملكهم الزائل بأمر الشعب.