على خطى جماعة الإخوان المسلمين، تسير الدعوة السلفية؛ إذ يواصل مشايخ الدعوة وعلمائها وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، زياراتهم الخارجية في محاولة لوضع حجر الأساس لتأسيس "التنظيم الدولي للدعوة السلفية" علي شاكلة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين. بدأت الزيارات الخارجية بزيارة قام بها "برهامي" لقطر لم يعلن عن تفاصيلها، تبعها زيارة لليبيا بررها الأمين العام لحزب النور السلفي وعضو مجلس إدارة الدعوة، بوجود أنصار للدعوة السلفية في ليبيا يتخذون من علماء وشيوخ الدعوة مرجعية فقهية لهم، وأشار إلي أن هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة من الزيارات لعدد من الدول العربية والإسلامية ضمن برنامج يعده أتباع الدعوة وعدد من الجمعيات والمنظمات الإسلامية لشيوخ الدعوة السلفية. زيارات "برهامي" توازت مع زيارة للدكتور "أحمد حطيبة" عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية – الذي يضم المؤسسين الستة - إلي السودان لافتتاح فرع معهد الفرقان لإعداد الدعاة بالخرطوم ( معهد تابع للدعوة السلفية أسس في الإسكندرية وأغلقه الأمن في عام 1994 وأعيد فتحه بعد الثورة). وتوازت هذه الزيارة أيضاً مع زيارات قام بها الشيخ سعيد عبد العظيم النائب الثاني لرئيس الدعوة السلفية للسودان وهي رحلات دعوية يتتخللها لقاءات مع المنتمين للتيار السفلي بالسودان . واستقبلت الدعوة السلفية بالأسكندرية وفداً من جمعية "بن باز الفلسطينية" – الدعوة السلفية بغزة – منذ فترة ضم عدد من مشايخ الدعوة السلفية بغزة في زيارة تخللها عقد مؤتمرات ودروس مشتركة لشيوخ الدعوة بالأسكندرية وغزة، فضلاً عن لقاءات مشتركة حول تأسيس التنظيم الدولي. توقفت هذه الزيارات بعض الوقت نظراً للأوضاع السياسية الداخلية ثم عادت مرة أخري مع الإعلان عن زيارة يقوم بها "برهامي" إلي تركيا والسودان تستمر نحو أسبوعين، أكدت مصادر بالدعوة السلفية وحزب من النور أن هذه الزيارة تتضمن لقاءات مع قادة التيار السلفي بتركيا والسودان لوضع حجر الأساس لتأسيس التنظيم الدولي للدعوة السلفية. من جانبه قال "أحمد زغلول" الباحث في الشئون السلفية إن الفكرة السلفية لاترتبط بحدود الدول إذ ترى أنها غير صحيحة فقد صنعها الإستعمار، وترى أن جميع المسلمين أخوة لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات في "أمة الإسلام" التي تراها كيان واحد يقوم على المنهج السلفي. وأوضح "زغلول" في تصريحات خاصة ل "محيط"، أن هذه الرؤية للأمة الإسلامية تتشارك فيها جماعة الإخوان المسلمين مع السلفيين فقد اهتم حسن البنا مؤسس الجماعة بقضايا العالم الإسلامي حيث أنشأ "قسم الاتصال بالعالم الإسلامي" ومن ثم كان طبيعياً أن ينشأ التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في الثمانينات. وأشار إلي أن البعد الخارجي ملازم للدعوة منذ نشأتها؛ فقد اشتبكت مع الأحداث الدولية بدعم فقهي أو مساندة إعلامية منذ حرب أفغانستان، مرورا بحربي الخليج الأولى والثانية، واحتلال العراق واشتباكها مع الأزمة الصومالية وإرسالها وفداً ضمن عمليات الإغاثة وكذلك بالنسبة لسوريا الآن حيث دشنت حملة "أمة واحدة" لإرسال إغاثات للشعب السوري فضلاً عن الدعم الفقهي للثورة السورية عبر فتاوي الجهاد وتكفير الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع انطلاقا من هذه الرؤية الأممية للسلفيين وفي ظل حالة الانفتاح السياسي الحالي نرى محاولة لإقامة عمل تنظيمي دولي بأي صورة للتيار السلفي المصري وفي القلب منه الدعوة السلفية التي تعتبر تياراً رائداً تنظر إلى تجربته جميع الدول العربية وتتابعها عن كثب حسب قوله.