«تكفيرى.. جهادى.. متطرف»، تلك هى أبرز الصفات التى يتم تداولها عن شادى المنيعى، زعيم «أنصار بيت المقدس»، وعلاقته بالجماعات التكفيرية وتورطه فى قتل ضابط الأمن الوطنى المقدم محمد مبروك. «الصباح» تنفرد بنشر ملامح سرية من الحياة الشخصية والأسرية للأمير شادى، الشاب العشرينى الذى أصبح بطلًا للعمليات الجهادية التكفيرية فى مصر، مصدر سيناوى مطلع من عشيرة المنايعة - طلب عدم ذكر اسمه- أكد أن صديقه شادى لم يكن ينتمى لهذا الفكر المتطرف على الإطلاق قبل ثورة 25 يناير 2011، حيث عمل تاجرًا للحاصلات الزراعية، فضلًا عمّا تدر عليه عدّة أفدنة آلت إليه بطريق الميراث الذى بعد وفاة أبيه «عيد سليمان» الذى كان حسن السمعة لسببين أولهما انتماؤه لقبيلة السواركة واسعة الصيت فى شمال سيناء، والثانى أنه أحد المجاهدين بجانب الجيش المصرى ضد الصهاينة، وحكمت المحاكم الإسرائيلية عليه بالسجن 75 عامًا. شادى المنيعى، تحول إلى الأمير شادى، بعد فترة قليلة من ثورة يناير، وأصبح ينتمى لجماعة التوحيد والجهاد الذى كان يلازمه فيها الشيخ حمادة أبوشيتة «المعتقل الآن بسجن العقرب، أيضًا كان يلازمه الشيخ كمال علام أحد قيادات السلفية الجهادية الذى انضم حديثًا لصفوف التوحيد والجهاد، وأصبح الثلاثة تابعين لجماعة أنصار بيت المقدس التى ذاع صيتها بعد تفجير خطوط الغاز الممتدة لإسرائيل، وهجماتها بالصواريخ تجاه إسرائيل آنذاك. الأمير شادى، كما يصفه صديقه، لا يحفظ القرآن الكريم ولا يتبع السُنة، حاصل على دبلوم فنى صناعى قسم لحام ومعادن، أقام فيلا على الطراز القديم بقرية «المهدية»، وعاش فيها مع طفله وزوجته التى تنتمى أيضًا إلى عشيرة المنايعة وأنجب طفلًا منها، كما تقيم معه والدته «عبلة»، ليست سيناوية، والتى لا تزال على قيد الحياة، وهى من أصول أردنية، وأخوه «فواز المنيعى» الذى يصغر شادى بما يقرب من 8 سنوات، ومعهم شقيق ثالث لا يزال صغيرًا. وعلى الرغم من أن الأمير شادى لا يفقه شيئًا عن العلوم الشرعية، إلا أنه أصبح قياديًا جهاديًا، حيث إنهم لا يشترطون فى سيناء أن يكون عالمًا دينيًا، ويهتمون بالفطرة والعلاقات الأسرية، وسبق اعتقاله خلال تفجيرات طابا عام 2005، وأُفرج عنه عندما تولى الرئيس السابق محمد مرسى الحكم، وقام بمنع حمدين صباحى من دخول الشيخ زويد ورفح لإقامة مؤتمر جماهيرى، وبث مقطع فيديو قال فيه إنه لن يسمح بدخول صباحى شمال سيناء باعتباره يحمل فكرًا شاذًا لا تقبله الشريعة، كما أنه أعلن صراحة عن خطفه الجنود السبعة برفح للضغط للإفراج عن المعتقلين فى أحداث طابا، وفى مقدمتهم حمادة أبو شيتة، كما أنه اشترك مع الشيخ أحمد حمدان فى قتل عمه الشيخ خلف المنيعى الذى كان يتعاون مع الأجهزة الأمنية للإرشاد عن الإرهابيين فى سيناء، وبعد 30 يونيو هرب هو ومعه40 من أنصاره من قصره بعد أن تم قصفه بالكامل بطائرات الأباتشى إلى القنطرة شرق بالإسماعيلية ليهدد من يقترب منه بقصف المراكب فى قناة السويس. وأوضح المصدر المقرب من «الأمير شادى» أن قبيلة السواركة وعشيرة المنايعة كانتا غاضبتين عنه، وعن أفعاله لأنه يشوه صورتهما، ولم يستطيعوا تغيير فكره، خاصة أن شيوخ القبائل أصبحوا لا يستطيعون السيطرة على المتطرفين فى عائلاتهم، مؤكدًا أن شقيقيه لا يعتنقان فكره المتطرف، وأنهم فى سيناء لم يسمعوا عن تنظيم أنصار بيت المقدس الذى ينتمى له شادى، قبل 25 يناير، لكنهم فوجئوا بالتنظيم منذ عام ونصف العام تقريبًا، بعد أن اندمجت فيه جماعات التوحيد والجهاد، والأنصار والسلفية الجهادية، ومعهم بعض العناصر التى تقطن منطقة معبر كرم أبو سالم على الحدود مع إسرائيل، وكان «شادى» ينظر لأهله فى القبيلة على أنهم «كفار ويجب مقاطعتهم».