بعد اقتحام قوات الأمن ل«دلجا»، واسترداد القرية التى تحولت إلى ما يشبه إمارة إخوانية، عقب عزل محمد مرسى، تنفرد «الصباح» بنشر أسماء الأسر التى تم تهجيرها من القرية، على خلفية أحداث طائفية بين مجموعة من أنصار مرسى وأقباط القرية، وعلى رأسهم أسرة «ماهر إسكندر» و«نادى أبو مقار». ومن بين الأسر التى تم طردها من رحمة «الإخوان» أسرة «رافائيل أ. م» عامل زراعى (50 سنة)، و«منير.أ» و«نادى. ي» موظف بوزراة الزراعة، و«إسكندر. م» مهندس مساحة، و«عادل. ل»، و«فايز.أ» مدرس بالتربية والتعليم، و«مينا. أ» طالب بكلية الهندسة، و«هانى. ي» صاحب محل خياطة، و«شنودة أ»، و«شريف ج» مندوب مبيعات، و«وسيم.أ»، وأخيه «إبرام. أ» عاملين زراعيين، «عازر. م» مهندس بشركة الكهرباء، و«رامى. ف» تاجر حبوب، و«إبرام. س» راهب، و«نجيب.م» ميكانيكى، و«قلتا. م» عامل زراعى، و«ديانا. م» أرملة ولها ثلاثة أطفال، و«يوسف. ي». بداية الفتنة، كما يرويها جمال الدلجاوى، أحد كبار عائلة «فايق»، حدثت بخلافات شخصية بين أهالى «دلجا» ونادى أبو مقار، بسبب معاكسة ابنة الأخير لبنت مسلمة أثناء وجوده أمام بيته على مدخل القرية، بجوار قسم الشرطة، الأمر الذى تكرر مع كثير من بنات القرية اللواتى يعملن بدار رعاية أطفال ملاصقة لمنزل والده، وانتهى الأمر بالصلح، ولكن بعد إعلان بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسى بعزل محمد مرسى، خرج «نادى أبو مقار» حاملا سلاحه الآلى، وأطلق أعيرة نارية فى الهواء احتفالا برحيل «مرسي»، فهجم عليه أهالى القرية محاولين إثناءه، بالإضافة إلى أن بعض المتشددين دينيا أرادوا الفتك به، فأطلق الرصاص فى اتجاه أهالى القرية، فأصاب خمسة وقتل أحدهم. ويؤكد «جمال»: «هنا قامت القرية ولم تقعد وقام عدد كبير بمحاصرة منزله، معظمهم (هجامين وبلطجية) وليسوا جميعهم من أهالى القرية، واعتبروها فرصة سانحة لهم للسرقة والنهب فى وضح النهار»، ويستطرد قائلا: «حرقوا 35 منزلا من منازل الأقباط ونهبوا تجارة نادى أبو مقار، وتجارة أخويه والمحال التجارية المجاورة له، ثم انتقلت نفس المجموعة إلى كنيسة الأنبا إبرام وكنيسة العذراء مريم، ونهبوا كل محتوياتها، وتقدر بأكثر من مليون جنيه، ثم توجهت مجموعة منهم لاقتحام قسم الشرطة الكائن بمدخل القرية، وسرقوا كل محتوياته، بما فى ذلك مقدرات المسجد الكائن بداخل قسم الشرطة، وبعدها أضرموا النيران بداخله حتى حولوا كل هذه المنشآت إلى رماد». وتابع: «هناك متشددون من الطرفين أججوا الفتن ونشروا بعض الأكاذيب فى وسائل إعلام متعددة، والحقيقة أن هناك أسرا كثيرة تركت منازلها خوفا على حياتها، ولا حقيقة لوجود الجزية أو ما شابه ذلك، ولكن الأمر تحول إلى تهجير قسرى للأقباط بسبب شعورهم بالاضطهاد، وخوفا من فتك بعض التيارات المتشددة بهم وبأسرهم مثلما حدث مع باقى الأقباط داخل القرية». يؤكد «جمال» أن التيارات الإسلامية داخل القرية تمثل 10% من الأهالى، وأن 90% لا دخل لهم بما حدث أو سيحدث داخل «دلجا»، مشيرا إلى أن واقعة «إسكندر» القبطى الذى تم سلحه، وقعت على يد مجموعة من الخارجين على القانون باعتباره شاهد عيان عليها، منوها بأن مبادرة الضحية بإطلاق الرصاص من أعلى منزله دفعت بعض «مطاريد الجبل» إلى اصطياده من أعلى البناية، ثم قامت مجموعة، أغلبها ليست من أهالى دلجا بسحله والتمثيل بجثته، وطالب قوات الأمن الموجودة بالقرية بتخليص «دلجا» ممن اعتبرهم «الفئة الضالة» قائلا إن الجيش هو درع أمان الوطن، وأن مثيرى الشغب لا يفرقون بين مسلم وقبطى ووصفهم ب«كلاب الشوارع». وتابع: «المسلمون والأقباط فى دلجا شركاء فى الأرض وتربطهم مصالح مشتركة، وعلاقات أسرية وطيدة ولم تشهد القرية من قبل أى تمييز بين قبطى ومسلم»، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 18 ألف قبطى لم يهجروا القرية، ومن تركها هم أسر ال«35 منزلا» التى احترقت. وقال القس «سلوانس لطفى» راعى كنيسة دلجا، إن مسلحين اقتحموا الكنيسة، ونهبوا مبنى الخدمات والأنشطة التابع للكنيسة، وأكثر من 450 إردب قمح وحلبة وكراوية، وبعدها أشعلوا النيران داخل الكنيسة حتى احترقت. وأضاف فى تصريحات خاصة ل«الصباح»: «مقتحمو الكنيسة حملوا الأسلحة وأنا أعزل ونهبوا محتوياتها وهم يكبرون، وهم مجموعة من المتشددين، ووجوهم غير مألوفة بالنسبة لى، ولم ينقذنى من موت محقق سوى عقلاء القرية من المسلمين الذين أدين لهم بالفضل». وقال القمص «ويصا صبحي»، وكيل مطرانية دير مواس، إن الأوضاع فى مدينة دير مواس سيئة لغياب الأمن، وأضاف فى تصريحات خاصة ل«الصباح»: «تم تهجير 50 أسرة من دلجا بعد فرض جزية يومية وإلزام بعضهم بدفع مبالغ مالية تصل إلى 50 ألف جنيه عن كل أسرة مقابل حمايتهم، ومن رفض الدفع تم التحفظ على بيته وأرضه وأملاكه