كوريا الشمالية .. الحياة فى العزلة النووية

دستور الدولة ينص على حرية الاعلام.. والاستماع الى اذاعة كوريا الجنوبية جريمة عقوبتها الاعدام !
الرئيس الأب اخترع الهامبورجر المحلي وكتب 1500 كتاب في 3 سنوات .. والرئيس الابن تاريخ ميلاده سري
الهواتف المحمولة رجس من عمل الشيطان .. والمعارضين السياسيين يختارون المعتقل الذي يحبونه
في عام 1959 قدم الممثل الكوميدي الشهير بيتر سيلرز –صاحب سلسلة الفهد الوردي- فيلما يدعى "الفأر الذي زأر" صار من علامات الكوميديا السياسية في العالم.
الفيلم يدور حول دولة أوروبية خيالية صغيرة هي دوقية "فينويك"، التي لا تملك أي موارد أو ثروات طبيعية .. لكن يخطر لدوق فينويك فكرة ذكية تجعله يقرر أن يعلن الحرب على الولايات المتحدة، ويتحدى أكبر قوة في العالم من داخل دولته الصغيرة، وهو موقن تماما من الهزيمة، لكن هدفه أن تحتل الولايات المتحدة دوقية "فينويك" وتقوم بإعادة أعمارها وتصبح مسئولة عن رفاهية سكانها مثلما حدث مع المانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
لعل "كيم يونج أون" رئيس كوريا الشمالية ذو الوجه الطفولي، قد حصل على شريط مهرب لفيلم بيتر سيلرز (الأفلام الغربية ممنوعة في كوريا الشمالية) وأعجبته الفكرة فقرر وضعها موضع التنفيذ.
ليس غريبا ان يستمد حاكم آخر "الجمهوريات الأسرية" في العالم أفكاره من هوليوود ويضع مستقبل وحياة ملايين من شعبه بين يدي خيالات الأفلام، لأن ما يحدث حقيقة على أرض الدولة الشيوعية أغرب من أي خيال.
كوريا الشمالية واحدة من الدول الأكثر انغلاقا وسرية على وجه الأرض والحياة فيها تشبه الحياة داخل فقاعة، ولا عجب ان أكثر من تلاثة آلاف من الكوريين الشماليين يهربون منها الى كوريا الجنوبية كل عام ويشعرون وكأنهم يهبطون على كوكب أخر لدرجة ان جميع الوافدين من كوريا الشمالية الى باقي بلدان العالم يتعلمون أولا كيفية التعامل مع أدوات القرن الواحد والعشرين.
وفقا لتقرير شبكة بي بي سي البريطانية فإن كوريا الشمالية دولة الملكية المطلقة والدكتاتورية الوراثية والتى يستخدم رؤوسائها الشيوعية لتبرير حكمهم، تقوم الثقافة هناك على عبادة الرئيس ويعطونه صفة إلهية تنزوي الى جوارها مكانة الزعيم النازي ادولف هتلر في ألمانيا النازية الذي سيشعر بالخجل من طموحه المحدود.
عدد سكانها 24 مليون نسمة، منهم فقط مليون ونصف مليون مواطن يملكون هواتف محمولة، أغلبهم من أنصار الحكومة، الذين يخضعون لإعادة التأهيل في أجزاء من معسكرات العمل المخصصة لهذا الغرض والذى يجتاز مدة التأهيل بنجاح يحصل على مناصب حكومية رفيعة المستوى، بينما يختار المعارضين السياسيين بين 6 سجون مختلفة لقضاء فترة الاعتقال !
واللافت للنظر ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وصاحب الحرب على افغانستان والعراق وضع كوريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب وقال عنها انها مركز الشرور فى العالم، وهو ما اتفقت عليه العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية، في ان كوريا الشمالية تعد واحدة من أسوأ الدول التى تضع القيود الصارمة على حرية التعبير والتنقل والحريات السياسية والاقتصادية، لدرجة انهم يستعملون شبكة معلومات مغلقة (إنترانت وليست إنترنت) بديلة عن الشبكة العالمية لجميع المواطنين للتواصل فيما بينهم وتصفح المواقع الكورية المحلية فقط.. والإنترنت بمعناها العام الذي نفهمه غير متاحة الا بتصريح خاص ومراقبة حكومية، لضمان إن أنشطة البحث التي سيستخدمونها لا تخالف القانون الكوري الشمالي.
المواطن الكوري يعيش حياته بالكامل ممنوعا من مشاهدة أي قنوات أجنبية قراءة أي جرائد غير محلية.. وكل وسائل الإعلام إما مملوكة للدولة أو لشركات أصحابها مقربين من الدولة .. والاستثناءات تكون فقط للأغنياء أو اللي بيعيشوا على الحدود مع الدول الأخرى، لأنهم يلتقطون وسائل إعلام تلك الدول المجاورة.
التقارير الحقوقية قالت أن كوريا الشمالية ينتشر فيها الاعتقال التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة التى تصل الى الإعدام بشكل يجعلها أقرب للقرون الوسطى، لدرجة انه مجرد الاستماع إلى اذاعة كوريا الجنوبية يمكن أن يؤدي إلى عقوبة الإعدام.
ومن أشهر معسكرات الاعتقال فى كوريا الشمالية سجن " كوان لى" حيث يتعرض السياسيون الغير مرغوب فيهم هناك للسجن مدى الحياة ويتعرضون للأشغال الشاقة والتعذيب والتجويع، واحيانا القتل، وتحرى عليهم تجارب طبية مشابهة لما كان يفعله النازي جوزيف منجيل في المعتقلين اليهود، ووفقا لتقارير منظمة العفو الدولية حول السجناء فإن قرابة 200000 كوري شمالي وضعوا في ستة معسكرات كبيرة للاعتقال السياسي، ويجبرون على العمل في ظروف تقترب من العبودية، وتشير التقارير الى ان أكثر من 10000 شخص يموتون سنويا في معسكرات الاعتقال.

حكومة كوريا الشمالية تعد من أشد حكومات العالم سيطرة على وسائل الاعلام، رغم ان الدستور الكوري ينص ظاهريا على حرية التعبير والصحافة، ولكن الحكومة تحظر ممارسة هذه الحقوق في الممارسة العملية، لدرجة ان الأخبار التي تغطي المشاكل الاقتصادية والسياسية لا يسمح لها للظهور، ولا يسمح بعرض الانتقادات الخارجية للحكومة الكورية ليستمر الانعزال عن العالم، ووسائل الاعلام هناك تؤيد عبادة الرئيس الكوري كيم جونغ أون، وتقوم بتقديم التقارير بانتظام عن أنشطته اليومية مهما كانت تافهة.
ومن مظاهر التعسف الثقافي عدم السماح بالحرية الدينية، فوفقا للمعايير الغربية للدين يمكن وصف غالبية السكان في كوريا الشمالية بالملحدين، ومع ذلك، فإن التأثير الثقافي من الديانات التقليدية مثل البوذية والكونفوشيوسية لا تزال لديها تأثير على الحياة الروحية، ويواجه المسيحيون هناك الاضطهاد من قبل السلطة البوذية، ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن الأنشطة الدينية الحرة لم تعد موجودة في كوريا الشمالية، ووفقا للاستخبارات الدينية فإن حوالى 15 مليون و460 الف ملحدين اى ان حوالي 64.3% من عدد السكان يتبعون فلسفة زوتشيه، وحوالي 3 مليون و846 الف بنسبة 16% من عدد السكان يتبعون الفلسفة الشامانية، وحوالي 3 مليون و245 الف بنسبة 13,5% من عدد السكان يتبعون فلسفة تشوندويزم، وحوالى مليون و82 الف بنسبة 4.5% من عدد السكان يتبعون الديانة البوذية، وحوالي 406 الف بنسبة 1.7% من عدد السكان يعتنقون المسيحية ومن أواخر الأربعينات تم قتل 166 من الكهنة والشخصيات الدينية الأخرى أو اختفوا في معسكرات، وتعتبر كوريا الشمالية اكثر الدول اضهادا للمسيحية ويحتجز حوالي 50000 - 70000 من المسيحيين في السجن في كوريا الشمالية.
الرئيس الطفل – أصغر زعماء العالم
كيم يونج أون رئيس كوريا الشمالية ذو الوجه الطفولي وأصغر رئيس دولة فى العالم، فلا يتعدى عمره 30 عاما، تقول حكومة كوريا الشمالية ان تاريخ ميلاده هو 8 يناير 1982، ولكن التكهنات الخارجية للمحللين والمراقبين فتؤكد ان تاريخ ميلاده ما بين 1983 أو أوائل عام 1984، وهو مصاب بمرض السكر ويعاني من ارتفاع ضغط الدم، والجديد انه على وشك ان يجر بلاده الى حرب مع الولايات المتحدة الامريكية، ليعيد ما حدث فى الحرب العالمية الثانية عندما شنت اليابان هجوما على أمريكا، وربما يضع كيم يونج اون ذو ال30 عاما العالم كله فى حرب عالمية ثالثة.
وقد شغل كيم يونج اون مناصب عديدة مثل السكرتير الأول لحزب العمال الكورى ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، ورئيس لجنة الدفاع الوطني في كوريا الشمالية، والقائد الأعلى للجيش الشعبي الكوري، وأيضا عضو هيئة الرئاسة في المكتب السياسي المركزي لحزب العمال الكورى، الى ان اصبح رسميا رئيس كوريا الشمالية في 28 ديسمبر 2011 وهو الابن الثالث والأصغر للرئيس السابق كيم يونج ايل، ووصف يونج أون من قبل زملاء في مرحلة الطفولة بانه منطوي ولا تستهويه النساء، وانه غير مبال بالقضايا السياسية ولكنه مميز في الألعاب الرياضية وخاصة السلة، ويقال انه خضع لعملية تجميل ليبدو قريب الشبه من والده وفقا لمجلة "ذى اتلانتيك" الامريكية، وطريقة اتجاه الشعر على رأسه، و لا يعرف إلا القليل عن طفولته، بما في ذلك تاريخ ميلاده الفعلي والذى يعد عطلة رسمية وطنية، وتؤكد التقارير انه سيكون أسوأ من والده الدكتاتور، وكانت والدة كيم يونج أون مطربة فى الأوبرا وهى كو يونج، وقد شنت المعارضة حملة كبيرة بسبب والدته حتى لا يصبح خليفة لوالده وذلك قبل وفاتها في عام 2004، وفي صيف عام 2012، تم الكشف عن أن كيم قد اتخذ زوجة، وهى ري سول جو، بينما تاريخ الزفاف الدقيق غير معروف، وتفيد أحد المصادر انه تم فى عام 2009، وقد ظهرت سيدة البلاد الأولى في كثير من الأحيان في وسائل الإعلام ، كما تم التكهن بأن الزوجين انجبا طفلا.
وفي 14 مارس 2013، اظهرت تقارير من مصادر المخابرات الكورية الجنوبية ان كيم يونج أون كان هدفا لمحاولة اغتيال داخلية، وكانت هناك أيضا شائعات عن محاولة اغتيال في عام 2012 عندما كان يزور الصين.
الاحداث الاكثر جنونية فى تاريخ كوريا الشمالية
كوريا الشمالية لديها تاريخ غني ومتقلب ومليئ بالقصص المأساوية والكوميدية، الغريبة والمخيفة فى نفس الوقت
1950:بعد عامين فقط من كونها دولة، كوريا الشمالية تشن الحرب على كوريا الجنوبية
1950:الاتحاد السوفياتي يقرر إعطاء كوريا الشمالية المساعدات لبدء برنامجها النووي.
1950:كوريا الشمالية تبني مدينة وهمية لجذب المنشقين من كوريا الجنوبية وهذه المدينة ما زالت موجودة وغير مأهولة حتى اليوم.
1965:الرئيس كيم يونج إيل (الأب) يدعي في سيرته الذاتية انه قد كتب ما لا يقل عن 1500 كتابا في السنوات الثلاث التي قضاها في الجامعة.
1978:الرئيس كيم يونج ايل، يختطف مخرج سينمائي من كوريا الجنوبية لمساعدة كوريا الشمالية فى صناعة السينما وبالفعل اخرج سبعة أفلام قبل ان يلوذ بالفرار في عام 1986.
1986:على الرغم من توقيع كوريا الشمالية على معاهدة عدم الانتشار النووي فى 1985 ، قامت بتشغيل مفاعل يونجبيون القادر على إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة الذرية.
1998:طورت كوريا الشمالية الصواريخ البالستية واختبارها لتطوير أسلحة نووية في مواقع سرية.
2003:كوريا الشمالية تنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية 2004: يونج ايل يدعي اختراع همبرجر محلى خاص بكوريا الشمالية
2005:كوريا الشمالية تعلن للعالم امتلاكها لاسلحة نووية.
2006:أول تجربة نووية في كوريا الشمالية
2007:يفرض كيم يونج ايل حظر التدخين فى مدينة بيونج يانج، حتى لا يتعرض للتدخين السلبي أثناء شفائه من عملية جراحية فى هذا العام
2008:كيم يونج ايل يأمر بترحيل جميع سكان مدينة بيونج يانج القصار فى الطول ووعدهم بالحصول على دواء لمساعدتهم فى اطالتهم
2010:يلقى باللوم على كوريا الشمالية لغرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية ومقتل 46 شخص من طاقمها وفى نفس العام ضربت جزيرة فى كوريا الجنوبية وتسبب القصف فى مقتل اربعة من الكوريين الجنوبيين
سبتمبر 2011: تم التقاط صورة لمخيمات الموت فى كوريا الشمالية وظهرت على خرائط جوجل.
أبريل 2012: انفقت كوريا الشمالية حوالى 15 مليون دولارا على موقعها الإلكتروني الجديد
ديسمبر 2012: ارسلت كوريا الشمالية صاروخ الى الفضاء بشكل سري اتضح فى النهاية انه قمرا صناعيا.
فبراير 2013: كوريا الشمالية تجري تجربة نووية تحت الأرض دون سابق إنذار، وذلك باستخدام "جهاز نووي ذو قوة ناسفة كبرى وفى نفس العام تعلن الحرب على أكبر قوة فى العالم وهى الولايات المتحدة الامريكية.