تناول عدد من الكتاب بالصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الجمعة" عددا من القضايا المهمة. ففي مقاله "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "دعوة لإنقاذ مصر" أكد الكاتب فاروق جويدة أن إنقاذ مصر في هذا الظرف التاريخي الصعب يحتاج إلى رجال أوفياء أخر ما يفكرون فيه مصالحهم الشخصية وأهدافهم المشروعة وغير المشروعة.. مشيرا إلى أن مصر تحتاج الآن إلي خطة عمل تقوم علي ثلاثية لا ينبغي أن نختلف عليها وهي خطة إنقاذ اقتصادي وخطة إنقاذ امني وسلوكي وخطة مصالحة وطنية تجمع أشلاء الوطن الممزق. وقال جويدة "مصر الآن تيارات دينية متصارعة مع بعضها ومختلفة مع تيارات اخري سواء مدنية أو دينية وفي ظل هذه الانقسامات لا يمكن لنا أن نضع تصورا لمجتمع مستقر آمن يمكن أن يمضي للأمام.. ومن هنا فإن تعثر كل برامج المصالحة الوطنية بين المصريين كان خطيئة كبري سندفع لها ثمنا باهظا.. لقد كان الفشل في حل هذه القضية وراء نتائج كثيرة تهدد امن مصر واستقرارها.. لا احد الأن يتحدث مع الأخر ولا يوجد فريق يتحاور مع فريق آخر.. والحقيقة ان ذلك كان تأكيدا لفشل الجميع سواء التيارات الدينية أو المدنية. وحذر في نهاية مقاله من انه إذا استمر وضع المريض علي هذه الحالة فسننتظر موقف اقتصادي علي أبواب كارثة ويحتاج إلي معجزة يشارك فيها الجميع حتي لا نجد انفسنا امام تحديات نعجز كشعب عن مواجهتها، وموقف أمني أقرب الي الانفلات والفوضى ومعه تسقط كل يوم هيبة الدولة حتي وصلنا الي البحث عن الميليشيات في ظل ارتباك شديد في منظومة الأمن دورا وأداء وحضورا، وموقف وطني في غاية الخطورة أمام انقسامات بين ابناء الشعب الواحد عجزت فيه جميع القوي السياسية عن إيجاد صيغة للحوار والاختلاف بما يدفع بالجميع الي شبح الحرب الأهلية. وفي في مقاله "وجهة نظر" بصحيفة "المصري اليوم" أكد الدكتور حسن نافعة أنه ليس منبهراً بكل ما يقدمه الدكتور باسم يوسف في برنامجه الساخر "البرنامج" الذي لم يستطع أن يكمل أي حلقة حتى النهاية إما بسبب طول الفقرات الإعلانية أو سخف وبذاءة ما تحتويه بعض المشاهد من تعبيرات وإيماءات، معترفا، في الوقت نفسه، أن البرنامج يحتوي على إبداع حقيقي يدل على موهبة صاحبه وامتلاكه عقلاً نقدياً واعياً يتيح له القدرة على ابتكار صيغ فنية جديدة لديها من عناصر الجذب والتشويق ما يجعلها قادرة على التأثير في ملايين المشاهدين، خاصة في صفوف الشباب. وقال نافعة إنه ليس من المتوقع أن يؤدي سعي النظام الحاكم إلى أسلوب القمع وإشهاره العصا الغليظة لأن يعوق انتشار هذا النوع من الإبداع والفن الساخر، أو يحد من قدرته على التأثير، وإنما سيؤدي على العكس إلى ذيوعه وإلى تعلق الجماهير به. ولأن التحقيق مع باسم يوسف ومحاولة تشويه فنه أو تجريمه جاء في سياق حملة تخويف واسعة النطاق، شملت رموزاً عديدة لمعارضة وطنية كان لها باع طويل في الكشف عن فساد النظام السابق واستبداده، فقد كان من الطبيعي أن يثير هذا السلوك القمعي ردود أفعال واسعة النطاق على الصعيد الخارجي أيضاً، خصوصاً أن باسم يوسف يوصف في وسائل الإعلام الغربية بأنه جون ستيوارت المصري، نسبة إلى الكوميدي الأمريكي صاحب برنامج (ذا دايلي شو) الشهير، وأحد أهم البرامج الناقدة للأوضاع السياسية في الولاياتالمتحدة بطريقة ساخرة. وأضاف الكاتب أن في كل النظم الديمقراطية تبرز ظاهرة المهرج ، الذى يسعى للنيل من "السلطان" بالسخرية، غير أن الديمقراطيات القوية لا تهتز. يظل المهرج مهرجاً والسلطان سلطاناً، بل وكلما كانت النظم ديمقراطية وقوية حاولت الاستفادة من قدرة المهرج على إلقاء ضوء مكثف على ما قد يكون خافياً من عورات. ولأن النظام المصري لا هو بالديمقراطي ولا هو بالقوة التي يحاول أن يظهر بها، فقد كان من الطبيعي ألا يحتمل الظاهرة الوافدة وأن يشعر إزاءها بالارتباك والتخبط. وأشار الدكتور حسن نافعة في نهاية إلى أن لجوء نظم الاستبداد إلى أساليب البطش لقمع هذا النوع من الإبداع من شأنه أن يحدث تغييراً في طبيعة العلاقة بين المهرج والسلطان، مؤكدا أنه ربما يؤدى إلى تبادل الأدوار، فيصبح السلطان مهرجاً في نظر الجمهور والمهرج سلطاناً يتربع على القلوب. وفي مقاله "علامة تعجب" بصحيفة الشروق أعرب الكاتب عماد الدين حسين عن عدم تصديقه أن جماعة الإخوان المسلمين وبقية التيار الإسلامي داخل مجلس الشورى يصرون على التمسك بضرورة إباحة استخدام الشعارات الدينية أثناء الدعاية الانتخابية.. قائلا "لو ان التيار الاسلامي جاد في هذا الأمر فمعنى هذا أنه مفيش فايدة بالمرة بشان مستقبل هذه البلاد، إذا كانت تلك هي الطريقة الحقيقية التي يفكر بها تيار الإسلام السياسي. وتابع الكاتب قائلا: السيناريو البسيط هو أن مرشحا إخوانيا سيرفع "شعار الإسلام هو الحل وبالتالي سيرفع المسيحي "شعار المسيحية هي الحل" وقد يتواجهان في مؤتمر تليفزيوني وكل يحاول الدفاع عن ديانته .. فماذا يمكنكم ان تتوقعوا؟!" . واضاف قائلا يا أيها الذين ترفعون راية الدين، ان البعض يعذركم عندما كنتم ترفعون نفس الشعار أيام حسني مبارك باعتبار انه يحظر جماعتكم ويطاردكم ..اليوم صرتم بالحكم فما الذي يمنعكم من تطبيق ما ترونه من قوانين؟! واختتم حسين مقاله قائلاً "الإصرار على استمرار رفع الشعارات الدينية وانتم في الحكم لا يعني إلا شيئا واحدا وهو أن المستقبل غامض وملتبس. أما الكاتب محمد بركات فأكد في مقاله "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أن اتباع نهج غير صحيح في إدارة الأزمات، والتعامل مع القضايا والمشاكل التي تواجهنا بأسلوب خاطئ، يغلب عليه سوء التقدير وعدم الموضوعية، وغيبة الوضوح وغياب الشفافية، وهو ما يؤدي إلي نتائج سلبية، إن لم تكن كارثية في أغلب الأحيان، وعلي عكس ما يجب ان يكون في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التي تمر بها البلاد. وقال بركات "وقد أدي ذلك بالضرورة إلي ما نراه الآن من صورة غائمة وضبابية للمشهد السياسي في نظر الكافة، بعد ان أصبح بالفعل غير واضح ولا محدد في مجمله وتفاصيله، في ظل ما يجري من أحداث ووقائع تدفع للقلق، ولا تبعث علي الراحة أو الاطمئنان، ولا تتيح أي فرصة حقيقية للتعرف علي معالم الطريق، أو محاولة رؤية واستشفاف ملامح المستقبل". وأشار إلى أن دوافع القلق كثيرة، وعوامل عدم الاطمئنان باتت عديدة، ولعل أبرزها علي الاطلاق غيبة الشفافية وغياب المصداقية فيما يتصل بقضايا وأمور كثيرة تهم الناس، وتؤثر تأثيرا كبيرا علي أمنهم وسلامتهم، واستقرار سبل حياتهم، وضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم. وأضاف الكاتب أن في هذا الإطار تأتي قضية الارتفاع المستمر للأسعار علي قمة اهتمام الكافة، والأكثر إثارة للقلق، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تتصاعد كل يوم، ولا يبدو لها نهاية أو انفراجه قريبة، وأيضا في ظل غيبة الشفافية، وعدم مصارحة الحكومة للناس بالصورة الحقيقية للأزمة، وتطوراتها المستقبلية، وحدود الأعباء التي سيتحملها المواطن، والمدة الزمنية التي ستستمر فيها هذه الأعباء، ومتى تنتهي.