أكدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أن شمال سهل البقاع اللبنانى يواجه خطر التحول إلى مسرح جديد للنزاع الطائفى بين العشائر السنية والشيعية بعد عملية اختطاف حسين جعفر فى بلدة عرسال اللبنانية. وأفادت الصحيفة فى مقال تحليلى نشرته اليوم / الاثنين / على موقعها الالكترونى أن موجة من عمليات الخطف والخطف المضاد التى اندلعت فى شمال سهل البقاع اللبنانى أثارت مخاوف اندلاع نزاع طائفى فى منطقة تخضع لسيطرة القانون القبلى عن الحكومة اللبنانية. وقالت الصحيفة إن "عمليات الخطف المتبادل لا يمكن أن يأتى فى وقت أسوأ من الوقت الراهن بالنسبة للبنان بعد استقالة الحكومة مؤخرا وزيادة حالات الخروج عن القانون بشكل عام فضلا عن زيادة المخاوف من انزلاق البلاد فى الحرب الأهلية السورية. وبصرف النظر عن إنشاء نقطتين للتفتيش تابعتين للجيش اللبنانى بالطرق الرئيسية المؤدية إلى شمالى البقاع، فقد قررت السلطات اللبنانية أن تنأى بنفسها عن علميات الخطف المتبادلة برغم مخاطر تصاعد الوضع وهو الأمر الذى يرجح أن يعود إلى الالتزام بحدود سلطة بيروت فى هذا الصدد. وأشارت الصحيفة إلى أن حسين جعفر - وهو سائق شاحنة شيعي يعمل في تهريب الديزل من لبنان إلى سوريا - كان قد خطف فى 23 مارس الماضي قرب بلدة عرسال السنية، البلدة التي تحولت منذ اندلاع الثورة السورية إلى مركز لتقديم الدعم للمعارضة السورية. وقد طالب خاطفو جعفر المجهولون بفدية قدرها مليون دولار للإفراج عنه ورفضت عشيرة آل جعفر دفع الفدية، وردت بخطف أكثر من اثنى عشر شخصا من أهالى عرسال ثم أفرج عن بعضهم فى بادرة حسن نية وبقى ستة رهائن آخرين حيث تقول عشيرة المخطوف أنها لن تفرج عنهم إلا بعد عودة جعفر سالمًا إلى أهله. ونقلت الصحيفة عن عضو بارز فى أسرة جعفر طلب عدم ذكر اسمه الأول لأنه ملاحق من قبل السلطات اللبنانية "حتى لو تم قتل حسين، فإننا لن نقوم بقتل الرهائن لأنها ليست قضية طائفية بل إنه شرف القبيلة ".