تحت عنوان الأسد يصدر أزمته للبنان نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا أشارت فيه إلي أن الاشتباكات الطائفية التي اندلعت بين السنة والعلويين في لبنان, والتي أسفرت عن مقتل وإصابة5 أشخاص قد تكون شرارة لحرب أهلية طويلة في لبنان, وتؤكد فشل الرئيس السوري بشار الأسد في احتواء الوضع لذا عمد إلي تصدير أزمته للخارج لصرف الانتباه عن الجرائم التي يمارسها في الداخل واستخدامه للكيماوي كان أبرز دليل علي ذلك. وتكمن المخاوف من تحول حالة الاحتقان السياسي في لبنان إلي حرب طائفية تبدأ من طرابلس التي يقطنها الكثير من العلويين الموالين للأسد وتنتقل إلي العاصمة التي قد تتحول إلي ساحة حرب شرسة بين العلويين المؤيدين للأسد والمدافعين عن خوض حزب الله للحرب السورية وبين الطائفة السنية التي تدعم المعارضة السورية والثورة التي قام بها الشعب لإزاحة بشار, والتي تري ان خوض حزب الله تلك الحرب توريط للبنان التي تواجه شرارة حرب أهلية. ويري محللون ان تشبث الأسد بالسلطة ومواصلة هجماته ضد شعبه ومواصلة ايران وموسكو دعم نظامه وضعف الحكومة اللبنانية وهشاشة دورها, كلها أمور تنذر باتساع رقعة الحرب الطائفية وامتدادها إلي لبنان. ورغم إعلان حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله أن سقوط الأسد سيؤدي إلي اشعال فتنة طائفية في لبنان إلا أن ما يجري علي أرض الواقع يثبت عدم صحة ذلك لان حزب الله نقل أكثر من70% من قواته إلي سوريا لدعم الأسد في معركته الأخيرة وهي دمشق التي باتت الشعرة التي تفصل بين بقائه ورحيله, حيث يدرك نصر الله أن سقوط الأسد يعني نهاية حزبه الذي لم يجد أمامه سوي ترك الساحة اللبنانية بتعمد إيران نقل عدد من جنود الحزب إلي العراق ليكون الأرض الجديدة لحزب الله. وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ان تنفيذ الأسد لتهديداته وقصفها لبلدة عرسال اللبنانية بدعوي تسلل المتمردين, يحرج الحكومة اللبنانية التي لم تمتلك سوي الإدانة فقط ويعد تصعيد خطيرا في المشهد السوري اللبناني, مستبعدة إندلاع حرب بين البلدين خاصة بعد اعلان لبنان اكثر من التزامها الحياد واتباعها سياسة النأي بالنفس عن اي حرب محتملة خشية حدوث فتنة بين المسلمين والمسيحيين والدروز. وتري صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ان تراخي لبنان وتهربها من المسئولية تجاه الانتهاكات السورية المستمرة لسيادتها هي التي دفعت الأسد لقصفها اكثر من مرة محاولا تصدير الفوضي والعنف إليها مع استخدامها كورقة اخيرة للضغط علي المجتمع الدولي لضمان بقائه, لذا ليس من الغريب ان يضرب في لبنان حتي لايسقط وحده, او يترك اعداءه يشمتون بسقوطه. وتقف الحكومة اللبنانية امام مفترض طرق اما ان تنجح في لم شمل اللبنانيين وتعبر بهم إلي بر الأمان أو تنساق وراء الفتن التي ستحول البلاد إلي مدينة اشباح. رابط دائم :