في إنجاز تاريخي غير مسبوق، فاز العالم المصري الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بأغلبية كاسحة بلغت 55 صوتًا من أصل 57 في انتخابات المجلس التنفيذي للمنظمة، ليصبح أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس اليونسكو عام 1945. فوز مستحق وإنجاز للدبلوماسية المصرية أثار انتخاب الدكتور خالد العناني موجة فخر واحتفاء في الأوساط الرسمية والثقافية داخل مصر والعالم العربي، حيث اعتُبر هذا الفوز تتويجًا لنجاح الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجهود وزارة الخارجية التي خاضت حملة دبلوماسية محكمة على مدى شهور لحشد الدعم العربي والأفريقي والدولي لهذا الترشيح. وأكد سفير السودان بالقاهرة في برقية تهنئة باسمه واسم الشعب السوداني أن هذا الفوز "يمثل إنجازًا مشتركًا لمصر وللأمة العربية والإفريقية، ويعكس المكانة الرفيعة التي وصلت إليها الكفاءات المصرية على الساحة الدولية".
مسيرة أكاديمية ومهنية متميزة وُلد الدكتور خالد العناني عام 1971 بمحافظة الجيزة، وهو أستاذ علم المصريات بجامعة حلوان منذ أكثر من ثلاثين عامًا، عُرف خلالها بعلمه الغزير وإسهاماته الأكاديمية المرموقة في مجالات التاريخ والآثار والحضارة المصرية القديمة. شغل عدة مناصب بارزة في المجال الأثري والثقافي، منها: وزير الآثار (2016 – 2019) وزير السياحة والآثار (2019 – 2022) مدير المتحف القومي للحضارة المصرية مدير المتحف المصري بالتحرير وخلال فترة توليه الوزارة، قاد الدكتور العناني نهضة أثرية وسياحية كبرى في مصر، من أبرز محطاتها: افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية. تنظيم موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم. استكمال مشروع المتحف المصري الكبير. إطلاق برامج لترميم وتطوير المواقع الأثرية في الأقصر وسقارة وأسوان.
"يونسكو من أجل الناس".. رؤية عالمية جديدة يخوض الدكتور خالد العناني مرحلة جديدة من مسيرته الدولية ببرنامج يحمل عنوان "يونسكو من أجل الناس"، يهدف إلى إعادة المنظمة إلى جوهر رسالتها الإنسانية عبر أربعة محاور رئيسية: 1. تعزيز التعليم البيئي وبناء القدرات في الدول النامية. 2. تطوير أنظمة الإنذار المبكر لمواجهة الكوارث الطبيعية. 3. دعم التمويل المستدام وإصلاح البنية الإدارية للمنظمة. 4. تحقيق الشفافية والتوازن الجغرافي في صنع القرار الدولي.
ويرى العناني أن "الإنسان يجب أن يكون في قلب رسالة اليونسكو"، مؤكدًا التزامه بالابتعاد عن التسييس والتركيز على التواصل الفعّال والتنفيذ الواقعي للمشروعات التعليمية والثقافية والعلمية.
إشادة عربية وإفريقية واسعة لقي فوز العناني ترحيبًا واسعًا من قادة الدول العربية والإفريقية الذين اعتبروا انتصاره فخرًا لكل شعوب المنطقة، واعترافًا بدور مصر الريادي في دعم الثقافة والتعليم وحماية التراث الإنساني. كما أشادت عدة منظمات ثقافية دولية بخبرته العميقة في إدارة المواقع الأثرية الكبرى، وقدرته على الجمع بين الرؤية الأكاديمية والإدارة التنفيذية الفعالة.
فخر مصري ورسالة عربية إلى العالم لا يمثل فوز الدكتور خالد العناني مجرد انتصار شخصي أو وطني، بل هو رسالة حضارية من مصر إلى العالم تؤكد أن الأمة التي أنجبت الفراعنة لا تزال قادرة على قيادة المؤسسات الدولية بالعلم والكفاءة والإنجاز.