وصل إلى مطار القاهرة، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، جثمان الشهيد المصري بليبيا عزت حكيم عطا لله، الذى توفى جراء التعذيب فى ليبيا على ذمة اتهامه ونحو 100 قبطى اخرين بالتبشير فى الأراضى الليبية، ومن المقرر أن يرافق الجثمان أسرته المكونة من زوجته وابنه وابنته، الذين تمكنوا من دخول ليبيا مساء أمس الأول، فضلاً عن عدد كبير من أفراد عائلته، وممثلين لحركات قبطية، إضافة لقيادات بالكنيسة الإنجيلية التي ينتمي لها الشهيد. واحتشد مساء أمس الأول عشرات النشطاء الأقباط المنتمين لجبهة الشباب القبطى واتحاد شباب ماسبيرو أمام السفارة الليبية بحى الزمالك بالقاهرة، للتظاهر ضد السلطات الليبية، وأعلنوا دخولهم فى اعتصام مفتوح، قبل أن يعودوا معلنين تعليق الاعتصام حتى غدا الخميس، بعد أن وعدهم مسئولاً بالسفارة الليبية ببحث مطالبهم ودراسة الإفراج عن المعتقلين الأقباط، مؤكدين دخولهم فى اعتصام مفتوح إذا لم يتم الافراج عن المعتقلين الأقباط فى ليبيا حتى غدا. وأحرق المتظاهرون، العلم الليبى وقاموا بتمزيق وتكسير لافتة السفارة، مؤكدين أن الاتهامات الموجهة للمحتجزين باطلة، ووصفوها بأنها اضطهاد ممنهج ضد الأقباط فى ليبيا، خاصة أن أى مسيحى يمتلك إنجيل وصليب، وهى أدلة إثبات التهمة المحتجزين بسببها، وقاموا بتعليق لافتات على الباب الرئيسى للسفارة مكتوب عليها "فين العالم ييجى يشوف قتل القبطى على المكشوف"، وطالبت جبهة الشباب القبطى بالإفراج عن المعتقلين الأقباط فى ليبيا، كما طالب اتحاد شباب ماسبيرو بطرد السفير الليبى فى مصر وتقديم اعتذار للكنيسة القبطية. وأعرب اتحاد شباب ماسبيرو فى بيان وزعه خلال التظاهرة، عن استيائه الشديد من موقف وزارة الخارجية المصرية التي أدى إهمالها وتقصيرها الجسيم الى وفاة مواطن مصرى تحت وطأة التعذيب من النظام الليبي، محملاً النظام الحالي المنهمك في تنفيذ مشروع التمكين الفاشل، ووزارة خارجيته المقصرة مسئولية دماء المصريين بليبيا، وذٌبح المصريين تحت أعين وبصيرة السادة السفراء ووزارة الخارجية والنظام الحالى دون اى رد فعل، على حد قول البيان. وأكد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، أنه يتابع أوضاع المسيحيين المصريين فى ليبيا، كما أنه فى تواصل مستمر مع الجهات الرسمية والسفارة المصرية فى طرابلس ووزارة الخارجية المصرية حول الأحداث التى وقعت مؤخرا ضد بعض من المصريين المسيحيين هناك. وأضاف الأنبا باخوميوس "عقب معرفتى بنبأ وفاة مواطن مسيحى مصرى أثناء احتجازه فى ليبيا، أجريت اتصالا هاتفيا بالكنيسة المصرية فى طرابلس لمعرفة التداعيات، مشيرا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية لم يصلها أى إخطار، سواء من أسرة المواطن المتوفى أو الجهات الرسمية، لأن الشخص المتوفى يتبع الطائفة الإنجيلية". وأعلن نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إنه سوف يلاحق السلطات الليبية في المحاكم الدولية ما لم تفرج عن الاقباط المصريين المسجونين لديها. وهددت الهيئة القبطية الهولندية، وهى منظمة مسيحية فى المهجر، بمقاضاة ليبيا أمام المحكمة الدولية واللجوء لجميع منظمات حقوق الإنسان العالمية، لمطالبة السلطات الليبية بالإفراج الفورى عن المحتجزين، حيث تقدمت الهيئة بشكوى رسمية لكل من الاتحاد الأوروبي والبرلمان الهولندى، وقالت إنها ستتقدم بشكوى للأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان بالاتحاد الأوروبي ، خاصة أن أعداد المعتقلين الأقباط فى ليبيا ارتفع إلى 500 شخص، مطالبة بتعويض مليار دولار للأقباط المعتقلين فى ليبيا.