صدرت مؤخرا مجموعة شعرية للشاعر حمد آل جميلة المري عنوانها "عيون النداوي"، وذلك ضمن سلسلة توثيقها لمختلف التجارب الشعرية في عالم الشعر النبطي. جاءت طبعة الديوان في 70 صفحة من القطع المتوسط، وضمّ خمسا وعشرين قصيدة على مختلف الأوزان الشعرية، ويعتبر هذا الديوان هو التجربة الأولى للشاعر آل جميلة على صعيد الدواوين الشعرية، ودار الجو العام للقصائد حول وصف رحلات البر والمقانيص وطيور القنص، كما لم يخل الديوان من المساجالات الشعرية بين الشاعر وعدد من أصدقائه، والتي حملت في مفرداتها وصورها وصياغاتها الكثير من خصوصية المشاعر ووجدانياته وهمومه الذاتية. أما آخر قصيدتين في الديوان فكانتا في غرض الغزل. وتضجّ قصائد الديوان بمختلف أشكال الحياة وصورها، خاصة أجواء حياة الطبيعة من رحلات قنص وترحال مع سقوط الأمطار واكتساب الأرض جلباب الحياة أخضر، وحركة الإبل والسيارات وطيور القنص والحبارى والتجمعات البشرية بمختلف أشكالها، وهو ما أعطى للصور الشعرية في القصائد تنوعاً وزخماً متناسقاً مع الإطار العام والشامل لهذه الصور الحركية. ومن قصائد المجموعة: يرخص ليا جتنا تراخيص لِعراق، اللي قنى من نادرات الشواهين، أنا طب عوقي شوفة البر والنقيان، باقي شهر يا الربع ثم يطلع سهيل، طيري "مخيف"، ويش انت سوّيت يا الغالي على شاني، وأسقي النهر ليه غيري يقطف عذوقه. ومن قصدائد الديوان في غرض وصف رحلات القنص يقول آل جميلة: اللي قنا من نادرات الشواهين ** في ذمتي ما من وراها خساره ما هي خساره لو غدا نصفها دين ** بتعوّضه في فعلها والجساره خصٍّ ليا صادوه من حول حمرين ** ذيك الجبال اللي بحدّ العماره أما في القصائد الغزلية، فيقول آل جميلة: شاقول لاشواقي اللي فيك تنخاني ** وشاقول للدمع لازرق يوم هلّيته وآدعني بزلّته واقفى وخلاّني ** لوّه تعذّر وبرّر كان يا ليته يمكن يدوّر عذر لو جاه ما جاني ** وانا لو انّي مكانه كان سوّيته