«قذاف الدم.. أخطر رجال العقيد في مصر» كتبت في هذا المكان محذرا من وجود أحمد قذاف الدم الذراع اليمني للعقيد معمر القذافي علي أرض مصر، ومطالبا بسرعة الكشف عن ممتلكاته وثرواته التي بلغت 10 مليارات دولار، كما كشفت عن تفاصيل العلاقة بينه وبين جمال مبارك الذي كان يشرف بنفسه علي الحسابات السرية في البنك المركزي. واليوم وبعد النهاية المأساوية للعقيد لماذا يصمت الدكتور عصام شرف علي وجود أحمد قذاف الدم بالقاهرة؟!.. ولماذا لم يستجب المجلس العسكري للتحذيرات التي تحدثنا عنها حول وجود هذا الشخص علي أرض مصر خاصة أن الثوار طالبوا بمحاكمته قبل أن تنتصر ثورتهم في ليبيا؟! وليس خافيا علي المجلس العسكري أن قذاف الدم كان يمثل دولة ليبيا، وأنه عاش في القاهرة في حماية عمر سليمان وأقام علاقات واسعة مع عائلة مبارك بعد أن قرر أن يقوم بغسيل أموال العقيد في بنوك مصر، ووصل حجم استثماراته إلي 20 مليار دولار، ووصلت ثروته الخاصة إلي ما يقرب من 10 مليارات دولار وتعددت نشاطاته في القاهرة لإخفاء الأموال الليبية وحمايتها من التعرض للمصادرة عندما كانت ليبيا تخضع لفرض عقوبات عليها بسبب حادثة سقوط الطائرة الأمريكية فوق قرية لوكيربي الأسكتلندية، والتي اتهمت ليبيا بالضلوع فيها.. وكان الجزء الأكبر من ثروة مبارك وعائلته وعدد من أركان حكمه قد تولدت من إدارتهم للاستثمارات الليبية وما يحصلون عليه من عمولات. وكانت أهم الخدمات للنظام الليبي هي حماية أرصدة العقيد المالية والتحويلات المتعلقة به في أوسع عملية غسيل أموال كانت تتم برعاية مبارك وأولاده حيث كانت الودائع الليبية في البنك المركزي يشرف عليها جمال مبارك ولا تخضع لأي رقابة ولا تظهر في ميزانيته ولا تخضع إدارتها لمحافظ البنك، وإنما يتولاها جمال مبارك. ومن المعروف أن قذاف الدم كان علي علم بالحسابات السرية الخاصة بالقذافي في مصارف عربية وأوروبية.. وأنه أيضا واسع الثراء ولديه أملاك وعقارات كثيرة في الداخل، وحسابات مصرفية عديدة في الخارج بجنيف وباريس ولوزان والقاهرة والرباط.. وغالبا ما يتحرك في البلاد العربية وأوروبا يرافقه حرس خاص، أو تتولي عناصر استخبارات دول عربية حراسته في بعض العواصم الأوروبية.. ويوصف في أجهزة الإعلام العربية برجل المهمات الصعبة، ولسنا اليوم بصدد كشف ما قد كشفناه من قبل فقد أفردنا لقذاف الدم صفحات كي نكشف دوره في غسيل أموال العقيد وأموال رجال مبارك، لكننا اليوم نطالب مع كل المصريين ومع كل رجال الثورة الليبية بسرعة القبض علي قذاف الدم ومحاكمته في أسرع وقت ممكن، فليس من اللائق بمصر أن تحمي هذا الإمبراطور الفاسد.