القبائل العربية في مصر في وصفه "رجل البر والتقوى وابن البادية المحارب" ثروته لا تقل عن 500 مليار دولار.. حسب ادعاء الحكومة الليبية والإنتربول
أم مصرية.. وأب ليبي.. وابن مُتلون، مع القذافي تارة.. وتارة أخرى يصعد خلف أبواب السلطة الليبية متعاطفاً مع الثورة والمعارضين، لكنه شعر لوهلة ما بضرورة الابتعاد عن براثن خطاياه، فلجأ إلى مصر طالباً النجاة إلا أنه وجد في انتظاره عملية منظمة لينتهي به الحال خلف قضبان حديدية بدلاً من معيشته داخل "القصور" بعد أن قررت القيادة السياسية المصرية وحكومتها الإطاحة بالكثير من القوانين والأعراف بينها وبين أشقائها العرب. عن قذاف الدم نتحدث، لم يكن الاسم السابق مجرّد اسم لصاحبه، بل هو فعل يدل عن شخص لا يعرفه الكثيرون، يقذف دماء لا تُرى بالعين المجرّدة، لأنها دماء أُهدرت على أرضه قبل أن يخرج منها، أحمد قذاف الدم الذي لمع اسمه في الأسابيع الماضية بعدما ألقت أجهزة الأمن المصرية بالتعاون مع "الإنتربول" القبض عليه بشقته بحي الزمالك، فهو منسق العلاقات الليبية المصرية سابقاً وابن عم معمر القذافي الرئيس الليبي المقتول.. والذي ولد بمحافظة مرسى مطروح عام 1952 حيث تتواجد عائلة والدته الشهيرة بقبائل "أولاد علي" القائمة بالقرب من الحدود الليبية المصرية منذ زمن بعيد، كما تتواجد عائلات أولاد عمه تحت مسمى قبيلة "القذاذفة" في الفيوم والبحيرة.
قذاف الدم.. ضابط مصري قذّاف الدم جاء إلى مصر في بداية حياته وتخرج في الكلية الحربية وقاتل كضابط في حرب أكتوبر 73 ، حصل على نجمة سيناء من الرئيس الأسبق أنور السادات تقديراً لدوره في الحرب، وقد أمر معمر القذافي بتحويله إلى الأكاديمية العسكرية الليبية التي تخرج فيها في السبعينيات وبعدها التحق بسلاح الحرس الجمهوري، وتدرج في المراتب العسكرية بسرعة لأنها كما يطلقون في ليبيا "رجل الخيمة" من الأسرة الحاكمة. لمع اسمه في الصحف البريطانية في أواخر الثمانينات بسبب أنباء عن علاقته مع ملكة جمال الهند سابقاً "باميلا بوردز"، تم تعيينه حاكماً عسكرياً لمنطقة طبرق الليبية عام 1984، وأميناً للمكتب الشعبي في السعودية عام 1985، ثم مساعداً لشقيقه سيد قذّاف الدم، عندما تولى مهمة الحاكم العسكري للمنطقة الوسطى عام 1986، ثم تكليفه ببعض المهام المتعلقة بأجهزة الأمن وأعمال المخابرات، منها المشاركة في الترتيبات الأولية لبناء شبكات التجسس والإرهاب خارج البلاد، وخاصةً في البلدان العربية فعقد الكثير من صفقات السلاح من الدول الغربية من خلال تجار السوق السوداء وبعض المنظمات الدولية، وأُسند إليه عدداً من الملفات السرية التي لها علاقة بالمخابرات الأمريكية والبريطانية والمصرية والمغربية، خاصة عندما تتوتر العلاقات السياسية مع تلك الدول، كما أشرف على عمليات تسليم أقطاب المعارضة الليبية- على حد وصفهم، وهم نوري الفلاح وعمر المحيشي من المغرب، لذلك أطلقت المعارضة عليه رجل المهمات القذرة، ورغم أنه كان على خلاف دائم مع سيف الإسلام القذافي بسبب أنه كان مقرباً للعقيد أكثر من ابنه، فقد اشتكى كثيراً من مواقف سيف الإسلام، الذي كان يُشهر العداء في وجهه، وأغلق قناته "الساعة"، وأصدر قراراً بإنهاء عمله كمنسق عام للعلاقات الليبية المصرية ويبقيه في ليبيا لعدة شهور ممنوعاً من السفر تحت الإقامة الجبرية.
10 مليارات في مصر فيما عينه القذافي منسقاً عاما للعلاقات الليبية المصرية بسبب علاقاته ونسبه مع القبائل العربية الليبية في مصر وقيل أنه كان هناك أكثر من 2 مليون مصرى يعملون على الأراضى الليبية وكان أحمد قذاف الدم معنياً بحل مشاكلهم العامة والخاصة، بل حتى عندما صدرت أحكام بإعدام عدد من المصريين بسبب ارتكابهم جرائم قتل ضد بعضهم البعض أو ضد ليبيين، كان قذاف الدم يقوم بنفسه ومن ماله الخاص بدفع "الدية" نيابة عن الكثير من العائلات المصرية التى تورط أبناؤها ليقيهم شر المشنقة بجانب إنشاءه عدة مشاريع تجارية واسعة في مصر وقد وصلت حجمها إلى عشرة مليارات عام 2011م، كما أنه نجح فى إقناع معمر القذافى بشراء مساحة شاسعة من الأراضى بالقاهرة الجديدة لإقامة مدينة الفاتح عليها لصالح سكان "الدويقه" بعد الحدث المنكوب، إلا أن الظروف والأحداث التى تلت ذلك لم تمكن من إنجاز هذا المشروع، فى هذا الوقت وبعد اندلاع أحداث بنغازى فى 17 فبراير من 2011 جاء إلى مصر وأعلن إستقالته من منصبه وأبدى إعتراضه على الطريقة التي يتم التعامل بها مع الشعب الليبي، وإنه يستعد لتسيير قوافل إغاثة إلى بلاده، بعد أن رفض عروضاً فرنسية وأمريكية خلال فترة الأحداث بأن يقود تياراً يلعب دوراً فى إدارة ليبيا حال سقوط القذافى لكنه رفض هذه العروض، وترددت أنباء بأن الحكومة الليبية قد قدرت ثروته بما يقرب من 500 مليار دولار طالبوه بها لكنه رفض، مدعيا أإنه لا يملك تلك الثروة.
المشير رفض لجوءه أدرج النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود إسم "قذاف الدم" ضمن قائمة الممنوعين من السفر بعد أن وجهت الحكومة الليبية له إتهامات بالفساد وجمع المرتزقة وإدخالهم لليبيا للعمل على تخريبها، إلا أنه نفى كل تلك التهم في بيان إعلامى شهير، وأرسل طلبا إلى المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة حينها، يطلب فيه منحه حق اللجوء السياسى استناداً إلى أن جميع الاتهامات الموجهة إليه كيدية وأن شروط اللجوء السياسى تنطبق عليه وأنه جاء إلى مصر بناء على دعوة من الحكومة المصرية ممثلة في وزير خارجيتها "السابق أحمد أبو الغيط"، إلا أن المشير ترك الأمر ولم يحسمه ولم يعطيه حق اللجوء.
خلف القضبان الأن يقف قذاف الدم خلف القطبان بسجن طرة على ذمة التحقيقات لمدة 30 يوما، بعد أن حاول الحرس الشخصى له حمايته من القبض عليه من قبل الإنتربول والشرطة المصرية وأدت الإشتباكات بيتهم إلى إصابة ضابط مصرى في "أحد أصابعه"، إلا أنه فور دخوله السجن أرسل رسالة إلى الرئيس محمد مرسى ينفى كل التهم عنه وأنه يجب معاملته كمصرى، ذلك خلال قيام الإدارة المصرية بعمل إتفاقية بين ليبيا ومصر مقابل تسليم قذاف الدم مع "المصريين المتهمين بالتبشير في ليبيا".
شهادة ليبي حر أحد الليبيين الأحرار كما أطلق على نفسه دون إشهار إسمه خاطب الصباح قائلا: احمد القدافي الدم هو لمن لا يعرفه يعرفه مجرم وجاسوس السارق لرزق الشعب الليبي الحر، والان الاموال اليبية المتواجدة في مصر لابد أن ترجع الي ليبيا فورا، لأنها من أموال البنية التحتية الليبية والمرتبات الخاصة بالشعب الليبى الذى ظلمه القذافى الديكتاتور، ويجب تسليمة الي ليبيا فورا ومحاكمته محاكمة عادلة في ليبيا حتى لا تنقطع الهلاقات الليبية المصرية.
فاطمة بنت عمه فاطمه بنت العلى من أحد أقارب "قذاف الدم" وتنتمى لعائلة "أولاد على" في مرسى مطروح قالت أيضا: والله أنا بدي كنت واثقه من موقف اولاد علي لانهم دايما يرفعوا الراس، واحنا عمرنا ما قصرنا مع أهلنا في ليبيا وقذاف الدم "غبي يحرش فينا" علي أهلنا وعلي اعمامنا وعلي أخوالنا علي خوتنا، مضيفة بأنه "شكله نسي ان احنا مازال انتمائنا لليبيا وأهلها الأشاوس.