"لسنا مجموعة من المجرمين أو الإرهابيين حتى تُداهم منازلنا بهذا الشكل".. بهذه العبارة أنهي أحمد قذاف الدم، المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية تصريحاته لبرنامج "صباحك يا مصر" علي قناة "دريم" قبل دقائق قليلة من قيام البوليس الدولي "الإنتربول" بضبطه في منزله بالزمالك في القاهرة. ولد قذاف الدم، لأم مصرية وأب ليبي عام 1952 في محافظة مرسى مطروح، ومازال أخواله يعيشون في محافظة البحيرة، ويقال إنهم من قبائل أولاد علي، وهي قبائل مصرية من أصل ليبي، بحسب ما نشره موقع "ويكبيديا" والذي لفت أيضا إلى حجم الإستثمارات التي أنشأها قذاف الدم، في مصر يقدر قيمتها حتي عام 2011 بنحو 10 مليارات دولار. تربط أحمد قذاف الدم، بالعقيد معمر القذافي، الرئيس الليبي الذي تم اغتياله أثناء أحداث الثورة الليبية صلة قرابة فهو ابن عمه، وعمل لسنوات مبعوثا شخصيا له, كما تولى مسئولية تنسيق العلاقة بين ليبيا ومصر، وكان في الوقت نفسه يصنف ضمن دائرة كبار المسئولين الأمنيين في النظام. تخرج قذاف الدم، من الأكاديمية العسكرية، والتي درس بها بأمر من القذافي، في بداية السبعينيات وبعدها التحق مباشرة بسلاح الحرس الجمهوري وتدرج به ليتقلد مناصب هامة خلال فترة وجيزة. كلف قذاف الدم، عقب تخرجه من الأكاديمية العسكرية بملف المعارضة الليبية في الخارج بمشاركة اللواء علي كوسة، مدير المخابرات، واتهم بالضلوع ببعض عمليات تصفية معارضين ليبيين في الخارج خلال تلك الفترة، كما تم تعيينه حاكما عسكريا لمنطقة طبرق عام 1984 وأمينا للمكتب الشعبي في السعودية عام 1985م. وبحسب ما نشر خلال أحداث الثورة الليبية، فقد أوكل القذافي إلى قذاف الدم مهمة المساعدة علي إخماد التحرك الشعبي في بنغازي خلال أحداث الإحتجاج التي شهدتها في فبراير 2011، وحاول خلالها أن يقنع قبائل بدوية لها جذور ليبية وتحديدا قبائل أولاد علي، والتي يقال إنه ينتسب إليها من أمه، العمل ك"مرتزقة" لمهاجمة قبائل الشرق وبني غازي مقابل حافز مادي، وهو ما أنكره في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام بل ووصفها ب"نوع من الدس الرخيص لبث الفرقة والفتنة". يصنف قذاف الدم، خلال نظام القذافي، ضمن دائرة كبار المسئولين الأمنيين في النظام الليبي، وأحد أهم رجال الخيمة، وهو التعبير الذي يقصد به الحلقة الضيقة من المسئولين الذين يحظون بثقة القذافي، بحسب ما نشره موقع "ويكبيديا". ونجح قذاف الدم في إدارة إمبراطورية ضخمة من رؤوس الأموال، التي استثمرها نظام القذافي في مصر، وكان قذاف الدم هو الحارس الأمين لتلك الأموال والتي قدرت بالمليارات، وبعد سقوط النظام، ظل قذاف الدم هو صاحب تلك الأموال، بينما طالب النظام الليبي الجديد بتسليمه وتسليم تلك الأموال باعتبار أنها أموال الشعب الليبي. وخاض النظام الليبي الجديد رحلة طويلة لإقناع السلطات المصرية لتسليم قذاف الدم، وغيره من المطلوبين الذين يتهمون بأنهم من نظام القذافي، والذين لعبوا دورا ضد الثورة الليبية، بينما أصرت الحكومة المصرية على أن يكون تسليمه وفق الإجراءات القضائية المعمول بها، وهو ما استغرق وقتا طويلا، حتى ألقى الانتربول القبض عليه اليوم. ارتد أحمد قذاف الدم، عن مساندته لنظام القذافي نهاية فبراير 2011، وطلب اللجوء السياسي إلى مصر "احتجاجا على حملة القذافي ضد المتظاهرين"، حسب قوله، وأقام بحي الزمالك بدعوة من الحكومة المصرية والمجلس العسكري، حسب تصريحاته اليوم الثلاثاء لبرنامج "صباحك يا مصر" حيث اعتقل به بأمر من الإنتربول. قام قذاف الدم بمهات سرية عديدة تنفيذا لأوامر القذافي، وكان آخرها زيارة سوريا بعد اندلاع الثورة هناك، حيث عقد جلسة مباحثات مطولة مع الرئيس السوري بشار الأسد، نصحه فيها بالاستماتة في مقاومة الحراك الثوري، وإلا سيكون مصيره إما وراء القضبان كمصير الرئيس حسني مبارك، أو في المنفى مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.