لم يكن القذافي محترفا للقتل فقط، ولكنه احترف أيضا جمع الأموال وغسلها، فالرجل كانت تتملكه شهوة جمع الأموال ونهب خيرات ليبيا وغسل أمواله في معظم الدول العربية حتى كون إمبراطورية مالية ضخمه كانت مصدراً للخلاف بين أولاده طيلة السنوات الماضية، فالتقديرات مختلفة حول ثروة القذافي، والصحف العالمية لم تتفق علي رقم واحد، ففي حين ذكرت صحيفة الجارديان نقلاً عن وثائق ويكيلكس أن ثروة القذافي تقدر بنحو 85 مليار يورو، قالت صحيفة «دويتشه فيلله» الألمانية: إن ثروته تصل إلى 100 مليار يورو، في حين أكدت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» الأمريكية أن ثروته تصل إلى 130 مليار دولار. وحسب تأكيدات الخبراء فإن للقذافي استثمارات عديدة من مصر يديرها بعض رجاله، وعلي رأسهم أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية، وبات مصيرها غامضاً بعد مصرعه وتشرد أسرته، حيث أدار قذاف الدم استثمارات القذافي في مصر بمساعدة جمال مبارك، الذي غسل القذافي أمواله في بعض الشركات المصرية وقدم له قائمة طويلة من التنازلات، وحسب الخبراء أيضا فإن ثروة العقيد الليبي في مصر تصل إلى 18 مليار جنيه مقسمة على عدد من الفنادق والشركات والأراضي. وحسب تقديرات عادل العزبي، رئيس الشعبة العامة للمستثمرين، فإن ثروة القذافي وصلت إلى 18 مليار جنيه، وهذا رقم بسيط بالنسبة لحجم استثماراته في باقي الدول، فثروته تصل إلى 130 مليار دولار، وأشار إلى أن أحمد قذاف الدم كان يدير له الاستثمارات في مصر ويشرف على مشروعاته ويتولي عملية البيع والشراء للأراضي والشركات. ويضيف العزبي: حسب معلوماتي فإن القذافي كان يمتلك حصة كبيرة في فنادق مصرية شهيرة، بالإضافة إلى مئات الأفدنة في مدينة القاهرةالجديدة حصل عليها لبناء مدينة الفاتح السكنية، لكنه خالف بنود التعاقد مع الحكومة، ولم يقم بالإنشاءات المتفق عليها حتي الآن. وأشار إلي أن القذافي يمتلك 410 أفدنة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، بالإضافة إلى امتلاكه شركة للإنتاج الفني والسينمائي بالشراكة مع محمد ابو العينين رجل الأعمال، و3 فنادق في شرم الشيخ باسم أحمد قذاف الدم نفسه، بالإضافة إلى مزرعة ضخمة في الصالحية الجديدة ومساحات شاسعة من الأراضي تابعة للشركة المصرية الليبية، بالإضافة إلى مزرعة أخرى بقرية الأصفر بالفيوم. من جهته قال الدكتور محمد الجوادي، أستاذ العلوم السياسية، إن تقدير استثمارات القذافي في مصر ب18 مليار جنيه صحيح جدا، فالرجل كان يمتلك أكثر من ذلك وأغدق على مبارك نفسه وولديه جمال وعلاء الأموال، وهناك واقعة شهيرة جدا وهى أن القذافي أعطى هدية لعلاء مبارك عقب زواجه من هايدي راسخ في منتصف التسعينيات قدرها مليون جنيه وقال له: « اشتغل بيها وهتعملك كتير» ووقتها كان المليون جنيه رقماً كبيراً، ونفس الأمر فعله مع جمال مبارك لكن المبلغ كان أكبر. وأشار إلى أن احمد قذاف الدم هو من يقوم بإدارة أموال القذافي في مصر، ومن حق المجلس الانتقالي الليبي أن يسترد هذه الأموال والاستثمارات التي ساعده فيها جمال مبارك كثيرا، وقدم له تنازلات هائلة ومنح شركاته مساحات كبيرة من الأراضي, وقال الجوادي: إن القذافي يمتلك أيضا شركة للمنتجات البترولية تمتلك عدداً كبيراً من المحطات، بالإضافة إلى مساحات هائلة من الأراضي، وحصص في عدد من الفنادق الكبري، ومن السهل حصر تلك الاستثمارات، وإذا كانت هناك بنود في العقود تنص على اللجوء للمحاكم المصرية في حالة النزاع، يمكن للمجلس الانتقالي الليبي استردادها. وقال أحمد قورة، رئيس البنك الوطني المصري السابق: إن القذافي أخفى أمواله في شركات وهمية كونها رجاله كانت تقوم بشراء الأراضي، وكان رجاله في القاهرة يحصلون على 10% من مكاسب تلك الشركات وباقي النسبة تذهب إلى القذافي وعائلته. وأشار الدكتور مصطفى النجار الخبير الاقتصادي إلي أن أموال القذافي من السهل استعادتها إذا تعاونت الحكومة المصرية وقامت بفتح ملفات أحمد قذاف الدم في مصر، أما الوضع الحالى فلا يتيح لها شيئاً لأن معظم الأملاك باسم قذاف الدم ومحمد عبد الجليل ولا يمكن إثبات علاقة القذافى بهما، خاصة أن هناك شركات يصعب تتبعها مثلما حدث مع جمال مبارك. وحسب المستندات التى حصلت عليها «الوفد الأسبوعى «فإن مجدي راسخ صهر الرئيس المخلوع مبارك كون مع مجموعة من رجال الأعمال شركة الصالحية للاستثمار وحصلت على 33 ألف فدان من أجود الأراضي في مدينة الصالحية بالأمر المباشر ودون مزايدة بمبلغ 326 مليون جنيه وبسعر 8 آلاف جنيه فقط للفدان الواحد على أن يدفع راسخ 84 مليون جنيه كدفعة أولي ويسدد باقي الثمن خلال عام واحد، على 7 دفعات وهو ما لم يحدث ولم يتم تسديد المبالغ بل قام ببيع الأرض إلي أحمد قذاف الدم بمبلغ 2 مليار جنيه. تقرير لمركز الشفافية والنزاهة لحقوق الإنسان أكد أن مبارك وجمال قاما بإخفاء مليارات القذافي في عقود بيع وشراء لمساحات من الأراضي بشكل يخالف القانون مثل ما حدث في مدينة الصالحية الجديدة، أما صحيفة ليبيا اليوم ففجرت مفاجأة من العيار الثقيل وقامت بعمل حصر مبدئى لأموال القذافى فى دول العالم ومنها مصر وقدمت قائمة بأملاك القذافي في العديد من المحافظات، طالبت المجلس الانتقالي باستعادتها، وشملت القائمة مشروع الصالحية الزراعي على مساحة 33 ألف فدان، بالإضافة إلى نسبة 20% من فندق شهير بالقاهرة وقطعة أرض مساحتها 80 فدانا بجوار الجامعة الأمريكية اشتراها أحمد قذاف الدم بمبلغ 230 مليون دولار. وضمت القائمة التي نشرتها الصحيفة فيللا بمنطقة لوران بالإسكندرية وكذلك فيللا بمنطقة بوكلي ومصنعاً للأعلاف تم افتتاحه منذ عامين بمرسى مطروح وعدداً من الشاليهات بقرية مارينا السياحية بالساحل الشمالي وهى باسم قذاف الدم، وكذلك مساحات كبيرة من الأراضي بمنطقة الضبعة ومرسى مطروح. وضمت قائمة الصحيفة شركة لتسويق المنتجات النفطية تمتلك 500 محطة لتوزيع الوقود ومزرعة تصل مساحتها إلى ألف فدان بقرية الأصفر بالفيوم وهى ملك للقذافي ويشرف عليها أبناء عمومته.