يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة. كانت من أبرز القصص التي جمعت بين الملك فاروق والفنانيين هي حكايته مع سمراء النيل مديحة يسرى، حيث بدأت القصة عندما تلقت مديحة اتصالًا من الفنان سليمان بك نجيب، الذى كان مديرًا لدار الأوبرا المصرية وقتها، لدعوتها لحضور حفل بالقصر الملكى لمشاهدة عرض لفريق باليه الأوبرا، فرحبت بالدعوة واستعدت للحفل وأرسل سليمان بك دعوة الحضور إلى مديحة فى منزلها وكانت المرة الأولى التى تدخل فيها سمراء النيل القصر الملكى. وصلت مديحة يسرى مبكرًا إلى قصر عابدين، وكان من تقاليد الحفل أن يقبل الجميع يد الملك، الذى كان يجلس على كرسى ويمر الجميع من أمامه فيلقون التحية قبل أن ينحنوا لتقبيل يده، وعندما جاء الدور على مديحة يسرى اكتفت بالسلام وحيت الملك قائلة: "أهلا يا مولانا"، ما دفعه لسؤال سليمان نجيب عن اسمها وعملها، فأخبره أنها مديحة يسرى الممثلة الشابة. وعندما مرت مديحة متجهة لتناول طعام العشاء مع الضيوف لحق بها سليمان نجيب سريعًا وقال لها، "مديحة أنتِ إزاى تسلمى على جلالة الملك من غير ما تبوسى إيده"، فردت: "لو الدعوة مكتوب فيها أنى لازم أبوس إيد الملك مكنتش جيت"، فقال سليمان، "لكن ده العرف وكل الناس عملت كده"، فكان جوابها قاطعًا، "أنا لا أقبل إلا يدى أبى وأمى فقط"، وبعد هذا الحوار قررت مديحة يسرى مغادرة القصر فورًا، رافضة تناول أى طعام فى قصر الملك. ولدت الفنانة مديحة يسرى بمدينة القاهرة فى 3 ديسمبر عام 1921 وتلقت تعليمها بمدرسة الفنون، اكتشفها المخرج المصرى الرائد محمد كريم وقدمها للمرة الأولى فى دور صغير عام 1942 فى فيلم "ممنوع الحب" أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، وشاركت معه أيضًا بدور صغير فى فيلم "رصاصة فى القلب"، مما أهلها لدور البطولة للمرة الأولى عام 1942 فى فيلم "أحلام الشباب". اقرأ أيضاً * طلبت زوجته الفنانة الشابة الطلاق منه بعد الزواج بفترة بسيطة.و عائلته تصارعت علي الميراث بعد وفاته .. ووصل أمانة أودي بحياته.. حكايات في حياة سعيد طرابيك * عاشت في جلباب الأدوار الثانوية وودعت جمهورها من خلال الزعيم عادل إمام وعانت من أمراض الشيخوخة.. معلومات عن عصمت محمود في ذكري ميلادها * اتهمت شقيقها بالاستيلاء علي شقتها ..حاولوا منعها من التمثيل..رفضت أدوار الإغراء وفضلت الاعتزال ..معلومات لا تعرفها عن سهام جلال * أرسل خطاب لدار الإفتاء لحل أزمة "قبلة" في شهر رمضان.. اعرف حكاية الصراع بين عاطف سالم وحسين صدقي * والدها عالم أزهري وقالت عنه : لو عايش كان قتلني بسبب الإغراء .. عمليات التجميل شوهت وجهها .. وهذه حقيقة علاقتها برجال مبارك.. حكايات في حياة ميسرة * أم دُنَين .. قصة القرية التى أصبحت أكثر ميادين مصر ازدحاماً * أطلق عليها "سمجة جمال" لأنه كان يكرهها وقرر التقرب منها ليتحدي فريد الأطرش.. اعرف حكاية الملك فاروق مع سامية جمال وفريد الأطرش * حكاية أحمد زكي مع "البيه البواب" رفض الاستحمام لمدة أسبوع وأثار غضب "البوابين" بسبب الدور..ولهذا السبب اعتذر عادل إمام عن دور البطولة * تزوجت 4 مرات.. وأضربت عن الطعام بسبب والدها .. وهذا سبب اعتزالها .. حكايات في حياة نجمة الإغراء جالا فهمي * الزعيم والخادم.. حكاية السفرجي الذي هدد عادل إمام بخطف أحفاده الخمسة وطلب فدية 2 مليون جنيه * قصة حب مستحيلة بين ضابط جيش ومديحة يسري وراء أغنية "جميل وأسمر"..اعرف الحكاية * ضرب عادل إمام وترك وظيفته من أجل الفن.. ما لا تعرفه عن الفنان صالح العويل أشهر بلطجي في السينما كانت بدايتها الحقيقية حين اكتشفها يوسف وهبى وهى تؤدى مشهدًا فى أحد البلاتوهات فأستدعاها هو وشريكه توجو مزراحى، وعرض عليها العمل معه فى ثلاث أفلام بشكل حصرى، وهم: "ابن الحداد، فنان عظيم، أولادى". وخلال مشوار فنى طويل قدمت الفنانة مديحة يسرى عددًا كبيرًا من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا، وتنوعت أدوارها بين أدوار البطولة والأبنة والحبيبة، ثم الأم فى مراحل متقدمة من عمرها، وقدمت فى مشوارها رصيدًا فنيًا كبيرًا يزيد عن 90 فيلمًا. سمراء النيل مديحة يسري تعتبر الفنانة الوحيدة التى وقفت أمام محمد عبدالوهاب، ويوسف وهبى، وأنور وجدى، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزى، وعادل إمام، وكان آخر ظهور سينمائى لها فى فيلم "الإرهابى" مع الفنان عادل إمام عام 1994 أما بالنسبة للتليفزيون فكانت آخر أعمالها مسلسل "يحيا العدل" عام 2002 مع الفنان مصطفى فهمى والفنانة ميرفت أمين. ورحلت سمراء النيل مديحة يسري عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الموافق 30 مايو عام 2018 في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، بعد صراع طويل مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة، تاركة خلفها مشوار فني مميز ومازلت أعمالها عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن.