من الملفت للنظر ظهور وجه جديد لامرأة غير معروفة إلى جانب رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، الذي اعتاد العالم على رؤيته منفردًا بالسلطة هناك ويحكم الدولة بشدة دون اللجوء أو الحصول على دعم من أي شخص آخر، فمن تكون تلك المرأة التي لفتت أنظار الإعلام بشدة؟ وما هو دورها الهام الذي لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي في حكومة كوريا الشمالية؟ شهدت كوريا الشمالية ظهورًا ملفتًا لسيدة تقف إلى جانب الرئيس كيم، واتضح أنها كيم يو جونج، وهي الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي، والابنة الصغرى للزعيم السابق كيم جونج إيل، من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونج هوي. تعد كيم يو جونج، المبتسمة دائمًا صاحبة الوجه الودود الجذاب، أول عضو من أسرة كيم الحاكمة تزور الجارة الجنوبية في تاريخ الكوريتين، حيث ظهرت وهي تجلس في موقع إستراتيجي قرب نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى المشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. ولكن لم يكن وجود يو جونج، جديدًا على الساحة السياسية في كوريا الشمالية، حيث بدأت المشوار مع والدها كيم جونج إيل، عندما خدمت في الحكومة، قبل تعيينها في عام 2014 نائب مدير إدارة الدعاية تحت إدارة شقيقها. بعدما توفى كيم جونج إيل، أصبحت شقيقته أقرب المقربين للزعيم الجديد، وهي علاقة بنيت على أخوة وزمالة دراسية في سويسرا، ولكن لا يعرف أحد على وجه اليقين سن كيم يو جونج، لكن التقديرات تشير بقوة إلى أنها ولدت في كوريا الشمالية في 26 سبتمبر 1987، لأم من أصل يابانية، وذلك نظرًا لأن السلطات الكورية الشمالية تفرض عقوبات صارمة على نشر معلومات شخصية عن أي من أفراد الأسرة الحاكمة. تُلقب كيم يو جونج ب "إيفانكا كوريا الشمالية"، في إشارة لابنة الرئيس الأمريكي، ايفانكا ترامب، لما يوجد من تشابه في أدوار كل منهما، وفقًا لما نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية. نشأت كيم يو جونج في الغالب في ظل تربية متشددة في "بيونج يانج"، إلى جانب شقيقيها كيم جونج تشول وكيم جونج أون، ورغم ثروة أسرتها الاستثنائية، يعرف عن طفولتها أنها لم تكن مرفهة، حيث كانت تقيم أعياد ميلاد عادية دون بذخ أو ترف. وتم إرسال كيم يو جونج إلى سويسرا لتلقي التعليم عام 1996، مثل أخويها الأكبر، حيث يضمن ذلك لأبناء الزعيم الكوري الشمالي البقاء بعيدًا عن أعين المتطفلين، وعدم الظهور كثيرًا في المجتمع المنغلق. عند وصول يو جونج إلى سويسرا، وضعت تحت أعين ري تشول، التي كانت سفيرة لكوريا الشمالية في سويسرا خلال فترة التسعينيات، حيث يعتقد أن الأخيرة كانت مسئولة عن اتخاذ الترتيبات التعليمية للأشقاء الثلاثة. وعلى الرغم من أنه يصعب الوصول إلى التفاصيل الخاصة بمرحلة تعليمها هناك، إلا أنه يوجد العديد من المعلومات التي تلفت الانتباه، منها أنها استخدمت أسماء مستعارة مثل "يونج سون" و"باك مي هيانج"، كما حصلت على دراسات إضافية في اللغة الألمانية. ونشرت تقارير صحفية سويسرية، تقارير حول الاختلافات الشائعة بين شخصيتي كيم جونج أون الذي كان مفتونًا بالرياضة، وشقيقته الأكثر تحفظًا. بدأت كيم يو جونج، رحلتها مع السياسة بمجرد عودتها إلى بلادها، ومنذ سنوات شغلت منصب مدير الدعاية في حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم، وعادة ما تظهر في اللقاءات الرسمية إلى جانب الزعيم كيم يونج أون، ويعتقد أنها تشغل المنصب ذاته حاليًا إلى جانب عملها كمستشارة شخصية له.