استطاع زعيم كوريا الشمالية" كيم جونج أون" أن يرهب العالم ،لاسيما في الشهور الأخيرة ،حيث زاد من تجاربه للصواريخ الباليستية بعيدة المدى ،في تهديد واضح للولايات المتحدةالأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب ، كما استفز اليابان حليف واشنطن بإطلاق عدد من الصواريخ فوق أراضيها، ومؤخرا أعلنت "بيونج يانج" عاصمة كوريا الشمالية عن تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية ،أحدث هزة أرضية كبرى أفزعت الدنيا بأسرها. ورغم أن الولاياتالمتحدة زادت من عقوباتها ضد كوريا الشمالية ، ونجحت فى إقناع الصين بالانضمام إلى قائمة الدول المعاقبة لبيونج يانج, بعد أن كانت الداعم الأكبر للنظام هناك، وأكبر شريك اقتصادي لها ،الأمر الذي يعني توجيه ضربة قوية للاقتصاد الكورى ،إلا أن الرئيس الكورى يصر على استفزاز العالم ،والمضي قدما في تجاربه الصاروخية ومشروعه النووي. كل هذه الخطوات من جانب زعيم كوريا الشمالية ،تدفعنا للنظر إلى حياته الشخصية التي أثرت في تكوينه بالتأكيد وجعلت منه هذا الزعيم العنيد الذي تبعد تصرفاته عن السياسة ،بينما تبدو عليه السعادة وهو يري فزع العالم من تجاربه الصاروخية , فعلى الرغم من قلة خبرته السياسية تم الإعلان عنه كوريث للحكم في كوريا الشمالية تحت مسمى " الوريث الأعظم" ،بعد وفاة والده كيم جونج إل في 9 ديسمبر 2011. ووفقا لما أعلنه التليفزيون الكوري الشمالي حينها ،يشغل أيضا الزعيم منصب "دايجانج" في الجيش الشعبي الكوري وهي رتبة عسكرية تعني فريق أول. ووفقا للمتابعين فإنه منذ آواخر عام 2010 كان ينظر إلى "كيم جونج أون" على أنه الوريث المفترض ،وقيل إنه درس علوم الحاسب الآلي في كوريا سرا. ومن الأمور الغريبة في حياة الزعيم الكوري الشمالي , أنه لا أحد يعرف تاريخ ميلاده الحقيقي ،فحسب البيانات الرسمية، ولد في 8 يناير عام 1982، لكن بعض التقارير رجحت تعديل تاريخ ميلاده، لأسباب رمزية ونقله إلى تاريخ سابق ليتزامن مع الذكرى ال70 لولادة جده، مؤسس النظام الحالي في كوريا الشمالية، إيل سونج والذكرى ال40 لولادة والده كيم إيل سونج. وترجح مصادر استخباراتية أن يكون "كيم جونج أون" ولد في 1983، أو ربما عام 1984, وكانت الخزانة الأمريكية قد وضعت تاريخ ميلاد زعيم كوريا الشمالية في 1984، وذلك في آخر قرار لها بشأن تشديد العقوبات ضد بيونج يانج. واسم أمه "كو يونج هي" وله شقيق أكبر هو "كيم جونج تشول" وأخت صغيرة "كيم يو جونج" بجانب الإخوة غير الأشقاء. كما لا يعرف بالتحديد أين درس إلا أن الاحتمال الأكبر أنه التحق بمدرسة بيرني الدولية في سويسرا حتى عام 1998 تحت اسم مستعار, وتم إلحاق كيم جونج أون بالكلية تحت اسم "باك أون"، كنجل أحد دبلوماسي سفارة كوريا الشمالية في سويسرا. ووصف بعض الزملاء السابقين لكيم في الكلية بأنه كان طالبا هادئا، وكان يقضي معظم وقت الفراغ في بيته، لكنه كان يتميز بحس فكاهة نادر. ومن الأمور الطريفة في حياة زعيم كوريا الشمالية, أنه رغم وزنه الزائد وقامته القصيرة، كان لاعب كرة سلة جيدا جدا، وذلك بفضل سعيه الدائم للفوز وكرهه للهزيمة وبعد عودته إلى الوطن من سويسرا، التحق بجانب شقيقه الأكبر كيم جونج تشول بالجامعة العسكرية التي أسسها جدهما "إيل سونج". وكان من المتوقع أن كيم جونج أون سيصبح زعيما للبلاد بعد والده ،بعد أن كان شقيقه الأكبر غير الشقيق "كين جونج نام" هو صاحب الحظ الأوفر في الزعامة، ولكن سرعان ما سقط حظ شقيقه بعد أن أوردت التقارير أنه أُعتقل في اليابان عام 2001 عندما كان ينوى زيارة ديزني لاند في طوكيو بتهمة حمل جوازات سفر مزورة وذكر كينجي فوجيموتو، الطباخ الشخصي السابق ل "كيم جونج إل" تفاصيل تتعلق بكيم جونج أون، بدء من أنه كان صاحب الحظ الأوفر في وراثة زعامة أبيه، حيث ادعى فوجيموتو أيضا أن كيم جونج أون كان مفضلا عند أبيه أكثر من شقيقه الأكبر كيم جونج تشول، وعلل ذلك بأن شخصية جونج تشول كانت تميل إلى الأنوثة أكثر من اللازم، بينما جونج أون مثل والده تماما. وأضاف فوجيموتو: "إذا كانت السلطة ستسلم إلى أحد، فليكن "كيم جونج أون" لأنه الأفضل، فلديه صفات رائعة، أهمها أنه لا يعترف بالهزيمة أبداً." كما وصف فوجيموتو حادثة حصلت عندما كان جونج أون في سن 18, سأل نفسه بشأن حياته المترفة قائلا: "نحن هنا، نلعب كرة السلة، ونركب الخيول، ونركب الزلاجات النفاثة البحرية، ونستمتع سويا ولكن ماذا عن حياة الأشخاص العاديين؟". وفي يناير 2009 نشرت وكالة أنباء كورية جنوبية تقريرا بأن كيم جونج إل عين نجله كيم جونج أون ليكون وريث حكمه رغم أنه يعانى من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم. ومنذ عام 2009, كان معلوماً عند الخدمات الدبلوماسية الأجنبية أن "أون" سيرث أبيه "كيم جونج إل" كرئيس لحزب العمال الكوري وبطبيعة الحال رئيسا لكوريا الشمالية. وكان يسمى بالكورية "يونجميونج هان تونجي" والتي تعني "الرفيق الرائع" وطلب أبوه حينها من سفراء البلاد بأن يتعهدوا بالولاء لنجله.كما أشارت تقارير إلى أنه تم تشجيع المواطنين بأن يغنوا أغنية ثناء ألفت خصيصا لكيم جونج أون، وكانت مشابهة جدا لأغنية الثناء التي يغنيها الشعب للأب. وقالت تقارير في وقت لاحق إلى إن كيم زار الصين سرا ليقدم نفسه للقيادة الصينية، التي حذرت لاحقا من إقامة كوريا الشمالية لاختبارات نووية.وأنكرت وزارة الخارجية الصينية حينها بشدة هذه الزيارة. وبتسلمه السلطة في بلاده عام 2011، أصبح كيم جونج أون الذي كان آنذاك دون الثلاثين عاما، أصغر زعيم في العالم, ومنذ ذلك الحين انصب اهتمامه على تطوير الترسانة النووية لكوريا الشمالية وبرنامجها الصاروخي ،كما أنه أظهر قسوة شديدة حيال أعمامه النافذين , بجانب قتل أخيه غير الشقيق. ويعتبر المحللون كيم جونج أون زعيما غامضا على الصعيد السياسي فهو لم يسافر للخارج في زيارة رسمية قط منذ توليه السلطة عكس والده الذي زار الصين كثيرا وعلى الصعيد المحلي فقد قام بتغيير وزراء الدفاع كثيرا، الذين وصل عددهم حوالي ستة على الأقل منذ توليه السلطة عام 2011، فيما يعتبره الخبراء مؤشرا على ضعف ثقته في ولاء الجيش. وينظر العديد من مواطني كوريا الشمالية إلى كيم جونج أون كنسخة طبق الأصل لوالده كيم إيل نظرا لتشابهما الشديد في ملامح الوجه وأسلوب التصرف وحتى قصة الشعر. وهناك شائعات تقول إن "كيم جونج أون" خضع لعمليات تجميل خصيصا لزيادة تشابهه مع والده، وكانت هذه الشائعات واسعة الانتشار لدرجة دفعت بوكالة الأنباء المركزية في البلاد إلى نشر بيان يدحض تلك المزاعم، معتبرة أن نشر مثل هذه الشائعات من قبل الأعداء، يمثل عملا إجراميا لا يمكن للحزب والدولة والجيش والشعب التسامح معه" وللمرأة دور هام في تكوين شخصية كيم جونج أون ،ومن الواضح أنه متفتح جدا في تعامله مع المرأة بشكل عام ، وقد يعود ذلك ،إلى حياته السخصية ،حيث كانت والدته الزوجة الثالثة والمفضلة لأبيه ، ويقال إنها كانت راقصة يابانية الأصل ،وكانت تطلق عليه اسم "الملك نجم الصباح"، أما زوجته ري سول جو فيقال إنها كانت مغنية سابقة ، ولم يجد الزعيم الكوري الشمالي أي حرج في الظهور بجانبها في مناسبات عديدة في انتهاك واضح للتقاليد المعتمدة في الأسرة الحاكمه لبلاده واللافت أيضا أنه لم يتم الإعلان عن عقد الزواج بين الاثنين رسميا، لكن الاستخبارات الكورية الشمالية تعتبر أن كيم تزوج من صديقته عام 2009، وكان طفلهما الأول قد ولد قبل الزواج. ويعتقد أيضا أن الزوجين رزقا بطفل ثان، ربما بنت، عام 2012، ومن ثم بابن آخر في 2015. ويرى المراقبون أن أسلوب الزي النسائي في كوريا الشمالية تغير بشكل ملحوظ بعد صعود "ري سول جو" إلى مكانة السيدة الأولى، وصولا إلى السماح للفتيات بارتداء السروال والحذاء ذي الكعب العالي، وحتى تمكنيهن من ركوب الدراجة. ومن الأمور التي أثارت اشمئزاز العالم ،هي قيامه بتنفيذ سلسلة من الإعدامات لم تتوقف، منذ توليه الحكم ، وقد ذكرت تقارير كورية جنوبية أن الزعيم الكوري الشمالي أعدم في سنة 2015 فقط ما لا يقل عن 15 مسئولا، لأسباب مختلفة من بينها الشك في الولاء، كما قام بإعدام مهندس أحد المطارات حيث لم يعجب بتصميمه، وإعدامه لوزير دفاعه هيون يونج شول، بجانب إعدامه لزوج عمته ومستشاره السياسي بتهم مختلفة، ثم قام بتعزية عمته بعد إعدام زوجها، وكانت هذه مفاجأة من العيار الثقيل حيث عرف عنه منذ توليه الحكم أنه كان يعتمد على نصائح عمته وزوجها في تسيير أمور الدولة وفي يوم 31 أغسطس 2016 تم الإعلان عن قيام كم جونج أون بإعدام وزير التعليم في كوريا الشمالية كيم يونج-جين، وأكد هذا النبأ المتحدث باسم وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية جيونج جون هى، وقال مسئول آخر إنه أعدم رميا بالرصاص، وأشارت وسائل إعلام إلى أنه كان متهما من قبل النظام بالتحريض ضد الحزب والثورة، وقد أدين بالجلوس في وضع غير لائق تحت المنصة خلال جلسة للبرلمان وخضع لاستجواب كشف عن جرائم أخرى وقتها.