تحل اليوم ذكري رحيل الفنان عمر الشريف والذي رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 2015، بعد أن قدم لنا العديد من الأعمال الفنية المصرية والعالمية التي أحبها الكثير. ولد ميشيل ديمتري شلهوب"عمر الشريف" في 10 أبريل عام 1932، بالإسكندرية من أسرة من أتباع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من شوام مصر ذوي أصول سورية-لبنانية. تتضارب الآراء حول أصول أسرة والده بين من يقول أنها تعود إلي مدينة زحلة في لبنان، ومن يقول أنها تعود إلي آل شلهوب السورية من دمشق. كان والده تاجر أخشاب، ولطالما أراد أن يعمل ابنه في هذة المهنة، إلا أن ميشيل الصغير كان شغوفا بالتمثيل الذي بدأه علي خشبة مسرح كلية فيكتوريا التي كان يدرس بها، أما والدته "كلير سعادة" فكانت سيدة مجتمع من أسرة ذات أصول لبنانية-سورية أرستقراطية. كان عمر الشريف زميلا للمخرج العالمي يوسف شاهين في كلية فيكتوريا بالإسكندرية، عشق المسرح المدرسي، وقدم العديد من تجاربه وعمره لم يتجاوز الإثني عشر. كانت بدايته في السينما عندما علم المخرج يوسف شاهين بقصة حبه للتمثيل، وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم صراع في الوادي الذي لقي الكثير من الجماهيرية، ما جعل عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائي لايفترق وتعاونا في العديد من الأعمال منها (صراع في الوادي، وأيامنا الحلوة، وصراع في الميناء، ولا أنام، وسيدة القصر، ونهر الحب، وأرض السلام. وفي عام 1967 ألتقي "الشريف" بالمخرج العالمي دافيد لين، والذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، وبعد نجاحه منقطع النظير في فيلمه الأول "لورنس العرب" في عام 1962 لقي شهرة جماهيرية كبيرة، وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه، واستمر عمر مع نفس المخرج دافيد لين ليلعب عدة أدوار في عده أفلام منها: فيلم دكتور جيفاغو، وفيلم الرولز رويس الصفراء، وفيلم الثلج الاخضر وغيرها الكثير في الأعوام التالية. وفي السبعينيات، قام بتمثيل فيلم الوادي الأخير عام 1971، وفيلم بذور التمر الهندي عام 1974، إلا أنها لم تلاق النجاح المنتظر نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية في ذلك الوقت، وبعد ذلك قل ظهوره، مما جعله يمثيل أدوار مساعدة مثل دوره في فيلم النمر الوردي يضرب مجددا عام 1976. قام عمر الشريف بتمثيل أدوار كوميدية منها دوره في فيلم سري للغاية عام 1984، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية، واكتفي بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات كضيف شرف، وهو ما يساعده علي الظهور في دقائق في أي فيلم علي نجاحه كما في فيلم المحارب الثالث عشر عام 1999، كما ظهر أيضا في الكثير من الأفلام التلفزيونية. اشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية، وفي أثناء غيابه عن مصر كان لا يتوقف عن العمل في مسلسلات إذاعية مصرية منها: أنف وثلاث عيون، والحب الضائع، وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه عاد إلي مصر في التسعينيات وتفرغ للعمل العام. قدم مسلسل تلفزيوني واحد فقط في حياته وحمل اسم "حنان وحنين" الذي عُرض في شهر رمضان من عام 2007، وشارك في المسلسل الفنان أحمد رمزي، والفنانة سوسن بدر، وهو من تأليف وإخراج إيناس بكر. عُرض له فيلم حسن ومرقص مع الممثل عادل إمام، والذي أثار جدلا واسعا في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين، وكان أول عرض لهذا الفيلم في عام 2008. عُرض له فيلم بعنوان المسافر مع الممثل المصري خالد النبوي، وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية. أما آخر أعماله فكان الفيلم العلمي 1001 اختراع وعالم ابن الهيثم، وكان من إخراج أحمد سالم، وجزء من حملة الأممالمتحدة السنة الدولية للضوء، والتي تديرها منظمة جمعت بين عمر الشريف والفنانة فاتن حمامة، قصة حب كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية، ومثلا سويا العديد من الأفلام أولها صراع في الوادي، وآخرها نهر الحب، وقد تحول عمر الشريف إلي الإسلام من أجل الزواج بفاتن حمامة، وتطلقا عام 1974، وذلك لإنشغاله بأعماله العالمية أكثر من زوجته وبيته، وبعد ذلك لم يتزوج عمر الشريف أبدا، وفي الولاياتالمتحدة انتشرت إشاعات عن وجود علاقة حب بينه وبين النجمة العالمية الشهيرة إنغريد برغمان، ولكن لم يتم تأكيد أو نفي هذة الإشاعات. ارتبط الفنان عمر الشريف بخطوبة بالفنانة سهير رمزي لعدة أشهر، وانتهت العلاقة بينهما بفسخ الخطبة، وتعد "سهير" هي الفنانة الوحيدة بعد فاتن حمامة، التي ارتبط بها الشريف رسميا، وعلى الرغم من تردد شائعات حول أنهما تزوجا سرا، إلا أنهما سارعا بتكذيب هذه الشائعات. في 23 مايو 2015 أعلن نجل الفنان عمر الشريف إصابة والده بمرض ألزهايمر، حيث يعاني من تذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميز بين معارفه. وتوفي بالقاهرة يوم 10 يوليو 2015 أثر نوبة قلبية حادة عن عمر يناهز 83 عاما.