خاطر أكثر من 100 مهاجر إيراني بأرواحهم، في الأسابيع الثلاثة الماضية، واستقلوا قوارب صغيرة إلى المملكة المتحدة، في رحلة مرعبة، تثير الكثير من التساؤلات أبرزها كيف يصل الإيرانيون إلى بحار بريطانيا. ففي 23 نوفمبر الماضي، قبل وقت قصير من شروق الشمس، عُثر على 8 مهاجرين يتشبثون بزورق صغير قبالة ساحل كينت، وقد أخبروا رجال الإنقاذ أنهم قضوا 12 ساعة في البحر. قصة مماثلة وقعت في اليوم السابق لهذا الحادث، عندما عُثر على 7 أشخاص في قارب قبالة ساحل دوفر، ثم أنقذ خفر السواحل نفس العدد من المهاجرين من قارب آخر. ومنذ 3 نوفمبر، قام 101 مهاجر -بما في ذلك أربعة أطفال- بالرحلة التي تبلغ مسافتها 21 ميلا عبر بحر المانش، وهو ما شبهته الشرطة ب"محاولة عبور الطريق M25 في ساعة الذروة سيرا على الأقدام". ورفضت وزارة الداخلية نشر الأرقام الرسمية لعدد المهاجرين الإيرانيين العابرين للمانش، لكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أثبتت أن (101) على الأقل قد دخل إلى الشواطئ البريطانية منذ بداية الشهر. ومن دون تفكير، يخبر المهاجرون المسؤولين بأنهم إيرانيون. وبرز الكثير من علامات الاستفهام أمام السلطات البريطانية والفرنسية التي تواجه ضغطا لوقف زيادة رحلات القوارب قبل غرق ووفاة راكبيها، من بينها: لماذا تنطلق العديد من القوارب إلى ساحل كينت؟ ما الذي يمكن عمله لإيقافها؟ ولماذا يبدو أن جميع ركابها من بلدان الشرق الأوسط؟ الجواب على السؤال الأخير قد يقع على بعد 1200 ميل، تحديدا في العاصمة الصربية بلغراد. إذ يعتقد الرئيس التنفيذي لمنظمة مساعدة اللاجئين في صربيا، التي تراقب الهجرة عبر دول البلقان، ميودراغ شاكيتش، أن المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة هم من بين الآلاف الذين وصلوا إلى صربيا، بعد أن بدأت البلاد في تقديم عرض الدخول بدون تأشيرة إلى الإيرانيين في أغسطس من العام الماضي. وكانت هذه الخطوة تهدف إلى زيادة السياحة والتجارة بين إيران، التي يحتل اقتصادها الرقم 25 من بين أكبر اقتصادات دول العالم، وصربيا، التي يحتل اقتصادها الرقم 90. وقد انتهى العمل بخطة الدخول من دون تأشيرة -التي قيل إن المهاجرين استغلوها للوصول إلى أوروبا الغربية- في 17 أكتوبر الماضي، بعد نقل حوالي 40 ألف إيراني جوا إلى دول البلقان. ومن غير المعروف عدد العائدين الإيرانيين إلى ديارهم، لكن وفقا لوكالة أسوشيتد برس، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الرحلات المباشرة من طهران إلى بلغراد كانت تصل كاملة العدد وتعود فارغة. وبحسب مركز دعم اللاجئين في بلجراد "إنفو بارك"، تقدر الشرطة الصربية عدد الإيرانيين الذين لم يعودوا ب12 ألفا.