أيام قليلة وتستقبل القاهرة سفيرا بريطانيا جديدا يختلف كليا عن السفير المنتهي ولايته جون كاسن، حيث تميز الأخير بتقاربه للشعب المصري ، وتفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي ،بينما السفير الجديد جيفري آدامز فيبدو أنه أكثر هدوء ولا يهتم بالتواصل الشعبي ويكتفي فقط بأداء عمله الدبلوماسي ، فخلال مشواره العملي لم يسجل عليه تصريح أثار الغضب في البلاد التي عمل بها أو أنه اختلط بالشعوب التى عمل فى بلادها . مؤخرا أصدرت السفارة البريطانية في القاهرة بيانا أعلنت خلاله تعيين السير جيفري آدامز سفيرا للمملكة المتحدة لدى مصر خلفا لسفير جون كاسن وتضمن بيان السفارة نبذة عن أهم المناصب التي شغلها آدامز خلال عمله الدبلوماسي الذي تيمز بالتنوع وينم عن خبرة دبلوماسية كبيرة لاسيما فيما يخص شئون منطقة الشرق الأوسط، حيث كان سفيرا للمملكة المتحدة في لاهاي في الفترة بين عامي 2013 و 2018،وكان المدير السياسي في وزارة الخارجية البريطانية بين عامي 2009 و 2012, كما كان آدامز مديرا لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية عام 2009 , كذلك عمل آدامز سفيرا لبلاده لدى إيران بين عامي 2006 و 2009 ، وقبل ذلك كان السكرتير الأول لوزير الدولة للشئون الخارجية وشئون الكومنولث بين عامي 2083 و 2005، وأيضا عمل في الفترة بين عامي 2001 و 2003 كقنصل عام في القدس. كما عمل في السابق أيضا كنائب للسفير البريطاني في القاهرة في الفترة بين عامي 1998و 2001 ،الأمر الذي سيجعل من منصبه الجديد أمرا مألوفا ، حيث اعتاد على العمل في مصر وإن كانت الظروف متغيرة . يتميز آدامز بخبرته الدبلوماسية الواسعة فإلى جانب عمله في العديد من دول الشرق الأوسط ، عمل في مكتب مجلس الوزراء في الأمانة العامة الأوروبية بين عامي 1995 و1998, وعمل كسكرتير أول ورئيس القسم السياسي في السفارة البريطانية في جنوب أفريقيا بين عامي 1991 و 1994, كما شغل منصب السكرتير الخاص للوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية بين عامي 1987 و 1991. عمل أيضا فى المدرسة الوطنية للإدارة فى باريس بين عامى 1985 و1987, وبين عامى 1982 و 1985 عمل فى منصب السكرتير الثالث ثم السكرتير الثانى بالقسم السياسى فى جدة, وكان آدامز قد التحق بالسلك الدبلوماسى عام 1979. أما عن حياته الاجتماعية فهومتزوج من ماري إيما باكستر ولديه ولدين وبنت. ومع الإعلان عن تعيين السفير البريطاني الجديد بدأت المقارنات بينه وبين سابقه جون كاسن ،الذي اتسم بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي ،حيث اشتهر بتعليقاته في كل موقف يهم المصريين ، وكذلك كان يرد على تعليقات الكثير منهم بالكثير من المزاح الذي يعشقه أبناء المحروسة. لكن على ما يبدو أن آدامز ليس على نفس درجة النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بكاسن فهو لم يغير المسمى الوظيفي الخاص به على" تويتر" بعد الاعلان عن منصبه الجديد، بينما كانت آخر تغريدة له في الرابع من أغسطس عام 2017، ويتابع آدامز 202 حساب فقط، ويتابعه 1016 ،كما غرد فقط 507 تغريدة , واللافت أن آدامز شديد الاهتمام بكرة القدم ولاسيما منتخب بلاده, ويبدو أنه صديق مقرب للدبلوماسي البريطاني في هولندا نيك هيث حيث شارك معه العديد من التغريدات. والسؤال الآن هل سيغير آدامز من طباعه ليكون أكثر اجتماعية وتواصل مع الشعب المصري مثل جون كاسن؟ ، الذي أصبح الدبلوماسي الأكثر شعبية بفضل اهتمامه بالرد على تساؤلات المصريين ليبني جسرا معهم يسهل عليه مهمة التواصل معهم، أم سيكتفى السفير البريطاني الجديد بالقيام بالدور الدبلوماسي الجامد الذي يتوقف عند حد المقابلات والفعاليات الرسمية والسياسية. وبالبحث عن آدامز ليس هناك الكثير ممن تحدثوا عن صفاته الشخصية كما يبدو أنه شديد الدبلوماسية في التعبير عن آرائه ليس فقط حيال مواقف بلاده المختلفة ،بل أيضا حيال القضايا المختلفة لاسيما في الشرق الأوسط حيث يعد إلى جانب كونه دبلوماسيا فهو خبير في شئون دول الشرق الأوسط والدول الإسلامية ،بحكم دراسته وخبرته المتراكمة في هذه المنطقة. في يناير الماضي استضافته أحد الأندية الدبلوماسية في أوروبا ليلقي محاضرة حول الأوضاع في الشرق الأوسط، ووفقا لتعليق النادي على محاضرته فإنه كان متواضعا حيث وصف تجاربه العملية بالمحدودة وطلب من الجمهور مشاركته بآرائهم في المحاضرة. وأثناء المحاضرة رأى "آدامز" أن الصدامات بين النظام الإيراني وشعبه تنم عن تقدم كبير وتطور في الأفكار لدى الشباب، الذي لم يعد ينساق وراء نظام الملالي،وتوقع أن يحدث المزيد من الصدامات في المستقبل , كما تحدث آدامز عن مستقبل مشاركة بلاده في منطقة الشرق الأوسط ،حيث اعتبر أن المملكة المتحدة تعمل على المدى البعيد لمساعدة شعوب المنطقة وفقا لرأيه. تلقى آدامز تعليمه في كلية إيتون ، ودرس التاريخ الإسلامي وسياسات الشرق الأوسط في أكسفورد ، وفي عام 1979 انضم إلى المدرسة الدبلوماسية البريطانية. ويعد آدامز واحدا من كبار المحاضرين الفخريين في معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت آندروز. حصل على وسام سانت مايكل وسانت جورج في عام 2003، كما أنه كان عضوا شرفيا في مستشفى القديس يوحنا في القدس في عام 2006، وحصل على لقب فارس قائد في عام 2008.