د. منى مصطفى الهرميل: وحدات علاج اليوم الواحد في مستشفى سرطان الأطفال مصر تستقبل 5 آلاف مريض شهريا

تستقبل عيادات العلاج الخارجي في مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، الآلاف من الأطفال مرضى السرطان لتلقي العلاج بشكل منتظم، كل منهم حسب بروتوكول العلاج المحدد له سلفا، وهي بمثابة "الدينامو" الذي يلجأ إليه هؤلاء الأطفال بعد الجراحات لتلقي العلاج الكيماوي، أو في حالات الانتظار قبل الحجز الداخلي في حالة عدم وجود أماكن شاغرة، وتقوم بعدة أدوار لصالح الأطفال، وبشكل تكاملي ومتواصل.
د. منى مصطفى الهرميل، مدير العلاج الكيميائي بوحدات علاج اليوم الواحد "Day care" ، أكدت على أن وحدات علاج اليوم الواحد في مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 عددهم 3 وحدات، الأولى هي وحدة العلاج الكيميائي بالطابق الأول بالمستشفى، وتتكون من 54 كرسي مجهز لتلقي الأطفال العلاج عليه، بحيث يكون مريح للطفل ولا يسبب له قلق أثناء تلقى الجرعات، وتستقبل حوالي 5 آلاف مريض شهريا، وتعمل 24 ساعة يوميا ولمدة 7 أيام أسبوعيا، وبكامل طاقتها.
وفي هذه الوحدة، يقسم العلاج الكيميائي إلى 3 أنواع، هي علاج قصير يتراوح بين دقيقة واحدة و 30 دقيقة، ومتوسط بين 30 دقيقة و 5 ساعات، وطويل يتراوح بين 5 و 24 ساعة، والفرق بين الثلاث هي بروتوكولات العلاج العالمية، والتي تختلف من طفل إلى آخر حسب ظروفه الصحية وطبيعة المريض ومدى استجابة العلاج، ويتردد على هذه الوحدة الأطفال مرضى السرطان من سن شهر إلى 18 سنة.
وتوجد بعض الأورام السرطانية التي يتم علاجها بالكامل في القسم الخارجي، ولا تحتاج الحجز الداخلي، وهو ما تتحمله وحدة العلاج الكيميائي بالكامل، حيث تعمل سياسة 57357 على قبول كل الحالات التي يتم علاجها بالقسم الخارجي للعلاج الكيميائي، وذلك مثل بعض سرطانات الغدد الليمفاوية، وسرطان الكلى.
وهناك خلية بشرية كاملة تعمل في هذه الوحدة، بين أطباء، وصيادلة إكلينيكية، وتمريض، وفنيين أجهزة طبية، ومساعدين تمريض، وخدمات معاونة، وسكرتارية طبية، لتقديم أفضل خدمة طبية للأطفال على مدار اليوم.
ويمر الطفل برحلة قصيرة جدا من الإجراءات والفحوصات بحيث لا تستغرق يوما واحدا فقط، وهو ما لا يحدث في أرقى مستشفيات العالم التخصصية في الأورام، حيث يتم في هذا اليوم العرض على الاستشاري، وعمل التحاليل والفحوصات، وتحديد جرعات الكيميائي، ومراجعتها، ثم إعطاء المريض الجرعة المطلوبة له، ويتكرر ذلك في كل مرة يتردد فيها الطفل على المستشفى لتلقي العلاج الكيميائي، وتختلف الفترة بين كل جرعة وما يليها حسب بروتوكول العلاج لكل مريض، فهناك حالة تتردد على المستشفى أسبوعيا، وأخرى كل 3 أسابيع.
ومن الإجراءات التي تميز مستشفى 57373 في مراجعة جرعات الكيماوي، هي المرور ب 7 مراحل للدقة وضمان عدم تلقي المريض أي جرعات بنسب خاطئة لا تتناسب مع حالته، وهذه الخطوات هي مراجعتها من خلال الاستشاري المباشر للحالة، ثم الصيدلة الإكلينيكية بكل من العيادات، ومراجعة الملفات، والتحضير، ومراجعة المنتج، ووحدات علاج اليوم الواحد، والتمريض، ويكون هناك 2 من التمريض يباشرون مراجعة وإعطاء الأطفال الجرعات في المرحلة النهائية.
ومن المهام الأساسية التي يقوم بها الصيدلي الإكلينيكي في وحدة علاج اليوم الواحد، هي الإشراف على التمريض في مرحلة إعطاء المريض العلاج الكيميائي، لضمان تناول الطفل المعدل العلاجي المحدد له في الوقت المناسب، إضافة إلى توعية أهالي المرضى بالأعراض الجانبية لتلقي العلاج الكيميائي، وكيفية التعامل معها في أي وقت، وضرورة توقف بعض العلاجات التي تحدث آثار جانبية سلبية بعد تفاعلها مع العلاج الكيميائي.
وقالت د. منى الهرميل، بأن الوحدة الثانية في قسم العلاج الخارجي بمستشفى 57357، هي وحدة إعطاء "الميثوتركسات" وسميت باسم المادة الفعالة للعلاج الكيماوي الذي يتعاطاه الأطفال مرضى سرطان الدم المعروف باللوكيميا.
وهذه الوحدة أنشأت من الأساس لتقليل قوائم الانتظار لهؤلاء المرضى، وتتكون من 12 كرسي مخصص لتلقي العلاج عليه، وتعالج 80 حالة شهريا في المتوسط من قوائم الانتظار الداخلي، بواقع 12 ساعة متصلة في المتوسط للطفل الواحد.
وتقوم بنفس المهام التي تطبق في القسم الداخلي لمتابعة الحالات، مثل قياس نسبة المادة الفعالة "الميثوتركسات" في الدم يوميا، لتخفيف حدة الأعراض الجانبية السلبية لهذا العلاج، وقياس كمية السوائل التي يتناولها الجسم يوميا، والكمية المفقودة منها عن طريق البول، مما يعطي مؤشر دقيق لكفاءة الكلى، نظرا لأن هذا العلاج قد يؤثر سلبا على أداء الكلى.
أما الوحدة الثالثة، فتقبع في الطابق الثالث من المستشفى، وتتكون من 17 كرسي لتلقي المريض المضادات الحيوية عليه، وكذلك الدم ومشتقاته، وذلك للمرضى الخارجي الذين يتلقون العلاج في الوحدة لمدة تتراوح بين ساعة و 4 ساعات، وكذلك هي بمثابة امتداد لقسم الطوارئ في حالة وجود مرضى من المتابعين بالمستشفى في حاجة إلى الحجز الفوري بينما لا يوجد أسرة لاستقبالهم في القسم الداخل، وذلك بشكل مؤقت يتلقون فيه العلاج اللازم لحين توفير سرير للمريض.
وتستقبل هذه الوحدة 3 آلاف حالة شهريا، ويقدم فيها الخدمة الطبية نفس الأطقم العاملة في وحدات علاج اليوم الواحد.