هوى الريال الإيراني 5% مسجلا أدنى مستوى على الإطلاق مقابل الدولار الأميركي، مما يشير إلى أن الجهود الحكومية الجديدة لتحقيق استقرار العملة ربما تكون قد أتت بنتائج عكسية. وقال موقع "مظنه" الالكتروني لأسعار العملة إن سعر الريال بلغ 26500 مقابل الدولار في السوق الحرة الثلاثاء مقارنةب 25200 عند الاغلاق الاثنين. وخسرت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها في العام الماضي بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية على القطاع المصرفي وصادرات النفط الإيرانية، والتي تهدف لاجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي. وهرع الإيرانيون إلى تجار عملة غير رسميين لتحويل مدخراتهم إلى عملة صعبة مما أدى لتسارع هبوط الريال. وجاء هبوط سعر العملة الثلاثاء عقب إطلاق الحكومة لمركز يزود مستوردي بعض السلع الأساسية بالدولار بسعر يقل نحو 2% عن سعر السوق الحرة، وبلغ السعر المعلن في المركز اللثلاثاء 23620 ريالا للدولار. وقال مسؤولون إنهم سيستخدمون عوائد مبيعات إيران من النفط والبتروكيماويات لتزويد المركز بالعملة الصعبة، وهو ما من شأنه أن يقلل الضغط النزولي على الريال مع تلبية طلب المستوردين على العملة الصعبة. غير أن الخطة أتت فيما يبدو بنتائج عكسية لأنه يتعين حاليا على معظم مستوردي السلع الأساسية شراء الدولار من المركز بسعر يقترب من سعر السوق الحرة ومرتبط بتحركاته المتقلبة. وتعلن الحكومة سعرا "مرجعيا" رسميا يبلغ 12 ألفا و260 ريالا للدولار لكن المبالغ المتاحة به من العملة الصعبة محدودة. وتهاوت مبيعات إيران من النفط، المصدر الرئيسي للعملة الصعبة هذا العام بسبب العقوبات. واتهم مشرعون البنك المركزي في وقت سابق هذا الشهر بعدم ضخ ما يكفي من الدولارات في السوق مما ساهم في مزيد من التراجع للريال. ويبدو أن مركز الصرافة سيحل محل خطة سابقة لإقامة سوق لتداول العملة وهو المقترح الذي انتقده القطاع الخاص بشدة قائلا إن البرنامج سيستحدث ببساطة سعرا جديدا للريال ويجلب مزيدا من الارتباك للاقتصاد.