من بين شركات السلاح العالمية التي تتسابق على الفوز بأكبر نصيب من كعكة المشتريات في منطقة الشرق الأوسط، تظهر شركة لوكهيد مارتن الأمريكية التي وضعت قدمها بقوة خلال السنوات الماضية كأكبر مورد للأسلحة الحديثة والمتطورة في المنطقة، خاصة في ظل الصراعات العسكرية التي تشهدها مناطق عربية عديدة وكذلك الحرب على الإرهاب في عدد من الدول. من هذا المنطلق جاء اللقاء الذي جمع سامح شكري وزير الخارجية المصرية ومارلين هيوسن رئيسة مجلس إدارة شركة "لوكهيد مارتن" المنتجة للطائرات F16 العسكرية وذلك على هامش مشاركته فى مؤتمر ميونيخ للأمن. وقد أكدت رئيسة مجلس إدارة الشركة خلال اللقاء على الاهتمام الكبير التى توليه شركة "لوكهيد مارتن" لاستمرار وتعزيز التعاون بينها وبين مصر، واهتماما بتلبية احتياجات الحكومة المصرية بشكل دائم، في حين أعرب وزير الخارجية عن تقدير مصر للعلاقة الممتدة والتاريخية التى ربطت بين الحكومة المصرية والشركة من خلال توفير احتياجاتها، واهتمام مصر بالحفاظ على مستوى العلاقة والتعاون مع الشركة. ونظراً للدور الذي تلعبه الشركة في المنطقة في ظل الصراعات العسكرية التي تشهدها المنطقة وكذلك الحرب على الإرهاب التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، ب"هيوستن"، أثناء زيارته لواشنطن في إبريل العام الماضي. وتعد شركة لوكهيد مارتن الأمريكية من أهم الشركات بالنسبة لمصر نظراً لاعتماد سلاح الجو المصري على طائرات إف 16 التي تبنيها والتي تعد من أهم المقاتلات في العالم. وتبلغ إجمالي إيرادات الشركة وفقا لآخر التقارير المالية 45.6 مليار دولار، وتعد مصر من أكبر عملاءها في المنطقة ومن هنا جاءت أهمية زيارة مارلين هيوسن للقاهرة منذ عدة أشهر التقت خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي أشاد بالتعاون القائم مع شركة لوكهيد مارتن منذ سنوات وقيامها بتزويد مصر بطائرات إف 16 ومستلزماتها، مؤكداً تطلعه لمواصلة التعاون فى إطار حرص مصر على تعزيز أمنها واستقرارها لاسيما فى ضوء التحديات الإقليمية الراهنة . وقد بدأت مصر في الحصول على مقاتلات إف 16 منذ عام 1982 , ولم تكتف الشركة بأنها تصنع واحدة من أهم المقاتلات الحربية في العالم حيث تطور طائرة حربية ذات سرعة فائقة، تفوق سرعة الصوت 6 أضعاف، وتستطيع أن تقطع 1236 كيلومترا في ساعة واحدة فقط. تعاون مع السعودية وعلى الجانب العربي التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في الرياض "هيوسن" حيث تم استعراض مجالات الشراكة الثنائية خاصة في الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى بحث فرص تعزيز التعاون بين الجانبين وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتقدر قيمة الشراكة الدفاعية التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع السعودية في الرياض في مايو 2017 نحو 110 مليارات دولار، وذكر آلان شينودا الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة لوكهيد مارتن السعودية في تصريحات صحفية سابقة أن حصة لوكهيد مارتن من هذه الشراكة تقدر بنحو 28 مليار دولار تغطي أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، والسفن الحربية، والطائرات التكتيكية، وتقنيات وبرامج الأجنحة الدوارة". وفي أكتوبر 2017 وافقت الحكومة الأمريكية وافقت على بيع السعودية منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ بقيمة 15 مليار دولار، حسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية، وسيكون شركتا لوكهيد مارتن وريثيون هما المتعاقدان الرئيسيان لنظام ثاد، وتعتبر منظومة الدفاع الجوي «ثاد» المضادة للصواريخ الباليستية والمتوسطة من أهم المنظومات الدفاعية في العالم، التي تستخدمها القوات الأميركية، لتكون السعودية من أوائل حلفاء أميركا التي تحصل على هذه المنظومة الدفاعية المهمة. وقال شينودا إن الصفقة التي عقدتها شركته خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية في شهر مايو 2016 تتجاوز مفهوم بيع الأسلحة إلى مفهوم الشراكة مع المملكة، حيث تشجع على إدراج عنصر نقل المعرفة. صفقات مع الإمارات ولم تكن الإمارات بعيدة عن صفقات الشركة الأمريكية ففي نوفمبر 2017 أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة مع شركة لوكهيد مارتن بقيمة ستة مليارات درهم (1.63 مليار دولار) لتحديث مقاتلات إف-16. وذكر المدير التنفيذي للجنة العسكرية والمتحدث باسم القوات المسلحة الإماراتية اللواء ركن طيار عبدالله السيد الهاشمي إن الصفقة تهدف إلى تحديث 80 مقاتلة من طراز إف-16. مجالات الشركة يذكر أن "لوكهيد مارتن" قامت بتطوير أول طائرة تستخدم تقنية التخفي من الرادار , التي دخلت الخدمة في سلاح الجو الأمريكي تحت اسم إف 117 نايت هوك.. وكانت تصنع العديد من الطائرات المدنية مثل لوكهيد إل-1011 تراى ستار ,وتقوم الشركة حاليا بتصنيع طائرة الجيل الخامس الأمريكية إف 22 رابتور كما فازت بعقد تصنيع مركبات الفضاء أورايون. ويقع مقر إدارة الشركة في مدينة بيثيسدا، وماريلاند في ولاية ماريلاند الأمريكية , وتأسست في مارس من عام 1995 عن طريق اتحاد شركة لوكهيد مع شركة مارتن ماريتا. وتعتبر حاليا أكبر شركات العالم على الإطلاق في مجال الصناعات العسكرية ، ففي عام 2009 شكلت مبيعاتها العسكرية 74% من مجمل المبيعات فى العالم ، وكانت 7.1% من مجموع مدفوعات البنتاجون لهذه الشركة حيث بلغت مبيعات الشركة لوزارة الدفاع الأمريكية في نفس العام 38.4 مليار دولار . وتعمل الشركة في أربع مجالات رئيسية هي الصناعات الجوية بنسبة 27% ، و الأنظمة الإلكترونية بنفس النسبة وتكنولوجيا المعلومات ومجال حلول الأعمال بنفس النسبة أيضا، وصناعات الفضاء بنسبة 19%. تنتج الشركة طائرات النقل العسكرية والطائرات المقاتلة وأنظمة الرادار والأقمار الصناعية والصواريخ بأنواعها المختلفة, منها صاروخ أرض جو وصاروخ قصير المدى وصاروخ باليستي بالإضافة للعديد من التجهيزات العسكرية المتقدمة . وأوضح رئيس قسم صناعة الطيران في لوكهيد مارتن، أورلاندو كارفالو، أن الشركة حققت تقدما كبيرا في المشروع، لكن لا تزال هناك أمور كثيرة ينبغي القيام بها ومن المتوقع أن تدخل الطائرة الجديدة، التي تحمل اسم "SR-72"، إلى نطاق الخدمة في 2030، وتقول الشركة إنها ستكون بأسعار معقولة وتأمل مديرة الشركة، مارلين هاوسن، أن تبلغ تكلفة الطائرة أقل من مليار دولار، على أن تكون مشابهة حجما لطائرة إف – 22. ومن المرجح أن يكون هناك طريقة مختلفة في إحراق الوقود، وضغط الهواء، للطائرة "SR-72" مقارنة بالطائرات العسكرية التقليدية