لاشك أن محمد صلاح أصبح أيقونة النصر للكرة المصرية خاصة بعد نجاحه فى قيادة منتخب الفراعنة إلى تحقيق حلم المصريين الذى طال انتظاره بالوصول إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018بالإضافة إلى نجاحاته المتتالية مع فريقه الجديد ليفربول الإنجليزى مما أثلج صدر كل مصري وجعله مصدرا للسعادة والفخر للمصريين بمختلف طوائفهم من رئيس الدولة إلي أبسط مواطن وليس أدل علي ذلك من الإشادة التى نالها من الرئيس السيسي خلال الاحتفال بالفريق عقب صعوده للمونديال وإذا كان ذلك شعور عامة المصريين فكيف يكون حال أبناء قريته الذي تربي بينهم وتحت أعينهم . "الموجز" قامت بجولة داخل قرية "نجريج"مسقط رأس محمد صلاح لتنقل بالكلمة والصورة مشاعر أبناء قريته حول قيادته للمنتخب للوصول إلى كأس العالم بعد غياب و نجاحه في عالم الاحتراف. فور وصول "الموجز" إلي القرية وعلم أهل القرية بمهمتنا الصحفية تسابقوا لتوصيلنا إلي منزل الحاج صلاح غالي والد نجمنا المحبوب وسط فرحة عارمة بمحمد وإنجازاته وعطائه المتواصل لوطنه وأبناء قريته على السواء. طرقنا أبواب المنزل وخرج لنا نصر شقسق محمد صلاح الصغير وهو صورة طبق الأصل منه وكأنهما توأم وبمجرد علمه بشخصيتنا الصحفية طلب منا عدم التصوير واستدعي الحاج صلاح الذي استقبلنا ورحب بنا إلا أنه أطلعنا علي رغبته بعدم الحوار أو قدرته علي التصوير أو التصريح بأي شيء للإعلام هو وجميع أفراد الأسرة بناء علي التعليمات المشددة من محمد واحترمنا رغبة الأسرة في عدم الحديث واكتفينا بتصوير البيت من الخارج وقمنا بجولة في القرية والتقينا بمجموعة من أصدقاء وأقارب النجم الكبير . وقال ماهر شيتة عمدة قرية نجريج أن محمد هو إبن بار بقريته ونحن سعداء جدا بنجاحه لأنه رفع قدر قريتنا و محمد تربى وترعرع فى كنف أفراد عائلته وسط أصدقائه فى الدراسة والجيران طوال أكثر من 18 سنة مرت من حياته،وهو يتصف بحسن الخلق والتدين ويحبه كافة أهالي القرية وقد فرحنا جدا بقرار بقرار اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية بإطلاق اسم محمد على مركز شباب نجريج تكريما له عقب الإنجاز الذي حققه بقيادة الفراعنة للتأهل لكأس العالم .ونشعر أن هذا أقل تكريم للاعب وقد علمنا من محمد إسماعيل وكيل وزارة الشباب بالغربية أن مركز الشباب سيشهد تطويرا شاملا خلال الفترة المقبلة سواء من تجديد لأرضية الاستاد الخاص بمركز الشباب وتجديد الصالات المختلفة بالأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية داخل مركز الشباب وكل هذا بلاشك سيستفيد منه شباب القرية وما كنا لنحصل عليه لولا وجود محمد وإخلاصه وحبه لبلده. كما أن المحافظ أطلق اسمه أيضا علي مدرسة نجريج الثانوية الصناعية وتم تغيير لافتة المدرسة لتحمل اسم محمد صلاح وهذا كله يجعله قدوة للشباب للإجتهاد وخدمة البلد. ومحمد يساعد القرية بكل إمكانياته حتى تستكمل كافة احتياجاتها الملحة ولا يتأخر أبدا فى خدمة الأهالى وقد قام صلاح بإنشاء معهد للفتيات ابتدائي وإعدادي وثانوي على قطعة أرض مساحتها 1500 متر 2 لخدمة فتيات القرية لتخفيف العبء عنهم وعن أسرهم حتى لا يتنقلون إلى قرى مجاورة للذهاب للمعاهد الأزهرية.كما يتولى دفع مرتبات شهرية لبعض فقراء القرية كما قام بتطوير مدرسته الابتدائية وإنشاء مسجد وملعب داخل المدرسة وقام بإنشاء وحدة إسعاف لخدمة أبناء القرية وهو مستعد دائما لفعل أى شيء يسعد أهل قريته ونحن جميعا نتمنى له دوام التوفيق وأن يقود مصر للإنتصارات فى كأس العالم. منتهى الصعوبة محمود بهنسي زميل العمر والدراسة للنجم وصديقه المقرب حتي اليوم حيث قال "أنا أعرف الكابتن محمد منذ أن كنا زملاء بالصف الثالث الإبتدائي وكنا زملاء في المدارس ومتنافسين في الملعب فقد كنا نلعب ضد بعضنا البعض باستمرار ولن يصدق الجميع أننا كنا نكسبه باستمرار ولكن للحقيقة فقد كان صلاح مميزا جدا ولذلك كنا نضعه في الفريق الضعيف وكان الحصول علي الكرة من بين أقدام محمد صلاح أمرا في منتهي الصعوبة ولهذا فقد كانت فرق الأعمار الأكبر منه بسنوات تحرص وتصر علي استدعائه للعب معهم. بُعد المسافة وأضاف محمود بهنسي أن صلاح كانت بدايته الكروية الحقيقية وهو في سن 13 عاما حينما ذهب إلي نادي مقاولون طنطا "عثماثون" ولكن مشواره داخل هذا النادي لم يستمر أكثر من أربعة أشهر فقط لا غير حتي شاهدته لجنة من قطاع الناشئين بنادي المقاولون العرب في إحدى المباريات وبمجرد مرور ربع ساعة فقط طلبوا من المدرب إستبداله وطلبوا منه الانضمام للنادي في القاهرة مباشرة ولم يكن قد تجاوز عامه 14 عاما. وقال محمد هاشم- من سكان القرية - إن "صلاح" خلوق وزميل فاضل ولم يكن طريقه سهلا أبدا فقد مر بالكثير من الصعوبات في بداية التحاقه وانضمامه لنادى "المقاولون العرب" بالقاهرة نتيجة لبعد المسافة والسفر بشكل مستمر إضافة لصغر سنه وقلة خبرته وقد أثر ذلك علي مستواه ولم يستقر ويؤدي أدائه العالي ويبدأ في التميز إلا حينما وفر له مسئولو النادي سكنا داخل النادي وكانت تلك نقطة الانطلاق الحقيقية ل"صلاح". ولم يكد صلاح يبلغ السادسة عشرة من عمره إلا وكان يلعب في جميع فرق الناشئين بالنادي حتي تم تصعيده للفريق الأول وكان صاحب الفضل في ذلك الكابتن محمد رضوان وقد كنا جميعا نسانده في مراحله الأولي ونشجعه ونطالبه بالصبر حتي يحقق ذاته . وأضاف هاشم ان صلاح يعتبر ثاني أصغر لاعب يلعب في الدوري الممتاز بعد أحمد فتحي لاعب الإسماعيلى والأهلى سابقا وقد شارك في موسم 2008 في الجولة 28 للدوري العام أمام نادي إنبي ونجح في تحقيق التعادل للمقاولون في تلك المباراة التى انتهت بتيجة 2\2. وأكد أن محمد يستشيرنا في مميزات وعيوب الفرق التي يلعب لها وفي خطواته الانتقالية من نادي لآخر ويستمر ذلك حتي الآن فهو يتصل بنا مرتين في الأسبوع وأحيانا أكثر. الكرة الخماسية وقال عبد الوهاب البنبي هناك مجموعة من الأصدقاء المقربين لمحمد صلاح في القرية ونحن علي تواصل دائم معه وفي كل زيارة يقوم بها محمد الي القرية يأتي ليلعب معنا الكرة الخماسية في مركز الشباب الذى أصبح يحمل اسمه الأن وقد استمر ذلك طوال فترة وجوده بنادي المقاولون العرب حتي بعد انضمامه لمنتخب مصر وحتي بعد احترافه في بازل السويسري حيث كان حريصا علي اللعب معنا إلا أننا منعناه من ذلك خوفا عليه من إصابته فنحن نعلم أن الأجانب لا يرحمون ولا نريد أن يلقى مصير عمرو زكي وغيره من النجوم الذين لا يلبثون أن يذهبوا محترفين ويتألقوا هناك حتي يعودوا مرة أخري. وأضاف بعد كل مباراة لمحمد صلاح نبعث له رسالة نعبر له فيها عن رأينا في أداءه حتي يطلبنا حينما يكون الوقت متاحا له. وقال احمد الأزرق إن محمد صلاح إنسان متواضع جدا ولم يتأثر بالشهرة أو تغير سلوكه وهو كعادته معنا منذ أن كنا صغارا ولهذا فإن الله يوفقه وأتوقع له مزيدا من التألق والنجاح. وأضاف أن تألق صلاح مع ليفربول بهذه السرعة كان مفاجأة سارة للجميع خاصة وان هذا النادي كان له الأولوية لدى صلاح منذ فترة . وتمني الأزرق أن يقود صلاح منتخب مصر لتحقيق انتصارات فى كأس العالم وأن يحقق أحد المراكز المتقدمه فى الدورى الإنجليزى مع ليفربول هذا الموسم. هوس وعيد تجولنا بصحبة أصدقاء محمد صلاح داخل القرية والتقينا عامر حمدي غالي صاحب كافتيريا البلد الذي قال إن قرية "نجريج" بها كافتيريتان منها هذه الكافتيريا ومعظم روادها من كبار السن والأخري معظم روادها من الشباب ولم نكن نهتم هنا بمتابعة مباريات الكرة بشكل كبير حتي ظهر محمد صلاح وبدأنا شيئا فشيئا نتابع مبارياته.. مشيرا إلى أن هذا الاهتمام أصبح هوسا بعد احتراف صلاح في الخارج فأصبحت كل مباراة له بمثابة عيد بالنسبة لنا والطرقات حول الكافتيريا تكون ممتلئة عن آخرها وقد أصبح هذا مصدر رزق لنا كما أصبح مصدر فخر كبير وحينما يفوز تعم الفرحة القرية بأكملها. وبالنسبة للحاج صلاح والد محمد فهو يشاهد المباريات بمنزله ويذهب الكثير من الأهالي لمشاهدة المباريات معه ويقوم الحاج صلاح بذبح عجلين عقب كل مباراة يحقق محمد فيها الفوز ويقوم بتوزيعها علي الفقراء من أهل القرية وهذا يسبب لهم سعادة كبيرة جدا لفقراء القرية. وقال يسري الجزار إن محمد ابن بار للقرية وعندما يزور القرية نشهد منه تواضعا كبيرا منه وأدبا زائدا عن الحد وقد اعتاد ألا يزور البلد بعربته وأن يتركها بالقاهرة أو بطنطا وعادة يصحبه والده وتكون حركته داخل القرية غالبا علي قدميه ويسعي للمبادرة بالسلام علي الجميع بتواضع جم . وأضاف أنه ليس هناك علامة علي تواضع صلاح أكثر من إصراره علي إقامة حفل زفافه داخل القرية في الملعب الخماسي لمركز الشباب بجوار مدرسته التي تربي وتعلم بها وهو إنسان أصيل فقد اتم زواجه بالإنسان التي إرتبط بها قبل شهرته ولم تغيره الشهرة كما غيرت الكثير من النجوم الذين يصيبهم مرض الغرور ويتنكروا لأصلهم بمجرد حصولهم علي قدر يسير من الشهرة والمال. وقال أحمد راضي الشريف الحلاق الذي إعتاد محمد صلاح قص شعره عنده إن محمد إنسان متواضع جداً ولم تغيره الشهرة أو النجومية والمال لأنه متربي وأصيل ولذلك فهو يحافظ على زيارة القرية باستمرار ويحرص على زيارته في محله في كل زيارة حتى لو لم يكن محتاجا إلى الحلاقة فهي محبة وصداقة قبل أي شيء آخر. وأضاف إن محمد ليس له طلبات معينة في حلاقة شعره فهو يجلس ويترك لي الحرية الكاملة لأقص شعره بالطريقة المناسبة وذلك كما كان يفعل دائماً. وأكد أن أهالي القرية يحرصون على مشاهدة محمد والدعاء له ويضعون عليه آمالاً كبيرة جداً في مساعدة القرية وشبابها على العمل وتحقيق مستقبل جيد وأن يكون في القرية أكثر من محمد صلاح فالمواهب هنا كثيرة ولكن ينقصها الفرصة والاهتمام.