وزير التعليم العالي يرأس اجتماع المجلس الأعلى لشئون المعاهد الخاصة    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    تنميه تفوز بجائزة "التميز في إدارة علاقات العملاء" خلال حفل جوائز التميز المصرفي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    وزير الصحة يبحث سبل تعزيز التعاون مع نظيريه بلاتفيا وأوكرانيا    رئيس الوزراء يستقبل رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية    بريطانيا: سنتخذ إجراءات إضافية ضد إسرائيل بشأن توسيع عمليتها بغزة ومنع إدخال المساعدات    سلوت عن إهدار صلاح: ظننته "خارقًا".. لكنه ذكرني بأنه بشر    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك بث مباشر اليوم في نصف نهائي دوري سوبر السلة    «سنطبق اللائحة».. رابطة الأندية تهدد بيراميدز بخصم 6 نقاط    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    الداخلية تكشف ملابسات فيديو استعراض سيارات بالشرقية وتضبط المتهمين    وزارة التعليم تكشف إجراءات التعاقد على وظائف المدارس المصرية اليابانية    ب«آلة حادة».. عامل ينهي حياة أمه في قنا    «التعريب وثقافة الهوية».. أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب    أحمد زايد: مكتبة الإسكندرية تخدم شرائح كبيرة من المواطنين وتعد مقصدا سياحيا وثقافيا    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة لتحسين حياة 300 مليون يعانون من الأمراض النادرة عالميا    بالصور.. يسرا وهدى المفتي من كواليس تصوير فيلم الست لما    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة التعبوى للمنطقة الغربية العسكرية    بالصور- رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    حملات مكبرة لغلق مغاسل السيارات المخالفة في الغردقة    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    باو فيكتور: لم أفكر في مستقبلي مع برشلونة.. وسأتخذ القرار المناسب    جمال العدل: عقوبة الأهلي بعد انسحابه مهزلة.. والدوري المصري أصبح أضحوكة    توريد 544 ألف طن من الذهب الأصفر لشون وصوامع محافظة الشرقية    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    الأرصاد: طقس غداً الأربعاء حار نهاراً معتدل ليلاً    عامل يشرع في قتل صاحب ورشة بسبب الخلاف على أجرة إصلاح موتوسيكل بسوهاج    وزير التعليم العالي: طفرة كبيرة بالمنظومة التعليمية في عهد السيسي    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    ذكرى رحيل سمير صبرى وسمير غانم فى كاريكاتير اليوم السابع    بإطلالة أنيقة.. ياسمين صبري تخطف الأنظار في أحدث ظهور    مهرجان كان يمنح دينزل واشنطن السعفة الذهبية بشكل مفاجئ |صور    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    الأزهر للفتوى يوضح حجم الحجر الأسود وفضل استلامه ومسحه    أندوريل تكشف عن طائرتها القتالية المسيّرة المتطورة «فيوري»    طريقة عمل القراقيش بالملبن بخطوات بسيطة    «مكافحة العدوى» بمستشفيات سوهاج الجامعية الثاني في ترصد الأمراض الوبائية    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: تصريحات يائير جولان إقرار واضح بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا    الجيش السوداني: نقترب من السيطرة الكاملة على الخرطوم    «السجيني» يطالب الحكومة بالاستماع إلى رؤية النواب حول ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات    قبل امتحانات آخر السنة 2025.. ما هو الاختيار الأفضل لتحلية الحليب لطفلك؟ (أبيض ولا أسود)    نقابة الفنانين السورية تنعي بطلة «باب الحارة»    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    أنطلاق فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز ويامسين صبري بدور العرض السينمائى    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    بعد تداول فيديو.. ضبط قائد سيارة حاول الاصطدام بسيدة على محور 30 يونيو    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمدة نجريج: "أحنا وراء صلاح في أي مكان..ومورينيو غلطان"

من قلب الريف المصري.. وتحديدا من قرية »نجريج«، التابعة لمحافظة الغربية، والتي تبعد 35 كيلومترا شمال مدينة طنطا، وهي القرية التي شهدت ولادة سفير الكرة المصرية في الملاعب الأوروبية، محمد صلاح المحترف في فيورنتينا الإيطالي.
وخلال فترة قصيرة لا تزيد عن ثلاث سنوات نجح محمد صلاح في إثبات وجوده وسط نجوم ومشاهير اللعبة وأصبح حديث عدد كبير من الصحف ووكالات الأنباء في ظل التألق وعناصر الإجادة والتشويق التي يقدمها خصوصا مع ناديه الحالي بعد تجربة وظهور سريع مع تشيلسي الإنجليزي.
انتقلنا إلى هذه البقعة الصغيرة من ريف مصر، لرصد رحلة اللاعب وبداياته وحتي الوصول تحت دوائر الضوء في أقوي الدوريات الأوروبية، وتصادف وصولنا مع وصول بعثة التليفزيون الإيطالي إلي القرية للحديث مع والده وأسرته والكشف عن جذور نشأته لكن الأسرة رفضت واضطر مندوب التليفزيون الإيطالي للتوجه إلي عمدة القرية الذي فشل في إقناع الأسرة.
ولعل الطريق إلي قرية صلاح قد يعكس حجم المعاناة التي مر بها هذا الفتي بداية من صعوبة التنقل من وإلي قريته للوصول إلي الاندية التي لعب لها سواء في محافظة الغربية أو عندما انتقل للعب في القاهرة مع نادي المقاولون العرب.
وفي البداية أكد المهندس ماهر شعيب، عمدة قرية «نجريج» مسقط رأس لاعب المنتخب الوطني ونادي فيرونتينا الإيطالي، أن محمد يتمتع بالأخلاق والاحترام والتواضع ورغم تطور مكانته ونجوميته إلا أن الجميع هناك لا يشعر بأي تغير طرأ علي شخصيته حيث لا يظهر تكبرا لأبناء قريته بل إنه يكون حريصا علي قضاء معظم فترة إجازته بين أصدقائه في القرية وبسيط في تعامله مع جميع أهالي القرية.
وعن بداياته مع الرياضة أكد «العمدة» أنه شاهد علي مهاراته منذ طفولته حيث لعب في دوري المدارس ضمن فريق القرية وساعده والده علي المواظبة علي لعب الكرة والحرص علي الحفاظ علي الموهبة التي أنعم الله عليه بها، وفي سن الرابعة عشرة التحق بنادي إتحاد بسيون، ثم انتقل بعدها بعام واحد للعب مع فريق «عثماثون» التابع لشركة المقاولون العرب بطنطا وقبل أن يكمل ثلاثة أشهر فقط وبفضل تمسكه بتحقيق أحلامه انتقل إلي نادي المقاولون العرب وتم تصعيده إلي الفريق الاول أثناء تولي الكابتن محمد رضوان والذي أشركه في مباراة المقاولون العرب وانبي، ليصبح أصغر لاعب يمثل المقاولون في مباراة رسمية ببطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، وهي النقلة التي شهدت بداية معرفة الوسط الرياضي بموهبته وقدراته والتي أهلته بعد ذلك بسنوات قليلة لاقتحام الملاعب الأوروبية من خلال نادي بازل السويسري ليخطو أولي خطواته نحو العالمية.
وعلي الرغم من معاناته في السفر والتنقل من قريته إلي طنطا أو القاهرة إلا أن الفرعون المصري الصغير كان متفوقا في الدراسة وحصل في الشهادة الاعدادية علي مجموع يؤهله لدخول المرحلة الثانوية، إلا أنه فضل التعليم الفني حتي لا يشتت ذهنه ويقضي علي أحلامه الرياضية بسبب حبه لكرة القدم وإعطائها اهتمامه الأول، ولكنه لم يهمل دراسته نهائيا ونجح في التدرج في سنواته الدراسية وصولا إلي الجامعة حيث ينتسب حاليا في «كلية تجارة» فرع التعليم المفتوح.
ووسط انشغاله بمستقبله الرياضي لم ينس محمد صلاح أهل قريته والقري المجاورة ويحرص دائما علي التبرع لإقامة المشروعات والأعمال الخيرية رغم أنه يرفض تماما الإفصاح عن ذلك أو الاعلان عنها في وسائل الإعلام، وهناك حالات إنسانيه يساعدها ماديا كما ساهم في انشاء وحدة غسيل كلوي وأخري تنفس صناعي.
ولأنه شخص ملتزم في حياته منذ نعومة أظافره حيث يحرص علي أداء جميع الفروض الدينية وفضل الزواج مبكرا من إبنة قريته وزميلته في المرحلة الدراسية «الإعدادية» من أجل الاستقرار مبكرا والبعد عن الشائعات التي قد تردد حوله بسبب نجوميته، ودائما ما يتواصل مع أصدقائه في القرية تليفونيا أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأنه حريص علي أن يبقي مرتبطا بجذوره في القرية رغم آلاف الأميال التي تفصله عنها وهو في أوروبا.
وعند رصد رحلة صلاح اكتشفنا حالة غريبة حيث تعد قرية نجريج تكملة للمثلث الذهبي للاعبين الدوليين الذين مثلوا مصر في صفوف المنتخب الوطني حيث تقع القرية علي حدود قرية الشين مسقط رأس صخرة دفاع الأهلي ومنتخب مصر المعتزل وائل جمعة، كما أنها لا تبعد أكثر من ثلاثة كيلو مترات عن قرية « شبراتا» مسقط رأس الظهير الأيمن لمصر والمحترف حاليا في صفوف هال سيتي الإنجليزي أحمد المحمدي.
وبعد انتقال صلاح في مطلع فبراير الماضي إلي صفوف فيرونتينا تحول اهتمام أهل القرية بالدوري الإيطالي وتشهد الأيام التي يلعب فيها « فيورنتينا » مبارياته استعدادات خاصة حيث يتوافد معظم الأهالي من جميع الأعمار علي مقاهي القرية قبل بدء المباراة بساعات لحجز الأماكن، كما أطلق البعض حملة لتغيير إسم ملعب القرية من « تشيلسي « إلي « فيورنتينا « خصوصا بعد انتقال اللاعب علي سبيل الإعارة مطلع العام الحالي من النادي الإنجليزي إلي النادي الإيطالي.
اللعب للشياطين.
وأكد «شعيب» أن محمد منذ صغره يعشق نادي «مانشيستر يونايتد الإنجليزي» وكان يحلم باللعب في صفوفه في يوم من الأيام ، ويري أبناء القرية أن محمد كان قريبا من تحقيق حلمه بعد أن انتقل للعب في الدوري الإنجليزي إلا أن البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي لم يقدر موهبة محمد الكروية وجاءت موافقة صلاح علي انتقاله إلي نادي فيورنتينا في هذا التوقيت قرارا صائبا حتي لا يبقي حبيسا علي دكة الاحتياطيين.. واحنا معاه في أي مكان، خصوصا بعدما عرف العالم كله أن مورينيو غلطان في حقه.
القاهرة - نجريج رايح جاي
وأشار «شعيب» إلي أن محمد صلاح نشأ في أسرة بسيطة حيث يعمل والده موظفا بإدارة الوحدة الصحية في بسيون ووالدته موظفة بالوحدة الصحية بالقرية، وله شقيقة كبري «رباب « متزوجة ومقيمة في السعودية وشقيق أصغر «ناصر» في الفرقة الأولي بكلية تجارة طنطا وكان محمد حريصا علي السفر يوميا إلي القاهرة ثم العودة إلي منزله بالقرية في منتصف الليل خلال فترة لعبه مع فرق الناشئين بنادي المقاولون العرب قبل أن يضطر للإقامة بفندق المقاولون العرب بعد تصعيده للفريق الأول.
كشف عمدة القرية عن سبب رفض أسرة محمد صلاح الظهور في وسائل الإعلام مؤكدا أن هذا الموقف جاء ردا علي قيام أحد الإعلاميين بالتهكم علي إسم القرية « نجريج» وذكرها بشيء من السخرية، ما أثار غضب محمد واستياءه وطلب من والده عدم الظهور في وسائل الإعلام وكان سببا في نقل حفل زفافه من إحدي قاعات الغربية إلي قاعة بالدفاع الجوي وذلك بعد أن علم بوجود إعلاميين سيحضرون حفل الزفاف وقاموا بتوزيع «كارت الزفاف» قبل الموعد بيومين.
وأكد ناصر، الشقيق الأصغر لمحمد أنه علي تواصل مع شقيقه بشكل يومي، رافضا التحدث عن شقيقه، وأنه يمارس الرياضة وهو أحد لاعبي فريق شباب قرية نجريج ويلعب في مركز الدفاع لافتا أن والده منعه من التحدث في وسائل الإعلام عن شقيقه.
وأضاف محمود البنا، أقرب أصدقاء محمد صلاح، أن محمد صديق طفولة ودراسة وخلال فترات إجازاته عندما كان يلعب مع نادي بازل السويسري، كان دائما يتوجه معه إلي كلية التجارة بطنطا، حيث كانت خطيبته تدرس بنفس الكلية، وعندما رفض الأمن دخوله حصل علي كارنيه صديقه للدخول به وعندما اكتشف أفراد الأمن الواقعة رفضوا السماح له بالدخول، مما دفعه لتسلق السور والدخول من أجل رؤية خطيبته، لافتا إلي أن محمد شديد الحياء ويرفض استخدام شهرته في التعامل مع الآخرين، وهو ما يدفعه لعدم الإفصاح عن شخصيته حتي لا يعتقد البعض أنه يستغل ذلك للسماح له بالدخول وقام بتسلق سور الكلية.
«التزويغ» للعب
وأضاف «البنا» أن محمد صلاح في إحدي إجازاته وأثناء تواجده بفريق بازل السويسري أحضر معه «صاعقا كهربائيا» ليستخدمه في الدعابة والتهريج مع زملائه، مما يؤكد خفة روحه والتواضع وحبه لأصدقائه وحرصه علي استمرار العلاقة بينهم، وكان يفاجئ أصدقاءه بدعاباته. مشيرا إلي أن محمد يعشق لعبة كرة القدم منذ صغره وكان يترك الدراسة من أجل ممارسة كرة القدم، وتذكر أحد المواقف الطريفة عندما كان يطلب منه أحيانا خلال فترة دراستهما معا بالمرحلة الإعدادية أن يبلغ مدرس الفصل بأن أحد المدرسين بالمدرسة يريد رؤية محمد حتي يتمكن من الخروج من الفصل والذهاب للعب كرة القدم وكانت الفرق الكبري بالقرية تسعي إلي ضمه معها.
سر سرعته
واستكمل «البنا» حديثه بقوله إن صديقه «محمد» واجه صعوبات كثيرة كانت سببا في عزوف عدد كبير من المواهب عن استكمال مشوارها مع اللعبة، ولكن لأن صلاح يتمتع بعزيمة قوية فقد كان حريصا علي تخطي كل هذه الصعاب والاستمرار في طريقه الناجح وكان حريصا كل يوم وعقب صلاة الفجر بالجري حول القرية من أجل تنمية لياقته البدنية والحفاظ علي سرعته التي تميزه حتي الآن عن باقي زملائه.
من قلب الريف المصري.. وتحديدا من قرية »نجريج«، التابعة لمحافظة الغربية، والتي تبعد 35 كيلومترا شمال مدينة طنطا، وهي القرية التي شهدت ولادة سفير الكرة المصرية في الملاعب الأوروبية، محمد صلاح المحترف في فيورنتينا الإيطالي.
وخلال فترة قصيرة لا تزيد عن ثلاث سنوات نجح محمد صلاح في إثبات وجوده وسط نجوم ومشاهير اللعبة وأصبح حديث عدد كبير من الصحف ووكالات الأنباء في ظل التألق وعناصر الإجادة والتشويق التي يقدمها خصوصا مع ناديه الحالي بعد تجربة وظهور سريع مع تشيلسي الإنجليزي.
انتقلنا إلى هذه البقعة الصغيرة من ريف مصر، لرصد رحلة اللاعب وبداياته وحتي الوصول تحت دوائر الضوء في أقوي الدوريات الأوروبية، وتصادف وصولنا مع وصول بعثة التليفزيون الإيطالي إلي القرية للحديث مع والده وأسرته والكشف عن جذور نشأته لكن الأسرة رفضت واضطر مندوب التليفزيون الإيطالي للتوجه إلي عمدة القرية الذي فشل في إقناع الأسرة.
ولعل الطريق إلي قرية صلاح قد يعكس حجم المعاناة التي مر بها هذا الفتي بداية من صعوبة التنقل من وإلي قريته للوصول إلي الاندية التي لعب لها سواء في محافظة الغربية أو عندما انتقل للعب في القاهرة مع نادي المقاولون العرب.
وفي البداية أكد المهندس ماهر شعيب، عمدة قرية «نجريج» مسقط رأس لاعب المنتخب الوطني ونادي فيرونتينا الإيطالي، أن محمد يتمتع بالأخلاق والاحترام والتواضع ورغم تطور مكانته ونجوميته إلا أن الجميع هناك لا يشعر بأي تغير طرأ علي شخصيته حيث لا يظهر تكبرا لأبناء قريته بل إنه يكون حريصا علي قضاء معظم فترة إجازته بين أصدقائه في القرية وبسيط في تعامله مع جميع أهالي القرية.
وعن بداياته مع الرياضة أكد «العمدة» أنه شاهد علي مهاراته منذ طفولته حيث لعب في دوري المدارس ضمن فريق القرية وساعده والده علي المواظبة علي لعب الكرة والحرص علي الحفاظ علي الموهبة التي أنعم الله عليه بها، وفي سن الرابعة عشرة التحق بنادي إتحاد بسيون، ثم انتقل بعدها بعام واحد للعب مع فريق «عثماثون» التابع لشركة المقاولون العرب بطنطا وقبل أن يكمل ثلاثة أشهر فقط وبفضل تمسكه بتحقيق أحلامه انتقل إلي نادي المقاولون العرب وتم تصعيده إلي الفريق الاول أثناء تولي الكابتن محمد رضوان والذي أشركه في مباراة المقاولون العرب وانبي، ليصبح أصغر لاعب يمثل المقاولون في مباراة رسمية ببطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، وهي النقلة التي شهدت بداية معرفة الوسط الرياضي بموهبته وقدراته والتي أهلته بعد ذلك بسنوات قليلة لاقتحام الملاعب الأوروبية من خلال نادي بازل السويسري ليخطو أولي خطواته نحو العالمية.
وعلي الرغم من معاناته في السفر والتنقل من قريته إلي طنطا أو القاهرة إلا أن الفرعون المصري الصغير كان متفوقا في الدراسة وحصل في الشهادة الاعدادية علي مجموع يؤهله لدخول المرحلة الثانوية، إلا أنه فضل التعليم الفني حتي لا يشتت ذهنه ويقضي علي أحلامه الرياضية بسبب حبه لكرة القدم وإعطائها اهتمامه الأول، ولكنه لم يهمل دراسته نهائيا ونجح في التدرج في سنواته الدراسية وصولا إلي الجامعة حيث ينتسب حاليا في «كلية تجارة» فرع التعليم المفتوح.
ووسط انشغاله بمستقبله الرياضي لم ينس محمد صلاح أهل قريته والقري المجاورة ويحرص دائما علي التبرع لإقامة المشروعات والأعمال الخيرية رغم أنه يرفض تماما الإفصاح عن ذلك أو الاعلان عنها في وسائل الإعلام، وهناك حالات إنسانيه يساعدها ماديا كما ساهم في انشاء وحدة غسيل كلوي وأخري تنفس صناعي.
ولأنه شخص ملتزم في حياته منذ نعومة أظافره حيث يحرص علي أداء جميع الفروض الدينية وفضل الزواج مبكرا من إبنة قريته وزميلته في المرحلة الدراسية «الإعدادية» من أجل الاستقرار مبكرا والبعد عن الشائعات التي قد تردد حوله بسبب نجوميته، ودائما ما يتواصل مع أصدقائه في القرية تليفونيا أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأنه حريص علي أن يبقي مرتبطا بجذوره في القرية رغم آلاف الأميال التي تفصله عنها وهو في أوروبا.
وعند رصد رحلة صلاح اكتشفنا حالة غريبة حيث تعد قرية نجريج تكملة للمثلث الذهبي للاعبين الدوليين الذين مثلوا مصر في صفوف المنتخب الوطني حيث تقع القرية علي حدود قرية الشين مسقط رأس صخرة دفاع الأهلي ومنتخب مصر المعتزل وائل جمعة، كما أنها لا تبعد أكثر من ثلاثة كيلو مترات عن قرية « شبراتا» مسقط رأس الظهير الأيمن لمصر والمحترف حاليا في صفوف هال سيتي الإنجليزي أحمد المحمدي.
وبعد انتقال صلاح في مطلع فبراير الماضي إلي صفوف فيرونتينا تحول اهتمام أهل القرية بالدوري الإيطالي وتشهد الأيام التي يلعب فيها « فيورنتينا » مبارياته استعدادات خاصة حيث يتوافد معظم الأهالي من جميع الأعمار علي مقاهي القرية قبل بدء المباراة بساعات لحجز الأماكن، كما أطلق البعض حملة لتغيير إسم ملعب القرية من « تشيلسي « إلي « فيورنتينا « خصوصا بعد انتقال اللاعب علي سبيل الإعارة مطلع العام الحالي من النادي الإنجليزي إلي النادي الإيطالي.
اللعب للشياطين.
وأكد «شعيب» أن محمد منذ صغره يعشق نادي «مانشيستر يونايتد الإنجليزي» وكان يحلم باللعب في صفوفه في يوم من الأيام ، ويري أبناء القرية أن محمد كان قريبا من تحقيق حلمه بعد أن انتقل للعب في الدوري الإنجليزي إلا أن البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي لم يقدر موهبة محمد الكروية وجاءت موافقة صلاح علي انتقاله إلي نادي فيورنتينا في هذا التوقيت قرارا صائبا حتي لا يبقي حبيسا علي دكة الاحتياطيين.. واحنا معاه في أي مكان، خصوصا بعدما عرف العالم كله أن مورينيو غلطان في حقه.
القاهرة - نجريج رايح جاي
وأشار «شعيب» إلي أن محمد صلاح نشأ في أسرة بسيطة حيث يعمل والده موظفا بإدارة الوحدة الصحية في بسيون ووالدته موظفة بالوحدة الصحية بالقرية، وله شقيقة كبري «رباب « متزوجة ومقيمة في السعودية وشقيق أصغر «ناصر» في الفرقة الأولي بكلية تجارة طنطا وكان محمد حريصا علي السفر يوميا إلي القاهرة ثم العودة إلي منزله بالقرية في منتصف الليل خلال فترة لعبه مع فرق الناشئين بنادي المقاولون العرب قبل أن يضطر للإقامة بفندق المقاولون العرب بعد تصعيده للفريق الأول.
كشف عمدة القرية عن سبب رفض أسرة محمد صلاح الظهور في وسائل الإعلام مؤكدا أن هذا الموقف جاء ردا علي قيام أحد الإعلاميين بالتهكم علي إسم القرية « نجريج» وذكرها بشيء من السخرية، ما أثار غضب محمد واستياءه وطلب من والده عدم الظهور في وسائل الإعلام وكان سببا في نقل حفل زفافه من إحدي قاعات الغربية إلي قاعة بالدفاع الجوي وذلك بعد أن علم بوجود إعلاميين سيحضرون حفل الزفاف وقاموا بتوزيع «كارت الزفاف» قبل الموعد بيومين.
وأكد ناصر، الشقيق الأصغر لمحمد أنه علي تواصل مع شقيقه بشكل يومي، رافضا التحدث عن شقيقه، وأنه يمارس الرياضة وهو أحد لاعبي فريق شباب قرية نجريج ويلعب في مركز الدفاع لافتا أن والده منعه من التحدث في وسائل الإعلام عن شقيقه.
وأضاف محمود البنا، أقرب أصدقاء محمد صلاح، أن محمد صديق طفولة ودراسة وخلال فترات إجازاته عندما كان يلعب مع نادي بازل السويسري، كان دائما يتوجه معه إلي كلية التجارة بطنطا، حيث كانت خطيبته تدرس بنفس الكلية، وعندما رفض الأمن دخوله حصل علي كارنيه صديقه للدخول به وعندما اكتشف أفراد الأمن الواقعة رفضوا السماح له بالدخول، مما دفعه لتسلق السور والدخول من أجل رؤية خطيبته، لافتا إلي أن محمد شديد الحياء ويرفض استخدام شهرته في التعامل مع الآخرين، وهو ما يدفعه لعدم الإفصاح عن شخصيته حتي لا يعتقد البعض أنه يستغل ذلك للسماح له بالدخول وقام بتسلق سور الكلية.
«التزويغ» للعب
وأضاف «البنا» أن محمد صلاح في إحدي إجازاته وأثناء تواجده بفريق بازل السويسري أحضر معه «صاعقا كهربائيا» ليستخدمه في الدعابة والتهريج مع زملائه، مما يؤكد خفة روحه والتواضع وحبه لأصدقائه وحرصه علي استمرار العلاقة بينهم، وكان يفاجئ أصدقاءه بدعاباته. مشيرا إلي أن محمد يعشق لعبة كرة القدم منذ صغره وكان يترك الدراسة من أجل ممارسة كرة القدم، وتذكر أحد المواقف الطريفة عندما كان يطلب منه أحيانا خلال فترة دراستهما معا بالمرحلة الإعدادية أن يبلغ مدرس الفصل بأن أحد المدرسين بالمدرسة يريد رؤية محمد حتي يتمكن من الخروج من الفصل والذهاب للعب كرة القدم وكانت الفرق الكبري بالقرية تسعي إلي ضمه معها.
سر سرعته
واستكمل «البنا» حديثه بقوله إن صديقه «محمد» واجه صعوبات كثيرة كانت سببا في عزوف عدد كبير من المواهب عن استكمال مشوارها مع اللعبة، ولكن لأن صلاح يتمتع بعزيمة قوية فقد كان حريصا علي تخطي كل هذه الصعاب والاستمرار في طريقه الناجح وكان حريصا كل يوم وعقب صلاة الفجر بالجري حول القرية من أجل تنمية لياقته البدنية والحفاظ علي سرعته التي تميزه حتي الآن عن باقي زملائه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.