مصادر: أساتذة جامعة الأزهر يطالبون الرئيس بإجبار شيخ الأزهر على التخلص من مراكز القوى عباس شومان.. ابتعد عن التدخل في الأزمة حتى يكسب ود الشيخ ومعارضيه في الوقت ذاته محمد سليماني.. اتهامات "الأخونة" تطارده.. والجزائريون يعتبرونه من أهم أسباب العشرية السوداء محمد عبدالسلام.. يحتكر إصدار القرارات المصيرية ويمتلك قوة كبيرة في إقناع الإمام بآرائه وورطه في أزمة "أبو هاشم" ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ تشهد مؤسسة الأزهر الشريف حالة من التوتر الشديد في الآونة الأخيرة، خاصة بعدما أعلن إمامه الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، تكليف الدكتور محمد المحرصاوي، بالقيام بأعمال رئيس جامعة الأزهر، وضربه بالقانون عرض الحائط كما يزعم معارضوه لعدم تعيينه الدكتور محمد أبو هاشم، رغم أنه أقدم نواب رئيس الجامعة ومن له الحق في المنصب. خرجت أصوات معارضة من جانب أعضاء هيئة التدريس، منادين بالعدول عن ذلك القرار متهمين محمد عبدالسلام المستشار القانوني لشيخ الأزهر، بتضليل "الطيب" ما تسبب في مخالفة المادة رقم "44" من القانون "103" لعام 1961م، وكذلك المادة رقم "29 أ" من قانون تنظيم الجامعات رقم "49" حيث مفاد كل منهما: أنَّه حين خلو منصب رئيس الجامعة فإنَّ الذي يقوم بأعماله هو أقدم النواب. وفي بيان أصدروه قالوا "من كبائر ذلك المستشار أنَّه حين تطلب الدول الشقيقات مبعوثين من علماء الأزهر دعاةً في شهر رمضان يعمد إلى المقربين منه وأصحاب الحظوة لديه صارفًا النظر عن فرسان الدعوة في مصر الذين هم الواجهة الحقيقية للوطن". وأضافوا "وبالمناسبة فإنَّ مما يثير براكين الغضب في صدورنا نحن أعضاء هيئة التدريس حتى إن الأمر يكاد يصل إلى الانفجار أنَّ هذا المستشار لا يقتصر على مربعه الوظيفي الذي اختاره له الإمام ذلك أنَّه يدس أنفه في كل كبيرة وصغيرة في أمر الجامعة، وذلك من خلال كونه عضوًا في لجنة اختيار القيادات كما أنَّه لا ينعقد مجمع البحوث الإسلامية، ولا المجلس الأعلى للأزهر، ولا هيئة كبار العلماء إلا بحضوره". قالت مصادر من داخل مؤسسة الأزهر ل"الموجز" إن بعض أساتذة الجامعة قد طالبوا "الطيب" بإقالة 3 رجال يقفون وراء كل ما يحدث من أزمات داخل المؤسسة بين الحين والآخر، متمثلين في عباس شومان، وكيل الأزهر، محمد عبدالسلام، المستشار القانوني ل"الطيب"، وآخرهم محمد سليماني، الرجل الذي لا يعرف حقيقة مهامه أحد، ولم يكتفي أعضاء هيئة التدريس بالشكوى لشيخ الأزهر بل قدموا مذكرة رسمية لمؤسسة االرئاسة والجاهات السيادية، مؤكدين أن من حول شيخ الأزهر يتعاملون داخل المشيخة على أنَّه "عزبة" يستغلونها كما وكيف يشاءون. محمد عبدالسلام.. الشاب يحكم كان المستشار الشاب أبرز من اعترض عليه أساتذة الجامعة، لاحتكاره إصدار القرارات المصيرية ويمتلك قوة كبيرة في إقناع الإمام بآرائه وورطه في أزمة "أبو هاشم". يُعتبر محمد عبد السلام المستشار القانوني لشيخ الأزهر مركز قوة داخل مشيخة، وحاملًا لمفاتيح غرف صناعة القرار في المؤسسة، حيث يقبض بقوة على أمور القلعة الدينية الأشهر في العالم، ويتحكم فى مصير اتجاهات القرارات والسياسات داخلها. سيطرة "عبد السلام" على مقاليد الأمور داخل المشيخة أحدثت حالة من التخبط والارتباك والضعف داخل الأزهر ومن ثم فقد القدرة على مواجهة معتنقي الأفكار المتطرفة مثل "الإخوان" و"داعش" و"أنصار بيت المقدس" و"القاعدة"، وكذلك أفكار الإلحاد التي انتشرت فى المجتمع، إضافة إلى التشكيك في الرموز والمقدسات الدينية، فضلاً عن وجود مساعي قوية لنشر المذهب الشيعي داخل مصر. جميع من فى المشيخة يعتبرون المستشار القانوني الذراع اليمنى لشيخ الأزهر، إذ يتخذ ما يراه من أمور بعد أن يُقنع بها "الطيب"، وهى أمور قد تصل إلى عزل أو تعيين عمداء أو استبعاد علماء وغيرهم من لجان بالأزهر الشريف أو كليات. استخدمه "الطيب" لتكوين حائط صد للدفاع عنه أمام الهجوم المتزايد الذي يتعرض له، من خلال حشد أعضاء هيئة كبار العلماء وأساتذة جامعة الأزهر لتأييد سياساته، في ظل الهجوم الذي يتعرض له في الأوساط السياسية والإعلامية، واتهام المؤسسة الدينية بالفشل في تجديد الخطاب الديني. يُعد "عبدالسلام" المرافق الأول في جميع سفريات ولقاءات شيخ الأزهر الهامة، وكذلك وعوده التي لا يستطيع أحد أن ينفذها غيره، كما أنَّ الثقة التي يضعها "الطيب" فيه كبيرة مما جعله يمثل الأزهر مرتين في إعداد الدستور مرة في عهد حكم جماعة الإخوان والمرة الثانية في لجنة الخمسين لتعديل الدستور. ويعتبر "عبدالسلام" الآمر الناهي في مشيخة الأزهر وجامعته، وظهر ذلك من خلال وقوفه بالمرصاد لكل محاولات تعيين مستشار سياسي لشيخ الأزهر لتوجيه المشيخة سياسيًّا مثل كل المؤسسات العالمية، وتعيين آخر اقتصادي للمشاركة في توجيه المؤسسة اقتصاديًا، خاصة أنَّها تتلقى أموالًا وهبات بالمليارات، ولديها أصول اقتصادية كثيرة في مصر والعالم الإسلامي، وذلك حتى لا يكون في المشيخة مستشار غيره. نفوذ "عبدالسلام" المولود في 31 ديسمبر 1980، والحاصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، ظهر فى أكثر من موقف كان أبرزها تمريره تعيين قرار تعيين رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبدالحي عزب بحكم قضائي مزوَّر، رغم أنَّ الأمر من صميم عمله القانوني. وكشف اختيار الشيخ عبدالله رشدي، الباحث في شئون المذاهب بالأزهر لمناظرة الباحث إسلام البحيري، فى برنامج تلفزيوني؛ حقيقة نفوذ "عبدالسلام" وسيطرته على إدارة شئون الأزهر واتخاذ القرارات حتى فيمن يمثلون الأزهر ضد خصومه، إذ أوضح "رشدي" تفاصيل ترشحه ليمثل الأزهر، بقوله إنَّه تم إبلاغه بالمناظرة قبل موعدها ب24 ساعة فقط، بعد أن رشحه لها "عبدالسلام" الذي لم يلتق به قبلها إلا ثلاث مرات فقط، والغريب أنَّ محمد عبدالسلام ليس لديه خبرة في التعرف على قوة المتخصصين الشرعيين من غيرهم، لتخصصه في الشأن القانوني. عباس شومان.. الغياب من أجل تحقيق الهدف قرب الدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر من الإمام أحمد الطيب، جعله من أقوى الشخصيات داخل المشيخة، خاصة أنه دائمًا ما يظهر في صورة "حائط الصد" الذي يعتمد عليه الإمام في مواجهة الانتقادات أو اللوم الموجه له. وصف "شومان" أنَّ من فسروا جملة "تعبتني يا فضيلة الإمام" التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي ل"الطيب" في احتفالية عيد الشرطة بأنَّها انتقاد على أدائه الضعيف، بأنهم يعانون أمية الفهم ومرضى القلوب والأبصار ومن المتربصين والحاقدين. "شومان" ذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيده أنَّ منتقدي "الطيب" مجرد جُهلاء وأنَّه أكبر من مساسه بالنقد، إلَّا أن شيخ الأزهر يحق له انتقاد الجميع وتوجيههم لتصحيح أخطائهم وتحسين الأداء. عباس شومان ابن بلدة "شطورة" التي تقع في محافظة سوهاج، يتفاخر بتقبيل يد شيخ الأزهر، فدائمًا ما يدافع عن ذلك بقوله إنَّ علماء الأزهر يشعرون بالفخر وهم يقبلون يد الإمام الأكبر على الملأ في وجود علية القوم، ليعلم الجميع كيف يقدر العلماء القيمة والقامة، وإنَّ أيدي العلماء لا يقبلها إلا من يعرف قدرها. "شومان" الذي عُيِّن بقرارٍ من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 2 سبتمبر 2013، بِناءً على اختيار "الطيب"، لم يرعَ الأمانة التي على عاتقه، فاستغل منصبه وسيطرته على الأزهر، دون مراعاة لسمعة المؤسسة التي ينتمي إليها، في تعيين بعض أقاربه بالمخالفة للقانون والشرع، فاختار ابن عمه علي رضوان شومان في منصب قيادي في منطقة الوادى الجديد الأزهرية، لاسيما تعيين ابن عمته علي طيفور، وكيلًا لوزارة الأوقاف في المحافظة ذاتها، وجعل ابن عمه مديرًا لمنطقة مرسى مطروح الأزهرية، وعيَّن وكيل للمعاهد الأزهرية، رغم تورط نجله في قتل ضباط شرطة خلال جرائم إرهابية، كما تدخل في تعيين 10 من أقاربه فى عدد من المناطق الأزهرية. لم تقف مخالفاته عند هذا الحد، بل استخدم نفوذه ومنصبه لتعيين شقيقه، وابن عمته، وابن صديق والده فقط في مسابقة تعيين وعاظ في طهطا، في حين أنَّه لم ينجح أي من المتقدمين غيرهم في تلك المسابقة. مواقفه المسيئة للأزهر لم تقف عند حد، فشكَّل لجنة امتحان خاصة لنجله في امتحانات الثانوية الأزهرية دون علم أحد، ولم يتولَ إدارة ملف لإنجازه إلَّا كان الفشل عنوانه مثل إعلان مسئوليته عن ملف تطوير التعليم الأزهرى قبل 3 أعوام، ولم يفعل شيئًا حتى الآن، وإعلانه الحصول على إقرارات إبراء الذمة لقيادات الأزهر الإدارية من الانتماء إلى تنظيم الإخوان والجماعات الدينية، ولم يتم بعدها شىء، وذلك لا يبتعد كثيرًا عن موقف هيئة كبار العلماء لأن يكون عضوًا بها. عباس شومان الذي بنى فيلا له على الأراضي الزراعية بالمخالفة للقانون في بلدته، جرَّت عليه فتواه للأطباء بجواز جمع الصلوات في حالة انشغاله بعمله من علاج المرضى، بحجة أنَّ وظيفتهم رسالة إنسانية وإعمال للضمير، العديد من الانتقادات فاتهمه البعض بالاعتماد على مذهب الشيعة، إذ قالت المذاهب السنيّة بجواز الجمع بشروط، إلّا الحنفيّة، لم يقولوا بالجمع في غير عرفة ومزدلفة، والشّروط عند غيرهم هي السّفر والمرض والمطر. "شومان" الذي يراه البعض أنَّه رجل انتهازي لمحاولاته التفرّد والسيطرة على تنامي نفوذه، سبق وأن وصف الرئيس المعزول محمد مرسي، بأنَّه أحد أولياء الله في الأرض ويجب اتباعه، وأنَّه يحق له عزل من يريد والجلوس على منصة القضاء إن شاء، وله حق أن يعزل خصومه إذا خروجوا عن شرع الله عز وجل. عباس شومان حصل على ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية عام 1985، وتدرج بالدرجات الوظيفية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، حتى ترقى إلى رئيس قسم الشريعة في الفترة من 2009: 2013. محمد سليماني.. الغامض تربطه علاقة قوية بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ما جعله من الشخصيات صعب المساس بها في المشيخة.. هو الدكتور محمد سليماني الذي يُعد لغزًا للكثيرين داخل الأزهر، فلا أحد يعرف منصبه تحديدًا حتى الشخصيات القيادية داخل المشيخة لا تعلم له وظيفة محددة. "سليماني" حاصل على بكالوريوس العلوم الإسلامية من فرنسا وكان زميل دراسة مع "الطيب" في السبعينيات عندما كان يدرس فى جامعة السوربون، حيث جمعتهما صداقة الغربة لأعوام طويلة تقاسموا فيها الدراسة والعمل ورحلات الأصدقاء فى باريس. طالته اتهامات تشير إلى أنه أحد أبرز أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية الذين يحيطون ب"الطيب" داخل مشيخة الأزهر، وكان سببًا في تأخر قبول استقالة الدكتور يوسف القرضاوى، من هيئة كبار العلماء، حتى خرج "القرضاوي" وأعلن استقالته من الأزهر، ما وضع المشيخة فى موقف محرج، واضطرت لقبول الاستقالة بدلاً من إقالة شخص داعم لجماعة الإخوان الإرهابية. محمد سليماني جزائري من أصل ألباني، ويحمل الجنسية الإيطالية أيضًا، وقيل أنَّ أثناء أزمة الجزائر التي بدأت في العام 1992، كان سببًا في توتر العلاقات بين عباس مدني وجبهة الإنقاذ والجيش الجزائري، وهو التوتر الذي أدخل الجزائر العشرية السوداء التي راح ضحيتها مئات الآلآف. إنشاء "رابطة خريجى الأزهر"، كان الباب الذي استغله "الطيب" للاستعانة ب"سليماني"، فكان أحد مؤسسيها، ووكّل له مهام التواصل مع الأزهريين فى أوروبا ومع المراكز المسيحية والمراكز الدينية الكبرى، من أجل الربط بين جميع خريجى الأزهر فى العالم الإسلامى والدارسين للعلوم الإسلامية، لتكون مهمتها التواصل مع جميع خريجي الأزهر، وتقديم المشروعات التى تخدم الإسلام، وتلك المهام سمحت له بالتواصل مع العديد من المراكز الإسلامية، لذا كثيراً ما يوفده شيخ الأزهر مندوبًا عنه في مؤتمرات خارجية، ويعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة داخل المشيخة. تردَّد أنَّه لعب دورًا هامًا في زيارة المرشد الأسبق لجماعة الإخوان الإرهابية محمد مهدى عاكف، ومحمد بديع المرشد السابق، المسجون على التورط فى الإرهاب، لمشيخة الأزهر. "سليماني" نصح "الطيب" بالاعتكاف في مسقط رأسه بالأقصر، إثر ثورة 30 يونيو، حتى لا يكون له علاقة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. يلعب دورًا كبيرًا في علاقات وسفريات "الطيب" الدولية، حيث علاقاته القوية في أثناء عمله أستاذًا للعلوم الإسلامية في جامعة روما، إلَّا أنَّه أحرج "الطيب" حيث جلس على مقعد لا يليق به بجوار مكتب البابا في الوقت نفسه جلس البابا على مكتبه فى صورة تضرب أى أعراف بروتوكولية بعرض الحائط.