يُعتبر محمد عبد السلام المستشار القانوني لشيخ الأزهر مركز قوة داخل مشيخة، وحاملًا لمفاتيح غرف صناعة القرار في المؤسسة، حيث يقبض بقوة على أمور القلعة الدينية الأشهر في العالم، ويتحكم فى مصير اتجاهات القرارات والسياسات داخلها. سيطرة "عبد السلام" على مقاليد الأمور داخل المشيخة أحدثت حالة من التخبط والارتباك والضعف داخل الأزهر ومن ثم فقد القدرة على مواجهة معتنقي الأفكار المتطرفة مثل "الإخوان" و"داعش" و"أنصار بيت المقدس" و"القاعدة"، وكذلك أفكار الإلحاد التي انتشرت فى المجتمع، إضافة إلى التشكيك في الرموز والمقدسات الدينية، فضلاً عن وجود مساعي قوية لنشر المذهب الشيعي داخل مصر. جميع من فى المشيخة يعتبرون المستشار القانوني الذراع اليمنى لشيخ الأزهر، إذ يتخذ ما يراه من أمور بعد أن يُقنع بها "الطيب"، وهى أمور قد تصل إلى عزل أو تعيين عمداء أو استبعاد علماء وغيرهم من لجان بالأزهر الشريف أو كليات. استخدمه "الطيب" لتكوين حائط صد للدفاع عنه أمام الهجوم المتزايد الذي يتعرض له، من خلال حشد أعضاء هيئة كبار العلماء وأساتذة جامعة الأزهر لتأييد سياساته، في ظل الهجوم الذي يتعرض له في الأوساط السياسية والإعلامية، واتهام المؤسسة الدينية بالفشل في تجديد الخطاب الديني. يُعد "عبدالسلام" المرافق الأول في جميع سفريات ولقاءات شيخ الأزهر الهامة، وكذلك وعوده التي لا يستطيع أحد أن ينفذها غيره، كما أنَّ الثقة التي يضعها "الطيب" فيه كبيرة مما جعله يمثل الأزهر مرتين في إعداد الدستور مرة في عهد حكم جماعة الإخوان والمرة الثانية في لجنة الخمسين لتعديل الدستور. ويعتبر "عبدالسلام" الآمر الناهي في مشيخة الأزهر وجامعته، وظهر ذلك من خلال وقوفه بالمرصاد لكل محاولات تعيين مستشار سياسي لشيخ الأزهر لتوجيه المشيخة سياسيًّا مثل كل المؤسسات العالمية، وتعيين آخر اقتصادي للمشاركة في توجيه المؤسسة اقتصاديًا، خاصة أنَّها تتلقى أموالًا وهبات بالمليارات، ولديها أصول اقتصادية كثيرة في مصر والعالم الإسلامي، وذلك حتى لا يكون في المشيخة مستشار غيره. نفوذ "عبدالسلام" المولود في 31 ديسمبر 1980، والحاصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، ظهر فى أكثر من موقف كان أبرزها تمريره تعيين قرار تعيين رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبدالحي عزب بحكم قضائي مزوَّر، رغم أنَّ الأمر من صميم عمله القانوني. وكشف اختيار الشيخ عبدالله رشدي، الباحث في شئون المذاهب بالأزهر لمناظرة الباحث إسلام البحيري، فى برنامج تلفزيوني؛ حقيقة نفوذ "عبدالسلام" وسيطرته على إدارة شئون الأزهر واتخاذ القرارات حتى فيمن يمثلون الأزهر ضد خصومه، إذ أوضح "رشدي" تفاصيل ترشحه ليمثل الأزهر، بقوله إنَّه تم إبلاغه بالمناظرة قبل موعدها ب24 ساعة فقط، بعد أن رشحه لها "عبدالسلام" الذي لم يلتق به قبلها إلا ثلاث مرات فقط، والغريب أنَّ محمد عبدالسلام ليس لديه خبرة في التعرف على قوة المتخصصين الشرعيين من غيرهم، لتخصصه في الشأن القانوني.