مرَّر تعيين "عزب" رئيسًا لجامعة الأزهر بحكم قضائي مزوَّر.. ولجأ "الطيب" إليه لمواجهة الهجوم عليه يقف بالمرصاد لمحاولات تعيين مستشار اقتصادي وآخر سياسي حتى ينفرد بتوجيه المشيخة العمداء يخطبون وده بعد تدخله المباشر فى عزل وتعيين العمداء واستبعاد العلماء من لجان الأزهر ---------------------------------------------------------------------------------------- يشهد الأزهر الشريف، حالة من الارتباك والضعف في مواجهة العديد من القضايا الدينية، خاصة قضية تجديد الخطاب الديني، إلا أن المقربين من صنع القرار داخل المشيخة يعلمون تماماً أنَّ محمد عبدالسلام المستشار القانوني شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، هو أبرز من تسبب في ذلك الارتباك والضعف، فهو الآمر الناهي في مشيخة الأزهر وجامعته، كما أنه يقف بالمرصاد لكل محاولات تعيين مستشار سياسي لشيخ الأزهر لتوجيه المشيخة سياسيًّا مثل كل المؤسسات العالمية، وتعيين آخر اقتصادي للمشاركة في توجيه المؤسسة اقتصاديًا، خاصة أنَّها تتلقى أموالًا وهبات بالمليارات، ولديها أصول اقتصادية كثيرة في مصر والعالم الإسلامي، وذلك حتى لا يكون في المشيخة مستشار غيره. نفوذ "عبدالسلام" المولود في 31 ديسمبر 1980، والحاصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، ظهر فى أكثر من موقف كان أبرزها تمريره تعيين قرار تعيين رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبدالحي عزب بحكم قضائي مزوَّر، رغم أنَّ الأمر من صميم عمله القانوني. والغريب فى الأمر أن مؤسسة الأزهر التي استعانت بشركات لبنانية وأمريكية من أجل تحسين الصورة الإعلامية وطوّرت من أدائها، قرّرت الهجوم على كل من يتناول محمد عبدالسلام والمشيخة عبر مجموعة من الأساتذة الطموحين، لتولي المواقع القيادية داخل الجامعة والمشيخة، بعد أن شاهدوا خلال فترة قيادة "عبدالسلام" للمشيخة كيف يتم تفصيل وتوزيع المناصب على الموالين والأتباع، حيث يهاجمون على كل من ينتقد إدارة محمد عبدالسلام للمشيخة عبر استخدام اسم الدكتور أحمد الطيب. ويمكن القول أن الصراع الذي حدث بين وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، وشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، كان سببه محمد عبدالسلام، لرغبته في استكمال سياسته في بسط نفوذه على كل شىء من مآذن ومعاهد ومبانٍ جامعية وإفتاء، ويقابله وزير أوقاف حديث السن لديه طموحات لخلافة "الطيب" في منصب شيخ الأزهر. ويعتبر محمد عبدالسلام، يحاملًا لمفاتيح غرف صناعة القرار في الأزهر الشريف، حيث يقبض بقوة على أمور القلعة الدينية الأشهر في العالم، للتحكم فى مصير اتجاهات القرارات والسياسات، مما أحدث حالة من التخبط والارتباك والضعف داخل الأزهر ومن ثم فقد القدرة على مواجهة الأفكار المتطرفة مثل "الإخوان" و"داعش" و"أنصار بيت المقدس" و"القاعدة"، وكذلك أفكار الإلحاد التي انتشرت فى المجتمع، إضافة إلى التشكيك في الرموز والمقدسات الدينية، فضلاً عن وجود مساعى قوية لنشر المذهب الشيعي داخل مصر. وقد استخدم "الطيب" مستشاره محمد عبدالسلام، لتكوين حائط صد للدفاع عنه أمام الهجوم المتزايد الذي يتعرض له، من خلال حشد أعضاء هيئة كبار العلماء وأساتذة جامعة الأزهر لتأييد سياساته، في ظل الهجوم الذي يتعرض له في الأوساط السياسية والإعلامية، واتهام المؤسسة الدينية بالفشل في تجديد الخطاب الديني. وفى هذا السياق ذاته تردَّد أنَّ محمد عبدالسلام قد كلَّف بعض أعضاء المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر بتدشين "هاشتاج" وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لنصرة شيخ الأزهر وكذلك إعداد تقارير إعلامية ونشرها في المواقع والصحف الموالية للمؤسسة لتجميل صورة "الطيب" والدفاع عن وكيله الدكتور عباس شومان. وكشف اختيار الشيخ عبدالله رشدي، الباحث في شئون المذاهب بالأزهر لمناظرة الباحث إسلام البحيري، الذي سبَّ "البخاري" فى برنامج تلفزيوني؛ حقيقة نفوذ "عبدالسلام" وسيطرته على إدارة شئون الأزهر واتخاذ القرارات حتى فيمن يمثلون الأزهر ضد خصومه، إذ أوضح "رشدي" تفاصيل ترشحه ليمثل الأزهر، بقوله إنَّه تم إبلاغه بالمناظرة قبل موعدها ب24 ساعة فقط، بعد أن رشحه لها "عبدالسلام" الذي لم يلتق به قبلها إلا ثلاث مرات فقط، والغريب أنَّ محمد عبدالسلام ليس لديه خبرة في التعرف على قوة المتخصصين الشرعيين من غيرهم، لتخصصه في القانوني. جميع من فى المشيخة يعتبرون محمد عبدالسلام الذراع اليمنى لشيخ الأزهر، إذ يتخذ ما يراه من أمور بعد أن يُقنع بها الدكتور أحمد الطيب، وهى أمور قد تصل إلى عزل أو تعيين عمداء أو استبعاد علماء وغيرهم من لجان بالأزهر الشريف أو كليات. يُعد "عبدالسلام" المرافق الأول في جميع سفريات ولقاءات شيخ الأزهر الهامة، وكذلك وعوده التي لا يستطيع أحد أن ينفذها غيره، كما أنَّ الثقة التي يضعها شيخ الأزهر في محمد عبدالسلام كانت كبيرة حتى في عهد الإخوان مما جعله يمثل الأزهر مرتين في إعداد الدستور مرة في عهد حكم جماعة الإخوان والمرة الثانية في لجنة الخمسين لتعديل الدستور.