فى أول ضربة يتم توجيهها فعليا من قبل الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب إلى العرب, كشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن وصول فريق من مساعدي ترامب إلى مدينة القدس، للبحث عن الموقع الذي ستنقل إليه السفارة بالتعاون مع مسئولين إسرائيليين. وبحسب القناة، وقع الخيار على فندق ديبلومات في البداية، لكن اتضح بعد لقاء مع ممثلي وزارة الاستيعاب والهجرة أنه مشغول من مؤسسة ترعى مسنين، حتى عام 2020، ما دفع الفريق للبحث عن بدائل أخرى. ويرى بعض المحللين أن خطوة ترامب، إن تحققت، ستجهز على ما تبقى من صورة للولايات المتحدة كراع التسوية، كما يرون أنها تعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي وللأعراف الدبلوماسية المعتمدة، مشيرين إلى أنه عقب القرار الإسرائيلي بضم القدسالشرقية في عام 1980، نقلت معظم الدول سفاراتها من القدسالغربية إلى تل أبيب رغم إقرارها بأن الشطر الغربي من المدينة أراض إسرائيلية، في وقت أبقت بعض الدول قنصلياتها في القدسالشرقية لخدمة الفلسطينيين المتبقين. واشترطت السفارات الأجنبية حتى تعيد مقارها إلى الشق الغربي، اعتراف إسرائيل بأن القدسالشرقية ليست جزءاً منها، إنما جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وفي حين يتجه ترامب لليمين المتطرف في إسرائيل، يصعب التنبؤ برد فعل الفلسطينيين على الأمر، لا سيما وأن القدس هي القضية الأكثر حساسية بين طرفي الصراع، كما ظهر الأمر في الانتفاضة الثانية وفي محطات أخرى. فإن الانتقال قد يجهض الآمال بأن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية كما يراها الفلسطينيون، وهذا قد يوّلد ردة فعل عنيفة، قد تكون عفوية أو منظّمة, علما بأن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية توقفت في عام 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين القدامى والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود عام 1967. وكان المسؤول في ملف المفاوضات من الجانب الفلسطيني صائب عريقات حذر من أن خطوة نقل السفارة "ستكون تدميراً لعمليّة السلام", في وقت نقلت "فاينانشال تايمز" عن السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي قوله إنه "صدم" من القرار، مضيفا بأنه "لو اتخذت الولاياتالمتحدة هذا القرار، فإنها لن تقوم بانتهاك القانون الدولي فقط، لكنها تخرق أيضا المبدأ الدولي، الذي حظي باحترام الجميع، وينص على عدم ضم دولة أراضي دولة أخرى بالقوة". وبالنسبة للعرب، فقد حذرت فورين بوليسي من أن الخطوة ستؤثر على مكتسبات إسرائيل الدبلوماسية ، لأن رمزية الانتقال تهدد الرمزية الدينية والثقافية التي تحظى بها القدس لدى العرب ،وبالتالي ستجد كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة نفسها مجبرة على اتخاذ موقف صريح ومتشدد بينما ستحظى الدول الأخرى بدفع إضافي في العداء لإسرائيل بسبب الحجة الدامغة التي تعطيها السفارة بشأن التهويد التام للقدس.