علم الموجز من مصادر رفيعة فى الولاياتالمتحدة ان هناك صراعا بدأ مبكرا بين دوائر صنع القرار فى الولاياتالمتحدةالامريكية وان المخابرات المركزية ربما يكون لها نصيب الاسد فى الصدام مع الرئيس الجديد كبديل للكونجرس الذى سيطر عليه الجمهوريين ذلك المعسكر الذى ينتمى له ترامب خاصة ان ترامب وضح عليه من البداية الميل الى جنرالات البنتاجون اكثر من جنرالات المخابرات المركزية . النقطة الثانية ان اختيارات ترامب المثيرة للجدل لحاملي الحقائب المهمة والتي سيكون منوط بها ملفات منطقتنا العربية في ادارته لم تكن ابدا رمادية وابتعدت عن المواربة و يكفي ان نعرف ان مبعوثه للمفاوضات الدولية أي سيكون المسئول عن ادارة عملية السلام و اتفاقيات التجارة الأمريكية هو مستوطن اسرائيلي سابق واسمه جيسون جرينبلات كان يعمل بالياشيفا وهي عبارة عن مدرسة دينية اسرائيلية باحدي المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية" الون شوفوت " كما كان من حاملي السلاح M16 لحراسة المستوطنة , جيسون الذي بلا ادني خبرة سابقة في مجال العلاقات الدولية وكل خبرته كانت في العمل ككبيرالمحامين بمنظمة ترامب و يؤمن بان الانسحاب الاسرائيلي من غزه كان خطأ فادح , و سبق له ان صرح مؤخرا بانه شخصيا يري وجوب الابقاء علي المستوطنات وانه لا يعتقد ان المستوطنات عائق امام السلام ! ايضا اختار ترامب ديفيد فريدمان سفيرا جديدا للولايات المتحدة إلى إسرائيل والاخير محامي عمل خلال حملة ترامب كمستشار لشئون العلاقات الأمريكية الإسرائيلية و بادر بالفعل بالإعلان عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية الِي القدس التي وصفها بالعاصمة الأبدية لاسرائيل ! أما بقية اعضاء ادارة ترامب فمعظمهم ينتمي لاقصي اليمين لذا فالمتوقع الا يتم بسهولة تمرير هذه الترشيحات في الكونجرس بالرغم من الاغلبية الجمهورية . في نفس الوقت فمن الواضح ان تمرير ادارة اوباما لقرار مجلس الأمن أو خطاب كيري سيكون التحرك الاخير فالملاحظ ان ادارة اوباما بصدد تكثيف العمل مع الأوروبيين والفرنسيين تحديدا خلال الساعات المتبقية لها فى البيت الابيض و ان الامر قد يصل الِي الذهاب الِي مجلس الأمن الدولي مرة اخري بغرض اخراج نتنياهو في مناورة محسوبة للتأثير علي الداخل الاسرائيلي , بالتوازي مع زيادة النشاط الفلسطيني بتأثير قرار ادانة الاستيطان لذا فمازال حبل القضية الفلسطينية مشدودا ويمثلا رقما مهما فى ملفات البيت الابيض مابين ادارة راحلة واخرى قادمة حتى لو كان ذلك من اجل الطفلة المدللة اسرائيل وهو ما قد يتسبب في الدعوة الِي انتخابات اسرائيلية جديدة إذا جاءت بنتنياهو مجددا فالمتوقع منه المزيد من الاخطاء و هذا معناه زيادة العزلة الإسرائيلية. اذن فكل المؤشرات تؤكد ان قواعد اللعبة ستتتغير فى الشرق الاوسط مع قدوم الرئيس الجديد لكن سيسبق ذلك حربا داخلية فى الولاياتالمتحدة وصراعات بين اجهزتها المختلفة وربما ثورة مضادة للرئيس الامريكى لكن على طريقة الكاو بوى وربما يكون حادث مطار فلوريدا الاخير باكورة انتاج هذه المعارك الجديدة فى الداخل الامريكى . وفى اتجاه اخر سيدعو الرئيس الامريكى الجديد الى مؤتمر لمكافحة الارهاب فى مارس المقبل .