بدأ يطفو على السطح مؤخرا اسم القيادى الإخوانى المهندس محمد البحيري أحد أهم القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين, الذى فضل العمل فى الظل بعيدا عن وسائل الإعلام خلال العقود الماضية .. لكن مع انهيار الجماعة فى مصر وسجن مرشدها الحالى الدكتور محمد بديع , ومرشدها السابق مهدى عاكف فضلا عن اختفاء محمود عزت نائب المرشد والذى شغل منصب القائم بأعمال المرشد عقب سجن بديع, ظهر اسم محمد البحيرى بصفته المرشد الفعلى للإخوان الذى يدير التنظيم حاليا سواء فى مصر أو التنظيم الدولى بصفة عامة وذلك من مقر إقامته بتركيا. "البحيرى" القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الذي أقام فترة في لندن هروباً من الأجهزة الأمنية المصرية، يعد القائد الفعلي والخفي لجماعة الإخوان ,المكلف بإدارة التنظيم الدولي ، والمتحكم بكافة مجريات الأمور داخل التنظيم الدولي للإخوان. القيادي الإخواني الذي حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في ال25 من عمره، حيث كان المتهم رقم 24 في تنظيم 1965 المعروف بتنظيم سيد قطب، حيث تم اتهامه بمحاولة تغيير دستور الدولة وشكل الحكومة بها بالقوة، والانضمام لتنظيم حركي سري مسلح يهدف إلى تغيير نظام الحكم القائم بالقوة، إضافة إلى اتهامه باغتيال رئيس الجمهورية والقائمين على الحكم في البلاد وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة والتدريب على استعمال الأسلحة والمفرقعات. تولى "البحيري" قيادة جماعة الأخوان المسلمين في اليمن في أوائل التسعيانت، وكان له دور بارز هناك، حيث تحالف مع التجمع اليمني للإصلاح، واستطاع نقل التجربة الإخوانية البرلمانية لجماعة الإخوان باليمن عام 1993 , وكان له نفوذ كبير هناك خلال هذه الفترة. انتقل "البحيري" إلى السودان" في آواخر التسعينات، وأصبح المسؤول عن تنظيم جماعة الإخوان هناك بل ومسئول الإخوان فى أفريقيا عامة، حيث ساهم في تطوير العمل الإخواني على كافة الأصعدة، سواء الدعوية أو التربوية، بعد ذلك سافر "البحيري" إلى بريطانياً ومن هناك قاد التنظيم الدولى للجماعة فى الظل ولم يظهر على الساحة الإعلامية مثل نظرائه من قيادات الجماعة لكن استقر به الحال مؤخرا فى تركيا ، ليتحكم بأعضاء جماعته داخل مصر من هناك ويصبح الأيدي الخفية التي تحركهم دون أن يظهر في الصورة. القيادي التاريخى كان من التلاميذ المقربين لمؤسس التنظيم الدولي مصطفى مشهور، والذي وصل تعلقه به إلى حد أنه قام بتكليف أحمد الشوربجي – أحد القيادات الإخوانية- بكتابة كتاب عن تاريخ مصطفى مشهور بعد وفاته من خلال سرد قصة حياته وانجازاته، كما كان صديقاً مقرباً لأبناء جيله الذين أصبح زمام أمور جماعة الإخوان فى أيديهم عقب وفاة المستشار مأمون الهضيبي المرشد الأسبق لجماعة الإخوان. محمد البحيري الذى كان يعمل مهندساً كيميائياً بشركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات بحلوان، كان له دور فعال فى مصر عقب ثورة 25 يناير حيث كان أحد الذين تم استشارتهم فى ترشح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية ومن بعده محمد مرسى . حصل "البحيري"على لقب "الرجل القوي" من بعض قيادات الجماعة ، نظراً لتأثيره على مجريات أمور الإخوان , ودوره الفعال والبارز داخل الجماعة رغم عدم ظهوره على الساحة كثيراً، لكن رغم ذلك وبعد استقراره أخيراً في تركيا، طالب عدد من أعضاء وقيادات الإخوان ، بالتحقيق معه بتهمة إساءة التصرف في أموال الجماعة وتورطه فى الفساد المالي، متهمينه هو ومحمود حسين أمين عام الجماعة، ومحمود الإبياري القيادي الإخواني البارز في أوروبا بالإستيلاء وتبديد 2 مليون دولار، حيث قاموا بشراء عقار في مدينة إسطنبولبتركيا ، وقاموا بتسجيل العقار بأسمائهم، فى مخالفة صريحة , وبعد الضغط على محمد البحيري والقياديين الآخرين المتهمين معه، إضطروا للتنازل عن الجزء المسجل بأسمائهم للجماعة، ولكن "البحيري" ظل رافضاً التعليق على تلك الاتهامات في وسائل الإعلام، معللاً ذلك بأن تلك الاتهامات في حال تواجدها فإن هناك مؤسسات رقابية داخل الجماعة مختصة بالنظر فيها وليس من الصحيح مناقشتها في وسائل الإعلام .