"الزراعة" توافق على استيراد 145 ألف رأس عجول للذبيح والتربية والتسمين    وزير التجارة يبحث مع نظيره التركي سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين    بيطري الجيزة: تنظيم قوافل مجانية لرش وتحصين الثروة الحيوانية بمركزي الصف والواحات    الحوثيون: القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية (تفاصيل)    خضر ألمانيا: النتائج السيئة في انتخابات أوروبا ليست سببا للتشكيك في الائتلاف الحاكم    روغوف: القوات الروسية تعزز مواقعها في بلدة أوروجاينويه بدونِتسك الشعبية    بشكل مارادوني.. محمد صلاح ينهي عصيان شباك غينيا بيساو (فيديو)    «الفنانات بيعلوا على بعض».. يحيى الفخراني يكشف مفاجأة عن أجور الفنانين (فيديو)    بعد تصدرها مؤشر جوجل.. أبرز تصريحات لميس الحديدي    وَفَدَيْنَٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.. قصة إسماعيل والأضحية بالدليل من القرآن والسنة    نصائح للمواطنين في عيد الأضحى.. ليلة الواقفة ناكل رقاق وأول يوم العيد اللحمة    فتح: استقالة قائد العمليات الإسرائيلية في غزة يشكل ضغطا على نتنياهو وحكومته    حجازي: نمتلك تجربة قوية في إعداد بنوك الاسئلة والامتحانات الإلكترونية    يورو 2024| منتخب هولندا يحلم بتكرار إنجاز نسخة 1988 .. إنفوجراف    مقتل عجوز ثمانينية على يد ابنها في أحد أحياء الفيوم    بث مباشر .. كيف تشاهد مؤتمر أبل WWDC 2024 اليوم    عزة مصطفى عن واقعة مدرس الجيولوجيا: شكله شاطر    "وطني الوحيد".. جريدة المصري اليوم تكرم الكاتب مجدي الجلاد رئيس تحريرها الأسبق    القاهرة الإخبارية: حركة حماس والجهاد تؤكدان ضرورة تضمن أى اتفاق وقفا دائما للعدوان وانسحابا شاملا    تكريم أحمد رزق بمهرجان همسة للآداب والفنون    ياسمين صبري تنشر جلسة تصوير جديدة من أثينا والجمهور يعلق (صور)    جمال الكشكي: إسرائيل غير مستعدة لحرب جديدة في جنوب لبنان    أمين الفتوى يرد على شبهات ذبح الأضاحى (فيديو)    أمين الفتوى: الخروف أو سبع العجل يجزئ عن البيت كله في الأضحية    تطورات جديدة حول اختفاء طائرة نائب رئيس مالاوي ومسؤولين آخرين    أول رد من جامعة الإسكندرية على فيديو رفض إعطاء مريضة سرطان جرعة كيماوي    بالفيديو| كريم قاسم يروج لفيلم "ولاد رزق 3": "لازم الصغير يكبر"    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    غدًا.. ولي عهد الكويت يتوجه إلى السعودية في زيارة رسمية    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    قافلة جامعة قناة السويس الطبية تفحص 115 مريضًا ب "أبو زنيمة"    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    المنيا تعلن استمرار فتح باب التقدم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    بحبكم.. مسرحية غنائية للأطفال بقصر ثقافة بورسعيد (صور)    «مودة» ينظم معسكر إعداد الكوادر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    محمد عبدالجليل يقيّم أداء منتخب مصر ويتوقع تعادله مع غينيا بيساو    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دموع الفنانات التائبات علي يد الشيخ الشعراوي
نشر في الموجز يوم 26 - 05 - 2016

إذا أخذتك قدماك إلي مسجد السيدة نفسية فلتنظر عن يمينك لتجد بيتا علي أعلي التبة المواجهة للمسجد .. ذاك هو بيت الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله الذى زراته فيه عدة فنانات، دخلن إلي هذا البيت مرتديات أفخر أنواع الثياب ويضعن أفخم أنواع مساحيق التجميل والزينة وتفوح منهن أزكي الروائح الباريسية ولكن ما هي إلا دقائق حي تخرج الفنانات من عنده زاهدات في الدنيا وما عليها ويذهبن مباشرة إلي مسجد السيدة نفسية ليخرجن ما غلي ثمنه من حقائب اليد المصنوعة من الجلود الطبيعية ويضعن ما في جيوبهن من أموال في أيادي السائلين والسائلات.. نقلن أنفسن من أضواء الكاميرات إلي نور الله.. استغنين عن كلمات المديح عن لسان المعجبين بجمالهن وبأعمالهن الفنية بدعوات صادقة تخرج من قلوب السائلين والمحرومين.. فقد عقدوا النية علي التوبة إلي الله من ذنوب ومعاصي التمثيل والغناء وبعد أيام من تلك الزيارة التزمن بالزي الإسلامي واتخذن للعمل الصالح طريقا كان مرشدهن إليه هو فضيلة الشيخ الشعراوي الذى تحل ذكراه العطره في هذا الشهر.
قصص التوبة علي يد الإمام الشعراوي عديدة ولا تنتهي ويبقي منه تذكر كل الفنانات المعتزلات لقاؤهن الشعراوي وتفاصيل إعلان التوبة وسماحته في توصيل رسالة الله بقبول العمل الصالح.
مئات الأماكن شهدت علي الفنانات بارتكاب المعصية سواء بلمسة يد لشخص محرم عليها أو بقبلة لهذا الفنان أو بالارتماء بين أحضان ذلك البطل، إلا أن توبتهن بدأت من ثلاثة أماكن حيث شهد لهم البيت الحرام بزيارات الحج والعمرة لإعلان التوبة عما فعلنه في حياتهن الماضية، وزارت الفنانات أيضا منزل الشيخ الشعراوي بالمنصورية أو مقره بالسيدة نفسية أو منزل ومسجد الدكتور مصطفي محمود بالمهندسين ليزداد ميزانهن بالحسنات والتوبة النصوح لتتوالي بعدها الأماكن التي تشهد لفنانات تركن عرش الموضة وزهوة الشهرة وثراء الأزياء والذهب ليغطين شعورهن بالحجاب ويتخلين عن مساحيق التجميل ويقرن في بيوتهن.
ميري فخري من المسيحية للإسلام
ولدت الفنانة مريم فخر الدين لأب مسلم وأم مسيحية من المجر وكانت أمها تسعي دائما لأن تضم مريم وأخيها يوسف فخر الدين للمسيحية لذلك قامت الأم بتعميد مريم كطفلة مسيحية وألحقتها بالمدرسة الألمانية بوسط البلد بباب اللوق ليس باسمها الحقيقي مريم محمد فخر الدين ولكن تحت اسم ميري فخري لتتعلم بين زميلاتها كفتاة مسيحية الديانة، كما ألحقت أمها أخيها يوسف بمدرسة الفرير بوسط البلد ورغم أن الأب مسلم وكان يلتزم بأداء الصلاة لكنه لم يوجه أيا من أطفاله لتعاليم الدين الإسلامي وكانت مريم المسيحية آنذاك تظن أن ايها وعدد من الرجال يؤدون صلاتهم بهذا الشكل وأما الفتيات والنساء فيذهبن مثلها للكنيسة.
ظلت مريم أو ميري كما أسمتها أمها طفلة مسيحية تذهب للكنيسة وتؤدي جميع الطقوس ومنها التناول والاعتراف والصلاة منذ أن كان عمرها 3 سنوات حتي جاء عمرها 12 عام وحينها لاحظها أبيها أثناء المذاكرة فسألها عما تذاكره فقالت له :"أذاكر الدين المسيحي بتاعنا"، فقال لها الأب: "أنتي لست مسيحية أنتي مسلمة"
الأمر الذى دفعه لزيارة المدرسة وأخبر الإدارة فيها أن ابنته مسلمة وعليهم ألا يعلموها المسيحية ولأن المدرسة كانت تديرها الراهبات ولم يكن بين المناهج الدراسية الدين الإسلامي فكان الاختيار أمام مريم إما أن تدرس الدين المسيحي الذى هو ليس بدينها أو أن تتعلم التطريز فتعلمته مريم، وكان تمضي أوقات تدريس الدين المسيحي في التطريز، كانت مريم تري أبيها وعماتها يصلون لكنهم لم يطلبوا منها يوما أن تتعلم الصلاة وظلت مريم لا تعرف شيئا عن الدين الإسلامي إلي أن صار عمرها 21 عاما وجاء دورها في فيلم "الأرض الطيبة" عام 1954 وطلب منها المخرج أن تؤدي السيناريو وأن تقرأ الفاتحة لسيدي الدكروري فقالت لهم مريم: "أنا لا أعرف الفاتحة ولا أعرف سيدي الدكروري"، فتعجبوا من الأمر ولكن قام مساعد المخرج بتحفيظها فاتحة الكتاب لتقرأها في إحدي مشاهد الفيلم ومن المعروف أن النسيان كان من أهم طباع مريم فخر الدين فكانت تنسي كل ما تقرأه في السيناريو حتي أن عدد كبير من المخرجين كان يجد صعوبة في تصوير مشاهدها لتكرار التصوير عدة مرات بسبب عادة النسيان المتأصلة فيها.
إلا أنه ما أن قرأت مريم فاتحة الكتاب في مشهد فيلم الأرض الطيبة حتي حفظتها عن ظهر قلب وظلت مريم علي هذه الحال لا تعرف شيئا عن دينها إلا أنها مسلمة ولا تعرف شيئا عن فروض الإسلام وتعاليمه سوي الفاتحة التي حفظتها ولكن وفي أحد الأيام وحين كان عمرها خمسون عاما صحت مريم من النوم فجأة وهو أمر غريب بالنسبة لها لأنها تنام بعمق شديد فصحت مريم وفي داخلها شئ يخبرها بأن تقوم لتؤدي الصلاة وتذكر الله فقامت وبدأت تقف بين يدي الله وتقرأ الفاتحة وتركع وتسجد لكنها لم تكن تعرف ماذا يقول المصلي في الركوع أو السجود إلي أن اتصلت بالفنانة المعتزلة شادية لتخبرها بأنها تريد أن تصلي ولا تعرف سبيل لذلك فأرسلت لها شادية كتاب المسلم الصغير لتتعلم منه مريم أصول الصلاة فقرأته مريم ولم تفهم منه أي شئ ولم تستوعب تعاليم الوضوء والصلاة إلي أن اتصل بها الشيخ الشعراوي وقال لها : "ايه يا ستي مريم انتي عايزة تصلي دلوقتي " فقالت له: "علي الأقل أحسن من مفيش خالص"، فرد عليها بأنه الأحسن طبعا وحين سألته عن تعاليم الصلاة اخبرها بحفظ قصار السور مع الفاتحة وقول سبحان الله العظيم وسبحان ربي الأعلي في الركوع ثم السجود مع قراءة التشهد وفي اليوم التالي اتصل بها الشعراوي ليسألها عما فعلته مما علمها إياها فقالت أنها فعلت كل شئ إلا التشهد الأخير في الصلاة لأنه ليس موجود بالقرآن فأخبرها بقراءة الفاتحة وقصار السور ثم التسليم بعد ذلك واستفسرت منه مريم عن فكرة الوضوء وأنه لا داعي لها طالما أنها نظيفة ولم تتسخ يداها أو وجهها أو قدماه فأخبرها الشعراوي أن الوضوء ركن أساسي لصحة الصلاة وإن لم تكن تريد الوضوء فعليها بالاستحمام كلية ثم التوجه لأداء الفرض واستحسنت مريم الأمر فكانت تدخل الحمام تستحم لتخرج لتؤدي الصلاة إلي أن جاء فصل الشتاء، وتلك الأيام يصعب فيها الاستحمام 5 مرات باليوم فاتصل بها الشعراوي للاطمئنان عليها فأخبرته بصعوبة الاستحمام في الشتاء لأداء الصلاة فأخبرها بأن الوضوء أمره أيسر بكثير وأن عليها أن تلتزم به فوافقت وأكدت له أن الوضوء بالفعل أمر يسير وفي إحدي المرات شرحت لها حماة ابنتها سيناريو التشهد من لقاء الرسول بالله في رحلة الإسراء والمعراج، والحوار الذى دار بين الله ورسوله وتحول بعدها للتشهد الذى يقال بالصلاة وهنا فهمت مريم السيناريو فكان سهلا عليها أن تقرأه في كل صلاة.
ولأن مريم تربت بالمدرسة الألمانية علي الانضباط فقد التزمت بالدين الإسلامي والفروض ففي كل يوم كانت تصحو من نومها قبل الفجر بنصف ساعة لتتوضأ وتنتظر الصلاة فتؤدي صلاة الفجر وتستكمل يومها حيث تقرأ كل يوم في الصحف مواعيد الصلاة لتسجلها وتؤديها في وقتها إلي أن هداها الله وأصبحت حياتها مرتبطة بالصلاة فتنظم يومها وصحوها ونومها حسب مواقيت الصلاة إلي أن توفت في نوفمبر 2014.
شمس الملوك الخارجة من الظلام إلي النور
نشأت شمس الملوك البارودي في أسرة ملتزمة دينيا فقد كان والدها مواظبا علي أداء الفروض والطاعات ووالدتها أيضا، إلا أن جمالها أخذها إلي طريق الفن فقد أنهت دراستها الثانوية ولم تتمكن من الالتحاق بكلية الحقوق فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية ، كانت شمس تصلي وتؤدي الفروض الدينية إلا أنها بعد الدخول إلي عالم الفن بدأت ملابسها ومساحيق الزينة يمنعونها من الالتزام بمواقيت الصلاة، ولكنها كانت تشعر في قرارة نفسها بألم نفسي نتيجة تقصيرها في حق الله .. وتمر الأيام وتزداد شهرتها وتغطي صورها أغلفة المجلات ويسعي الجميع للتقرب منها والحصول علي أدوارها كبطلة في أعمالهم السينمائية إلا أنه شعرت وقتها أن المنتجين والمخرجين يشترون جمالها وشكلها دون أن يهتموا بكونها فنانة تؤدي أدوارها بإتقان فبدأت ترفض العديد من الأعمال المعروضة عليها وتوزع أيام أجازتها من التمثيل بين نادي الجزيرة وبيتها إلي أن جاء أول يوم شعرت فيه بالرغبة في التقرب لله حين سافر زوجها الفنان حسن يوسف لأداء العمرة وأخبرها من كان معه بأنه رآه يبكي بشدة أمام الكعبة وكان هذا بداية نور أضاء لشمس طريق الهداية فقررت أن تذهب لأداء العمرة لأول مرة في حياتها عام 1982 مع والدها وكانت مازالت قادمة من باريس وقد اشترت أفخم وأغلي الملابس لأداء دور في فيلم جديد ثم ما أن نزلت مكة حتي اشترت ثوبين أحداهما أبيض والآخر أسود وكانت تلبس إحداهما تلو الآخر أثناء أداء زيارات بيت الله أو أداء المناسك وكانت الليلة الفارقة حين همت شمس للنوم لكنها شعرت بذنوبها ومعاصيها تثقل صدرها فظلت تبكي وتنتحب حتي سمع أبيها صوت نحيبها فاستفسر منها عن السبب فقالت له إنها تريد أن تنزل لزيارة الكعبة وكان ذلك بعد منتصف الليل فنزل معها أبيها فورا واصطحبها إلي بيت الله لتطوف شمس وتقبل الحجر الأسود وتبكي بحرقة وكأنها تغسل عن نفسها ماضيها وتدعو الله أن يهديها وأن يرشدها للطريق الصحيح وعادت شمس إلي غرفتها وهي تمشي بخطوات ترفع قدم وتنزل الأخري وكأنها تترك خلفها كل عمل من أعمالها ومنذ تلك اللحظة قررت أنها لن تعود للتمثيل مرة أخري وأنها ستلتزم بشرع الله، وبعد أن عادت شمس من العمرة ارتدت النقاب وبدأت في الاشتراك مع جماعة التبليغ وكانت تعقد دروسا دينية في بيتها أو في بيت إحدي صديقاتها لتتحدث عن سبب توبتها من الفن وتعقد مقارنات بين حياتها قبل وبعد الهداية ثم زارت الشيخ الشعراوي بعد توبتها ليطمئن قلبها بأن الله هداها لتكون نورا لغيرها من الفنانات فقد تابت شمس وهي ما زالت شابة قادرة علي التمثيل فقد سألت الإمام عن حكم النقاب الذى لم يكن منتشرا في هذا الوقت كما هو الآن، فقال لها إنه ليس فرض وقال لها إن الفنانين هم أكثر القلوب رقة ومشاعر فإذا وجدوا من يخبرهم بصحيح الدين بشكل طيب ولين فإنهم يكونوا أولى المهتدين، وكان الشيخ الشعراوي كلما جاءت إليه فنانة تسأله في أمر توبتها يهديها بالكلام الطيب ويطلب منها أن تتحدث مع شمس البارودي وحدث ذلك مع شادية وسهير البابلي وهناء ثروت.
تعرضت شمس بعد اعتزالها للعديد من الإغراءات للعودة للفن ما بين تقديم أعمال دينية أو تقديم برامج تلفزيونية فضلا عن محاولات إعادتها للفن مرة أخري وخلعها النقاب لكنها التزمت، فأنعم الله عليها بحفظ القرآن الكريم وعدد من الأحاديث الشريفة والتزمت بقراءة كتب التفاسير والفقه والمؤلفات الدينية فصارت بالفعل داعية إلا أنها واجهت مشكلة تتعلق بالنقاب فلم يكن منتشرا كما هو الآن بل كان النقاب شئ نادر في الثمانينات ورغم التزامها بارتدائه لأكثر من 10 سنوات إلا أنها واجهت مشكلة حين سافرت لابنتها ناريمان ببريطانيا فوجدت تضييقا عليها فأفتت الشعراوي في خلعه فأفتاها بأنه ليس فرض ورأت شمس أن عمرها أصبح يسمح لها بإظهار وجهها فقد قاربت الستون عاما وخلعت شمس النقاب لما رأت أن وجهها لم يعد فتنة.
وأما الأعمال السينمائية التي قدمتها قبل توبتها فقد تبرأت منها شمس البارودي حين قامت بنشر إعلان تتبرأ فيه إلي الله من كل عمل فني قدمته داعية الله أن يهدي الناس أجمعين وقالت إنها تتوب إلي الله من كل من يعرض أعمالها سواء بالتلفزيون أو بالانترنت وأن من يراها يتحمل وزره وتقول إنها عملت السوء بجهالة وأن الله إن شاء الله يقبل توبتها.
الحاجة شادية .. مرجع للتائبات
زارت كل بلدان العالم لكنها لم تجد راحة مثل تلك التي وجدتها في بيت الله الحرام.. حفظت أكثر من 900 أغنية وسيناريوهات لأكثر من 122عمل فني وقدمتها لكن جميع كلماتها نسيتها ماعدا كلمات الله، تجيد التحدث بالتركية والانجليزية فتركتهما لتجعل كل قراءاتها في كتب الفقه والتفاسير فقد عاشت شادية أو الحاجة فاطمة كمال شاكر في أضواء الفن والشهرة إلا أنها كانت تجد صوتا بداخلها يناديها بالتوبة، كانت تعود لبيتها في بداية الثمانينات وتظل ساهرة طوال الليل فقد تمتعت بكل مباهج الدنيا ووصلت لعرش قلوب المعجبين ونالت من الدنيا والحب والشهرة ما نالته فنانات قلائل في عصرها منذ بداية عملها بالفن عام 1947 وحتي 1984 لكن قلبها ما زل يؤلمها وتجد صدرها ضيقا وأثقال الدنيا فوق رأسها فتبكي وتبكي حتي تسمع صوت آذان الفجر فتؤدي الصلاة بطمأنينة ليرتاح قلبها، ظلت شاديه علي هذا الحال تنتظر كل يوم صلاة الفجر لتزيل هموم الدنيا عن صدرها وتتنفس الصبح مع نسمات الفجر إلي أن زارت بيت الله والتزمت بتعاليم القرآن والسنة لتجد في قلبها الهداية والنور وعادت الحاجة شادية لترفض مئات العروض التي قدمها لها المنتجين والمخرجين لتقديم أعمال سينمائية بعد مسرحيتها الأخيرة "ريا وسكينة" إلا أنها قبلت بتقديم أغنية واحدة وهي "خد بإيدي" التي كانت كلماتها مناجاة لله سبحانه وتعالي بأخذ يدها من الظلمات إلي النور ورغم أنها أغنية دينية إلا أن شادية وجدت في صدرها شئ من القلق لأداء هذه الأغنية فقامت بالعودة لمكة مرة أخري وأدت مناسك العمرة لتعود بعدها تائبة تماما من تقديم أية أعمال تلفزيونية أو غنائية حتي الدينية منها، وبدأت رحلتها الإيمانية بارتداء الحجاب وزارت الشيخ الشعراوي لتحكي له توبتها وما أن دخلت عليه حتي رحب بها الشعراوي قائلا :"أهلا يا حاجة فاطمة" وأخبرها الإمام بأنها ستجد الكثيرون ممن سيحاولون إثنائها عن التوبة وأنها ستلاقي الكثير من الشائعات والكلام الغير طيب في حقها إلا أن أكثر من يحبها سيفرح لتوبتها وابتعادها عن عالم الفن وهو الأمر الذى وجدته الحاجة فاطمة بعد أيام من انتشار أخبار توبتها فتلقفتها الألسن وتداولت سيرتها وحكايات توبتها أو عودتها للفن مرة أخري، إلا أنها ظلت ثابتة علي موقفها وقررت التفرغ لذكر الله وعبادته والابتعاد تماما عن أي طريق قد يعود بها للفن، وقامت بتطهير أموالها وباعت ما هو حلال منه لتكوين جمعية خيرية وتسخيره لأعمال لخدمة الإسلام ما بين مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومسجد ومستوصف ومجمع خيري، وكانت قليلة الخروج من بيتها إلا للتوجه للقاء الشيخ الشعراوي أو للقاء الدكتور مصطفي محمود، وكان الشعراوي يتصل بالحاجة فاطمة باستمرار ويوجه لها كل فنانة تزوره راغبة في التوبة.
سهير البابلي .. شيخة التائبات
في عام 1982شاركت سهير البابلي شادية آخر عمل لها وهو "ريا وسكينة" لتتوب بعده شادية وتستمر سهير في التمثيل، لكن توبة شادية أو الحاجة فاطمة مع تعلم ابنة سهير البابلي الوحيدة نيفين القرآن وتدريسها له وارتدائها للحجاب منذ أن كان عمرها 15 عام جعل سهير في مأزق فقد كانت خجلة من نفسها ومكسوفة أمام ابنتها الملتزمة دينيا التي قالت لها ابنتها ذات يوم إن التمثيل حرام وأن ما تقوم به مخالف للشرع، وقد أخبرتها نيفين بهذه الأمر وقدمت لها تلك النصيحة مرة واحدة في حياتها إلا أن سهير استمرت في التمثيل حتي أعلنت توبتها منه عام ،1997 وكانت سهير تشعر دائما خلال تواصلها مع شادية برغبة في التوبة وكانت تسأل نفسها باستمرار عن حساب الله لها يوم القيامة عما فعلته من ارتداء ملابس شبه عارية وتقديم أعمال حرام ، حتي عزمت سهير التوبة وتوجهت لأداء العمرة وهناك قابلت الشيخ الشعراوي بالصدفة فرحب بها قائلا :"أهلا وسهلا يا شيختنا" فاعتذرت منه وقالت له :"لا.. بل فضيلتك شيخنا وإمامنا" ليرد عليها الشعراوي مفسرا كلامه وقال لها :" بل أنت شيختنا لأنك تركت ما كنت فيه من شهرة ومال وجاه وتعلمتي صحيح الدين أما نحن فقد تعلمنا الدين منذ صغرنا حين التحقنا بالكتاب ثم المدارس والجامعات الأزهرية فأنت مثل الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا حين تترك الملك وكرسي الملك".
وقد زارت الفنانة سهير البابلي مقر إقامة الشيخ الشعراوي بعد ذلك بالسيدة نفسية عدة مرات وكانت في كل مرة تستفسر منه عن أمور فقهية وسألته عن حرمانية الفن فأخبرها بأن تقديم الأعمال الفنية الهادفة ليس حرام لكن ما تقدمه الفنانات من نوعية أعمال فنية فيه قبلات وأحضان وعري هو عمل محرم، فاستفسرت منه سهير عن الحجاب فأكد لها أن تغطية الشعر فريضة ومن وقتها التزمت سهير بالحجاب وتؤكد سهير أنها ترفض ما يعرض عليها من أعمال فنية فيها شبهة تحريم وتكتفي بالقليل من أدوار التمثيل لتوفر دخل مناسب تعيش منه ويكفي أن تنام سعيدة لا يؤرقها ذنب ولا يقلق مضجعها خطيئة.
زينب والعرش
قبل أن تعتزل التمثيل كانت سهير رمزي ملتزمة بمتابعة البرنامج التلفزيوني الأسبوعي للشيخ متولي الشعراوي الذى كان يذاع بعد صلاة الجمعة، وفي عام 1993 خرجت علي الجماهير لتعلن توبتها واعتزالها التمثيل تاركة ورائها عرش الشهرة ولتلقي وراءها بتاريخ طويل من الذنوب والمعاصي التي أعلنت توبتها منها وكلما رأت مشهدا من أفلامها ال120 التي مثلتها تحزن بشدة حين تري نفسها عارية أو تقوم بدور في مشهد لا يليق بها حتي أنها طلبت من أحد المنتجين عدم إعادة تسويق فيلم قديم لها لاحتوائه علي مشاهد سيئة إلا أنه رفض، وبعد أن التزمت سهير بالحجاب طلبت من الحاجة ياسمين الخيام زيارة الشيخ الشعراوي وزارته بالمنزل بالسيدة نفسية، وحين زارته رحب بها الإمام قائلا لها: "مش انتي زينب والعرش.. سيبي بأه العرش ده.. دا انتي رايحة للعرش الكبير"
وكانت سهير تزور الشعراوي مع عدد من المعتزلات مثل نورا وشمس البارودي وياسمين الخيام واستفسرت منه في إحدي المرات عن تحريم التمثيل فقال لها الإمام أن التمثيل ليس حرام طالما انه هادف وقال لها ذات مرة إن الكوب المصنوع من الزجاج هو نفسه الكوب الذى يوضع فيه الماء الحلال شربه ويوضع فيها أيضا الخمر المحرم علي المسلمين وعلي الإنسان أن يختار أيهما سيشرب.
كما تضم قائمة الفنانات المعتزلات اللائي التقين الشعراوي بعد توبتهن مديحة كامل وهناء ثروت ياسمين الخيام وعفاف شعيب وتحية كاريوكا ومني عبد الغني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.