تأسس معهد تشاتام هاوس أو المعروف رسميًا باسم المعهد الملكي للشئون الدولية، فى عام 1920، ببريطانيا, على غرار مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، وذلك بعد عام واحد على مؤتمر باريس للسلام الذى عقد عام 1919. ويقوم المركز على شراكة بين قنوات الصحافة، والمجتمع المدني، والبحث، ومنظمات غير حكومية، ودبلوماسيين، ويتميز بعقد جلسات بحثية مغلقة يحضرها سياسيون أطرافٌ في مختلف القضايا، توفر مادة ثرية لباحثيه، وله برنامج خاص بالشرق الأوسط، ويقدم استشارات حكومية لدول الشرق الأوسط بشأن قضايا المنطقة. وكان أول رئيس لهذا المعهد هو روبرت سيسيل، كما تقلد المؤرخ البريطاني الذائع الصيت، رونالد توينبي، منصبَ مدير للمركز لاحقا، وحصل المركز في عام 1923 على مقره المتميز في "جيميس سكوير" وسط لندن، والذي كان مقرًا لسكن ثلاثة من رؤساء وزراء بريطانيا، ولأهمية هذا المبنى الذي اتخذ منه المركز مقرًا له، والمعروف ب "شاثام هاوس" بدأت تغلب تسميته على تسمية المركز الرسمية، وهي المعهد الملكي للشئون الدولية. ويقدم المركز نفسه بوصفه منظمة غير حكومية، محايدة مهمتها الأساسية هي تحليل الأحداث الدولية الجارية، ومراقبتها، وتقديم حقائق عنها لكل المهتمين، مما يُساهم إيجابًا في تعميق فهم العالم لما يجري من أحداث، وتطورات. وتتقلد داني جوليز منصب رئيسة مجلس إدارة المركز الآن، ويقوم "شاثام هاوس" بإعداد الدراسات الرصينة في جميع المجالات الحيوية عالميًا، ويصف القائمون على المؤسسة معهدهم بأنه: "تشكيلة نادرة، يجتمع فيها الباحثون، ومنظمات المجتمع المدني، والدبلوماسيون، والصحافيون، والمنظمات غير الحكومية، من أجل الخروج بنتائج تساعد في فهم التطورات، والأحداث الجارية. ويحتل المركز، بحكم سلطته المعرفية، وتاريخه العريق، موقعًا هامًا في الوسط الأكاديمي العالمي، والبريطاني على وجه الخصوص، كما يفتخر المركز بأنه دائما ما يُستخدَم كمصدر من أهم مصادر المعلومة من قبل الأفراد، والحكومات الباحثة عن المعلومة المجردة المتعلقة بالقضايا الدولية. ويضم المركز عددًا كبيرًا من الباحثين ومنهم ريم علاف المتخصصة فى الصراع العربي الإسرائيلي، وسوريا، والإسلام والغرب ومن آخر دراساتها "المرأة في الأردن: الإسلام، والعمل، ومراجعة القوانين"، و"أسلحة الدمار الشامل الحقيقية"، وجورد نونمان الذى يُغطي مجال اختصاصه الخريطة السياسية في الخليج، والتطور السياسي داخل الأسر الخليجية الحاكمة، إضافة إلى العلاقات الأوروبية الشرق أوسطية، وكذلك علي أنصاري المتخصص في التاريخ السياسي لإيران، وعلاقة إيران الخارجية وخاصة بالغرب، من آخر دراساته: "التصدي لإيران: نموذج فشل السياسة الخارجية الأمريكية"، ومهى عزام المتخصصة في ظاهرة «الإسلام السياسي»، و«الإسلام والعولمة»، من آخر دراساتها: «الأبعاد المحلية والعالمية للتطرف الإسلامي في أوروبا»، ويوسي مكلبورج الذى يُغطي مجال اختصاصه « تاريخ إسرائيل، وسياساتها الخارجية، سياسات التنمية، العلاقات الدولية»، ومن آخر منشوراته: «إيران وإسرائيل: من حرب الكلمات إلى كلام الحرب». ويُركز المعهد في أبحاثه على أهم الإشكاليات المطروحة عالميًا، كما تُركز اهتمامات باحثيه على أهم المناطق فاعلية في صنع الحدث الدولي، وتتمثل في آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وإفريقيا، والأمريكتان، وروسيا، وأستراليا. كما يهتم بدراسة الإشكاليات المنضوية تحت عناوين من قبيل الطاقة، والتنمية، والبيئة، والاقتصاد الدولي، والأمن الدولي، والقانون الدولي، وتتمتع أبحاث المركز بالكثير من الأهمية، والتأثير، وفي أغسطس من عام 2006، أصدر المركز دراسة تحت عنوان: "إيران وجيرانها والمعضلة المحلية"، وخلص هذا التقرير إلى أن "تأثير إيران داخل العراق أكثر وأعمق بكثير من تأثير القوة المحتلة لها وهي الولاياتالمتحدة"، وأكد التقرير على أن أي فعل عسكري قد تقوم به أمريكا ضد إيران سيجر إلى مشاكل حقيقة في كل المنطقة، وسيُهدد الاستقرار الهش في كل الشرق الأوسط. وفي نهاية عام 2006، قام المدير السابق للمركز فيكتور بولمر توماس بنشر تقرير عن سياسة رئيس الوزراء تونى بلير الخارجية خلص فيه إلى أن "بلير ذهب بعيدًا في تأييده للولايات المتحدة مما انعكس سلبًا على وضع بريطانيا في أوروبا محيطِها الطبيعي"، ولقى هذان التقريران حفاوة، وحضورًا لافتين جعلت بعض المتابعين يعتبرونهما من محددات السياسة الخارجية البريطانية. وينشر المعهد سنويًا أكثر من 50 عنوانًا ما بين بحوث، وكتب، ومؤتمرات، ومن بين أهم الدوريات التابعة له، مجلة الشئون الدولية التى تصدر 6 مرات في السنة فى يناير، ومارس، ومايو، ويوليو، وسبتمبر، ونوفمبر، وتعتبر أهم مجلة تُعنى بالعلاقات الدولية في أوروبا، وتتضمن المجلة مقالات، وأبحاثًا لأشهر الكتاب، والمتعاونين مع المركز، وتعالج القضايا المطروقة عالميًا، وكذلك مجلة العالم اليوم التى تصدر بشكل شهري منذ عام 1945، والتى تُتابع القضايا الساخنة عاليمًا منذ 60 عامًا، وتكتب فيها مجموعة من أكفأ باحثي المركز، والمتعاونين معه، ويتوزع مشتركوها في أكثر من 80 دولة في جميع القارات، وتعتبر واحدة من أكثر المجلات الدراسية حضورًا على المستوى الأكاديمي العالمي. ويُنظم المعهد، بشكل دوري، مجموعة من المؤتمرات، وورش العمل، بهدف إعداد تصورات عن أي موضوع يختاره القائمون على المعهد، وتشكل مثل هذه المؤتمرات فرصة لتبادل الأفكار مع مجموعة من أهم الساسة، والباحثين. ومنذ عام 2005، بدأ المعهد في منح جائزة سنوية لأكثر شخصية مساهمة في تطوير العلاقات الدولية إيجابيًا طيلة العام، ووضع المعهد هذه الجائزة من أجل المساهمة في تطوير العلاقات الدولية، وبناء جسور التفاهم بين الحضارات، وتعتبر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، حرم أمير قطر السابق ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أول امرأة تفوز بالجائزة وذلك عام 2007، كأول شخصية عربية وأول امرأة في العالم تُقدم لها الجائزة، وتسلمت الشيخة موزة هذه الجائزة من الأمير أندرو دوق يورك، الذي قام بتقديمها نيابة عن الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، وسط حضور كبير شمل أعضاء تشاتم هاوس، وبعضاً من رجال السياسة، والأكاديميين، والمفكرين، والإعلاميين، كما فاز العديد من الرؤساء بجائزة شاثام هاوس، ومنهم الرئيس فيكتور يوشتشينكو من أوكرانيا عام 2005، والرئيس جواكيم شيسانو من موزمبيق عام 2006، والرئيس جون كوفور من غانا عام 2008، والرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من البرازيل عام 2009، والرئيس عبد الله غل من تركيا عام 2010، وزعيمة المعارضة أون سان سو تشي من بورما عام 2011، والرئيس المنصف المرزوقي، والشيخ راشد الغنوشي من تونس عام 2012، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2013، والمؤسسة المشاركة لمؤسسة بيل ومليندا جيتس من الولاياتالمتحدة عام 2014، وأطباء بلا حدود من سويسرا عام 2015.