أوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، أن الإسلام دعوة إلى السموِّ والرفعة كما أن الإسلام دعوة إلى العمل لا البطالة، والكسل، والتسول. وبيّن أن الإسلام عالج الظواهر الاجتماعية التي تهدد مجتمعاتنا بحكمةٍ ربانية، ولعلّ أهم هذه الظواهر ظاهرة التسول، لما لها من أثر سلبي على الفرد والمجتمع، فالتسول إهدار لكرامة الإنسان أمام الناس، مشيرًا إلى أن المتسول يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم مصداقًا لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ"، وقال (صلى الله عليه وسلم) : "لَوْ يَعْلَمُ صَاحِبُ الْمَسْأَلَةِ مَا فِيهَا مَا سَأَلَ"، لهذا عالج الإسلام هذه الظاهرة في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حبلهُ, ثم يأتي الجبل فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ"، أيضًا في التسول دعوة إلى البطالة وهذا يُصادم مقصدًا من المقاصد العليا للمكلّف جلّ وعلا ألا وهو مقصد العمارة في الأرض، فالإسلام دعا إلى السعي والعمل، فثقافة الإسلام تأسس للتدبير والتعمير، لا للبطالة والكسل.