حضت صحيفة أوبزفر البريطانية, الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى تقرير لها بضرورة استخدام كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لإقناع نظيره فلاديمير بوتين الروسي بحل لسوريا. وأوضحت الصحيفة , أن الاتفاق الجزئي على "وقف الأعمال العدائية" والتي علقت عليه آمال بالسلام، انهار سريعاً الأسبوع الماضي، وسط ارتفاع مفاجئ في حصيلة القتلى والجرحى وتجدد العنف. وينسجم هجوم سلاح الجو السوري على مستشفى مع نمط سبق اتفاق وقف النار يقوم على استهداف المدنيين عمداً في المستشفيات والمدارس والأسواق. إلا أن ما تغيّر الآن هو أن هذا النظام المجرم الذي اكتسب زخماً مع الدعم الروسي واتفاق الهدنة، لم يعد ينفي ذلك. وتلفت الصحيفة إلى أن محنة حلب لفتت الانتباه، وخصوصاً بعدما استغلها مسؤولون كبار في الأممالمتحدة لتكثيف مناشدتهم للولايات المتحدة وآخرين لإنقاذ محادثات السلام التي اعتبرت ميتة. إلا أن ما لم يحظ بتغطية إعلامية كافية هو محنة السوريين الجائعين المحاصرين في أماكن أخرى في البلاد، في حمص وإدلب واللاذقية وريف دمشق. ونتيجة الاتفاق الجزئي لوقف النار، تلقى 3,7 ملايين شخص مواد غذائية ومساعدات في مارس وزاد عدد قوافل المساعدات عبر الحدود هذه السنة إلى ضعفي ما كانت عليه السنة الماضية في هذا الوقت. ولكن هذا التقدم المحدود يواجه خطراً نتيجة تجدد القتال، وخصوصاً مع اعتراض قوات الأسد خصوصاً قوافل المساعدات. ويقول رئيس عمليات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة ستيفن أوبراين: "الأسبوع الماضي، نزعت السلطات السورية من قافلة من طريقها إلى الرستن الأدوية من المؤن والمقصات والمواد المخدرة من علب الإسعافات.هذا التصرف غير الإنساني يؤدي إلى معاناة غير ضرورية وخسارة أرواح بشرية". وتعتبر الصحيفة أن منع المواد الطبية في زمن الحروب هو خرق فاضح للقانون الدولي، ولا مبرر له، وسلوك وحشي سيحاسب المسؤولون عنه يوماً ما. وتضيف: "للأسف، الواقع أن مثل هذه التصريحات أو التعهدات، سواء صدرت من مسؤولين دوليين أو منظمات إغاثة أو وزراء أو نواب أو في صحف، سيتم تجاهلها على غرار ما يحصل منذ خمس سنوات، إلى أن يمتنع الأطراف الخارجيون في هذه المأساة عن لعب ألعاب السلطة والتنافس على المصالح، ويتحملون مسؤولياتهم. وفي مقدمة هؤلاء روسياوإيران، الداعمان الأساسيان للأسد. ففي مارس أعلن فلاديمير بوتين انسحاب قواته. وهذا الأمر يبدو الآن أنه كان خدعة ترمي إلى طمأنة الرأي العام في بلاده وتبديد الانتقادات الدولية للقصف الروسي". ومع تزايد القلق في شأن حلب، أعلنت موسكو أنها ستدعم "نظام الصمت". إلا أن الصحيفة البريطانية لفتت إلى أنه سيكون من السذاجة الاعتقاد أن بوتين صادق ، ولا دليل على أن أهدافه الأوسع في سوريا، وهي الحفاظ على القواعد الروسية وتثبيت نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، وإبقاء الأمريكيين بعيدين، قد تغيرت. ولئن كانت مقاتلاته تنفذ طلعات أقل، إلا أنها لا تزال تحمي الأسد، وينطبق الأمر نفسه على إيران التي تنظر قيادتها إلى سوريا على أنها جبهة أخرى في نزاعها على النفوذ في المنطقة مع السعودية والدول الخليجية الأخرى. لذا، تقول الصحيفة، على الولاياتالمتحدة القيام بشيء ما، أي شيء. ولكن الرئيس الأمريكي لم يظهر في قمة هانوفر الأسبوع الماضي، اهتماماً باستهلاك رأسمال سياسي في مشكلة غير قابلة للحل ويقول المحللون إنه يجب تركها تأخذ مجراها. ولكن من حيث السياسة العملية والكرامة الإنسانية، على أوباما أن يتحرك، "فقد لا يكون قادراً على حل أزمة سوريا، ولكنه قادر على إقناع بوتين بوجوب التوصل إلى حل والعودة إلى جنيف وإعادة تثبيت وقف النار وتخفيف المذابح وربما التوصل مع موسكو على اتفاق على مستقبل الأسد". وتختم: "نظراً إلى الأخطاء السابقة، ومن أجل الشعب السوري المقهور، عليه على الأقل واجب المحاولة".