يطل علينا العديد من أصحاب المواهب والأفكار الناجحة، لكن نادرًا ما يخرج علينا أحد بنجاح يهدف للارتقاء بالتعليم، إلَّا أنَّ ياسمين هلال، مؤسسة مبادرة الخدمة التثقيفية "علمني" لتعليم وتنمية مهارات الأطفال، استطاعت أنْ تكون ضمن قائمة الشباب الأكثر تأثيرًا في العالم العربي، وتم اختيارها ضمن 20 سيدة على مستوى العالم للمشاركة فى برنامج تابع للولايات المتحدةالأمريكية. ياسمين هلال عمرها 29 عامًا تخرجت في كلية الهندسة، جامعة القاهرة قسم الهندسة الطبية، بامتياز مع مرتبة الشرف، وحصلت على الماجستير في إدارة التعليم الدولي بين جامعتين في مصر وألمانيا، وعملت في مجال هندسة الاتصالات، بجانب اشتراكها فى بطولات دولية في رياضة كرة السلة في نادي الأهلي بالجزيرة وتحقيق العديد من الميداليات ميدالية. بدأت مؤسسة "علمني" التى أسستها "هلال" بتطوير نماذجها التعليمية التي ترتكز على المتعلّم على أمل التأثير على نظام التعليم الوطني العام في مصر، على الرغم من أنها كانت قد بدأت فقط كمنظمة لجمع الأموال لإرسال الأطفال الفقراء إلى المدارس، وساعدت آلاف الأطفال على العودة إلى المدارس منذ بدايتها. قالت "هلال" عن "علمني": إنَّ فكرتها جاءت بالمصادفة عن طريق رجل بسيط جدًا طلب مني مساعدة مالية من أجل إلحاق أبنائه بالمدرسة، فقررت دعم أولاده الثلاثة، ومن هنا جاءتني فكرة مساعدة الأطفال غير المتعلمين وغير القادرين ماديَّا على مصروفات التعليم، وتطورت الفكرة لتصبح "جمعية علمني للتعليم ولتنمية مهارات الأطفال"، حيث كانت البداية بصفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قمنا من خلالها بجمع التبرعات للإنفاق على المشروع الذي بدأ فى يونيو 2010 ، ب 135 طفلًا، يتم مساعدتهم بمصاريف المدرسة، خاصة أن المشروع قائم على 95% متطوعين و2 فقط من المعينين. وأوضحت أنَّه مع الاحتكاك المباشر بالأطفال، وجدت أنَّ مشكلة التعليم ليست في الأموال فقط، بل في مفهوم التعليم والطرق التي يتعلم بها الطلاب المعتمدة على الحفظ فقط وإهمال المهارات الفكرية، إلى جانب قلة الموارد، فالفصول المليئة بالأطفال لا تساعد الطالب في هذا العصر على أن يتعايش مع المجتمع، فى ظل التغيرات الكثيرة والتحديات التى تظهر له فى المستقبل. وتعتمد فكرة المشروع على حل مشاكل التعليم بطرق غير تقليدية، عن طريق تعليم الطفل كيفية اكتشاف نفسه واختيار الأشياء المحببة له وتعليمه كيفية فعلها، مع تنمية مهاراته، وذلك بتوسيع إدراكه الذى يتم بإثارة فضوله طوال الوقت، ليصبح مختلفًا ومبتكرًا في الوقت نفسه، لاسيما تلبية حاجاته المادية من أجل التعليم. أقصى طموحات ياسمين هلال كانت القدرة على توفير مصاريف 10 أطفال وعودتهم للمدرسة، حتى انضم إليها 2 من المؤسسين أكثر خبرة منها، فقررت أنْ تحول لمؤسسة غير هادفة للربح، وساهمت ثورة 25 يناير التي قامت عقب تأسيسها للمبادرة فى زيادة الوعى المجتمعى عن طريق انضمام مؤسسين أكثر، وكانت هذه الخطوة الأولى التى جعلتها تعمل بجدية. "علمني" اتخذت من الطالبية مقرًا دائمًا، إذ يتوافد عليه أبناء المنطقة، ويكون التطوير على مستوى مجتمع متكامل وليس للأطفال فقط، حيث يوجد أعمار مختلفة، ففي بادئ الأمر كانت من 14 إلى 15 عامًا، ثم حاليًا تحاول التركيز على شريحة عمرية أقل، وحاليًا لديها أطفال ما بين 4 حتى 17 عامًا.. وتعتمد برامج المبادرة على التعلم وليس فقط المذاكرة والامتحانات، وتعلم الأطفال معرفة قدارتهم وحدود إمكاناتهم، لكى يفيد نفسه ويفيد غيره من خلال تعلم قيم ومهارات حياتية. تقول "ياسمين": لدينا ما يسمى ب"دستور علمني"، حيث يشمل عددًا من القيم منها: احترام الموارد والمثابرة واختيار وتحمل المسئولية، أي الالتزام بالحقوق والواجبات، ومعرفة أسس الصواب والخطأ بناءً على هذه القيم، فالتعلم لا بد أن يعمل فى الأساس على تنمية مهارات وقيم الفرد، ونحاول نشره على نطاق أوسع. حصلت "هلال" على عدة جوائز لها باع كبير في مجال التقييم عالميًا أبرزها؛ من منظمة "أشوكا الدولية للإبداع المجتمعى" فى مصر وهي مسابقة تمنح جوائز للأفكار الجديدة التى تسهم في تغيير العالم للأفضل، كذلك جائزة الملك عبدالله بالأردن على مستوى الوطن العربى وهى للمبدعين الأقل من 30 عامًا، علاوة على جائزة "مبادرون مصر" عن مؤسسة "سنرجوس" التى تمنح للمشروعات ذات التأثير الإيجابي الاجتماعي.