ياسمين هلال .. صاحبة التسعة وعشرون عاما ، تخرجت فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم هندسة طبية بإمتيازمع مرتبة الشرف ،كابتن فريق نادى الجزيرة تحت 19 عام سابقا حصلت خلالها على 35 ميدالية خاصة بفريق النادى، وبجامعة القاهرة وبمنتخب مصر .. عملت بعد ذلك بشركة عالمية للاتصالات، تمهد حاليا للحصول على درجة الماجيستير فى إدارة التعليم الدولى ما بين جامعة ألمانيا وجامعة حلوان عن طريق الإنترنت.. من جانب آخر تم اختيارها هذا الأسبوع ضمن 20 سيدة على مستوى العالم للمشاركة فى برنامج تابع للولايات المتحدةالأمريكية» Global Sports Mentoring Program» عن كيفية إستخدام الرياضة فى تنمية العقل، والهدف من ذلك هو تطبيقه فى مصر بعد عودتها. رغم نجاحها على المستوى الشخصى والمهنى لم تكتف ياسمين بما وصلت إليه بل حققت نجاحا آخر كان نافذتها لتكون سفيرة للمرأة المصرية المبدعة المتفوقة على مستوى العالم وذلك من خلال مشروع أهلى لتعليم أبناء الطبقات الدنيا . تحدثنا ياسمين هلال عن تلك التجربة قائلة: مشروع «علمنى لتعليم وتنمية مهارات الأطفال» جاءت فكرته بالمصادفة عن طريق رجل بسيط جدا طلب منى مساعدة مالية من أجل إلحاق أبنائه بالمدرسة، فقررت دعم أولاده الثلاثة، ومن هنا جاءتنى فكرة مساعدة الأطفال غير المتعلمين وغير القادرين ماديا على مصروفات التعليم، وتطورت الفكرة لتصبح «جمعية علمنى للتعليم و لتنمية مهارات الأطفال» .. البداية كانت بصفحة على الفيس بوك من خلالها نقوم بجمع التبرعات للصرف على المشروع الذى بدأ فى يونيو 2010 ، بعدد مائة خمسة وثلاثين طفلا يتم مساعدتهم بمصاريف المدرسة، مع العلم أن المشروع قائم على 95%متطوعين و2 فقط من المعينين. توضح هلال : الهدف من هذا المشروع هو حل مشاكل التعليم بطرق غير تقليدية، عن طريق تعليم الطفل كيفية اكتشاف نفسه واختيار الأشياء المحببة له، وتعليمه كيفية فعلها، مع تنمية مهاراته وذلك بتوسيع إدراكه الذى يتم بإثارة فضوله طوال الوقت، وبذلك يصبح مختلفا ومبتكرا فى الوقت نفسه، هذا بالإضافه الى تلبية حاجاته المادية من أجل التعليم، فنحن نعرفه كيفية الحصول على المال باستغلال مهاراته مع ذكائه وهواياته أيضا ، نحن باختصار نعلم الطفل كيف يكون نفسه بنفسه . تمهيد أسرى عن الخلفية التى أدت بها لهذا الطريق تشير ياسمين : إهتمامى بالعمل المجتمعى يرجع لتشجيع والدتى على عمل الخير والإهتمام بالغير منذ صغرى ، بالإضافة إلى التركيز على ما أريد، وتنفيذه بشجاعة دون النظر إلى رأى الآخرين سواء كان ذلك خطأ أم صوابا، كذلك اقتناعى التام بأن التعليم هو أفضل الحلول من أجل مستقبل عظيم وبصفة خاصة فى القاهرة لتميزها بكثافة الموارد البشرية. جوائز محلية وعالمية تضيف هلال :نجاح هذا المشروع لم يقف عند المستوى المجتمعى أو المحلى فقط حيث حصلت عنه على عدة جوائز لها باع كبير فى مجال التقييم عالميا .. أولاها من منظمة أشوكا الدولية للإبداع المجتمعى فى مصر وهى مسابقة تمنح جوائز للأفكار الجديدة التى تسهم فى تغيير العالم للأفضل، كذلك جائزة الملك عبد الله بالأردن على مستوى الوطن العربى وهى للمبدعين أقل من ثلاثين عاما، أيضا جائزة «مبادرون مصر» عن مؤسسة سنرجوس التى تمنح للمشروعات ذات التأثير الإيجابى الاجتماعى .. كما حصلت على المركز الثالث فى مهرجان سينما الأطفال العالمى، حيث تعلم الأطفال بل شاركوا فى عمل فيلم كارتون، بعد أن كان معظمهم لا يحب التعليم من الأساس . حصلنا أيضا على جائزة مؤسسة «نجمة مصر» والتى أسسها مجموعة من المصريين المغتربين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتتولى مهمة دعم المشروعات الابتكارية التى من شأنها إحداث تأثير اجتماعى واقتصادى واسع فى مصر، وتساهم فى حل المشكلات التى تعانى منها مثل الفقر، تحسين الصحة، التعليم، حقوق الإنسان، المرأة ،الشباب ،الطفل، والبيئة وذلك من خلال دعم المبتكرين المتميزين للتغلب على التحديات التى تواجه تلبية احتياجات المجتمع المصرى ودفعه نحو التقدم والانطلاق.. وعن رد فعلها تجاه هذا الكم من الجوائز والتقدير تقول ياسمين هلال : هذه الجوائز شجعتنا على الإستمرار وجعلتنا نشعر أننا نسير على الطريق الصحيح وأننا نستطيع أن نقدم شيئا إيجابيا إلى بلدنا التى نفخر بها وننتمى إليها .