رحل الدكتور حسين عيسى عن رئاسة جامعة عين شمس لكنه ترك سلسلة من الموظفين الفاسدين, سلسلة متشعبة داخل الكليات والمراكز والمنشآت التابعة لها حتى باتت الجامعة عزبة خاصة بهم ينهبون أموالها ويستحلونها كما لوكانت تركة ورثوها عن آبائهم, فمن المكافآت غير المستحقة إلى سرقة أموال الصناديق الخاصة مرورا بالفساد فى تأجير الوحدات الإيجارية التى تمثل أكبر ملفات الفساد فى جامعة عين شمس ويحصد من ورائها الكثيرون أموالاً تقدر بآلاف الجنيهات فى إهدار واضح وبين للمال العام حيث إنتهجت الجامعة نهجاً جديداً ومخالفاً للمتعارف عليه فى تأجير هذه الوحدات من خلال تأجيرها دون مزايدات عامة وإسنادها لأشخاص ترضى عنهم بعد أن يقدموا من الرشاوى ما يسعد بعض الموظفين الفاسدين مقابل استئجارها بما لا يعادل قيمتها الحقيقية. وما تحت أيدينا من مستندات يثبت تلك الوقائع حيث وقعت الجامعة وبالتحديد من طرف عميدة كلية الألسن الدكتورة ناهد عبد الحميد عقداً مع شخص يدعى جمال حسين لإنشاء "كشك" تؤجره الجامعة ليقوم بخدمة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين فى استخراج شهادات الميلاد و الوفاة وتجديد رخص القيادة وجوازات السفر وجميع الخدمات الحكومية بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية على أن تكون مدة التعاقد لثلاث سنوات على أن تبلغ قيمة الإيجار 36 ألف جنيه سنوياً بواقع 3آلاف جنيه شهرياً وبالطبع حدث ذلك دون إجراء مزايدة علنية على "الكشك" فى مخالفة واضحة وصريحة للقانون بل إن المخافة تعدت هذا الأمر لتصل إلى حد تغيير نشاط " الكشك" ليخالف ما تم عليه الإتفاق فى العقد الموقع بين الجامعة و المستأجر ويتحول إلى كشك لتصوير الأوراق و المستندات ويحقق أرباحاً لاتتناسب مع القيمة الإيجارية المنصوص عليها فى العقد. إلى جانب ذلك قامت الجامعة بتصميم الكشك من الخشب الأمر الذى يتنافى مع مقاييس المنشآت داخل الجامعات وقامت بسرقة تيار الكهرباء الواصل إليه ومايثير الإستغراب و الإستعجاب أن المستأجر الحقيقى لهذا الكشك هو سامح عوض الله الذى تم تعيينه معيداً بكلية التجارة على الرغم من أنه كان حاصلاً على تقدير عام " مقبول " ودور ثان أيضاً بالإضافة لذلك فإنه يعتبر تلميذ الدكتور حسين عيسى الرئيس السابق للجامعة وعميد كلية التجارة السابق أيضاً والذى يرى فيه عوض الله أباً روحياً له. وفى واقع الأمر فإن الوحدات الإيجارية من المفترض أنها تتبع لوحدة المراقبة والمتابعة التى تتولى مراقبة أدائها لبيان ما إذا كانت تخالف شروط العقود المبرمة من عدمه , إلا أن هذه الوحدة يسيطر عليها أحد رؤوس الفساد فى الجامعة وهو هشام نظمى الذى كنا قد نشرنا فى السابق عن تورطه فى سرقة أموال صندوق التكافل وحصوله على مكافآت دون وجه حق من الصندوق ومن إدارات أخرى عديدة يتولى الإشراف عليها من بينها الوحدات الإيجارية , لذلك فهو لا يقوم بواجبه الوظيفى الذى يلزمه بمراقبة عمل هذه الوحدات وبيان مخالفتها. ويتوالى فساد "نظمى" الذى إعتبرته الجامعة فجأة خبيراً مثمناً لمعدات أحد الوحدات الإيجايرية التابعة لها والتى لم يقم مستأجرها بسداد قيمة الإيجار المنصوص عليها فى العقد وبدوره قام "نظمى" بتثمين المعدات بأثمان بخسة الأمر الذى يكشف فساد المسئولين عن الوحدات الإيجارية بالجامعة, وبدلاً من أن يوصى نظمى بعمل مزايدة علنية على هذه المعدات ليتم بيعها بشكل قانونى وتحصيل حق الجامعة فى المتأخرات الإيجارية من تلك الوحدة ثم إرسالها إلى صندوق التكافل ,كما أوصى بأن يرسل جزء منها إلى مصيف معسكر الطلاب بمدينة مرسى مطروح وبتكهين الجزء المتبقى منها بالجامعة.. لكن الجامعة تركت المعدات فى العراء بجوار كلية العلوم ومركز التعليم المفتوح وبجوار كلية الطب لتتلف بفعل تقلبات الطقس و الأمطاردون أن يتحرك ساكناً للإدارة الهندسية وإدارة الوحدات الإيجارية فى إهدار واضح للمال العام. وفى سياق متصل تداولت بعض الصفحات الخاصة بموظفين للجامعة على "فيس بوك" صورة لسناء السيد مديرة مكتب رئيس الجامعة بدرجة وكيل وزارة تحت عنوان :" إستغاثة إلى الأجهزة الرقابية .. من يحمى المر أة الحديدية التى تحكم جامعة عين شمس , وكان عدد من أعضاءهيئة التدريس بالجامعة قد تقدموا بمذكرة منذ فترة لوزير التعليم العالى الدكتور أشرف الشيحى ضدها , مطالبين بالتحقيق معها فى حصولها على مكافآت مالية دون وجه حق كما أنها تصدر قرارات شفهية بالخصم من رواتب أعضاء هيئة التدريس والعاملين, كل هذا والوزارة لم تحرك ساكناً حتى الآن ولم تنظر فى الشكوى المقدمة ضدها.