يوم تلو الاخر وتتساقط الاقنعة عن الوجه الصهيونى القبيح ومخططاته القذرة والجديد هذه المرة ان فضائح هذا الكيان جاءت من داخله حيث تشهد أروقة القضاء الإسرائيلي هذه الأيام، حالة من الجدل بعد دعوى تعويض تقدمت بها الباحثة في معهد الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي، الدكتورة أوريت جات، ضد مديرها في العمل، بسبب الأضرار النفسية التي لحقت بها من جراء سوء معاملة المدير لها، وهو ما دفع الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف، يوسي ملمان، إلى القول إن دعوى التعويض تفتح الباب للتساؤول عما يدور خلف أسوار واحدة من أكبر المؤسسات الإسرائيلية سرية، والتي لا يعرف عنها الناس أي شيء، وهي معهد الأبحاث البيولوجية المعروف اختصارًا باسم "آي آي بي آر". معهد الأبحاث البيولوجية المعهد الكائن في منطقة "نيس تسيونا"، (20 كيلومتر جنوبي تل أبيب)، يعمل على شقين، أحدهما مدني وهو الظاهر للعامة، ويتمثل في البحث وإنتاج الأدواية والمضادات واللقاحات والأمصال، أما الشق العسكري فيتمثل في إنتاج الوسائل الملائمة التي تساعد إسرائيل في التصدي لأي هجوم كيماوي أو بيولوجي، بحسب مصادر إسرائيلية. فيما تشير وسائل إعلام أجنبية إلى أنّ المعهد يقوم بتطوير وسائل وأسلحة هجومية كيماوية وبيوولوجية وجرثومية، وأنواع متقدمة من السموم تستخدم في عمليات الاغتيال الهادئ، مثل محاولة الموساد اغتيال القيادي في حركة حماس، خالد مشعل، أثناء تواجده في الأردن، عام 1996، بواسطة أحد أنواع السموم. قصة تأسيس المعهد بدأ بناء المعهد في عام 1950 وتم افتتاحه عام 1952 على يد البروفيسور إيرنست بيرجمان، و مستشار رئيسِ الوزراء الإسرائيلي، ديفيد بن جوريون ورئيس البحث والتطوير في وزارة الدفاع، والدكتور ألكساندر كينان الذي أصبح أول مدير للمعهد. ويشير الكاتب الإسرائيلي، أفنار كوهين، في كتابه "إسرائيل والقنبلة" إلى أنه في مارس 1948، كتب دافيد بن جوريون لشخص يهودي يدعى، إيهود أبرئيل، كانت مهمته شراء الإسلحة في أوروبا، وطلب منه ضرورة البحث عن علماء يهود من دول شرق أوروبا، يكون في مقدورهم "قتل عدد كبير من الناس أو العكس .. شفاء عدد كبير" في إشارة إلى الأسلحة البيولوجية، وكان من بين العلماء الذين تم التوصل إليهم هو ماركوس كلينجبرج، الذي شغل فيما بعد منصب نائب مدير المعهد. وكان أفنار قد ذكر في كتابه "التابوه الأخير" أن إسرائيل استخدمت السلاح البيولوجي في يوم 22 مايو 1948، وحينها ألقى الجنود المصريون القبض على جنديين إسرائيليين من وحدة "الفجر" التابعة لوحدة "المستعربين" التي تتبع قوات الصاعة الإسرائيلية، لديهم مادة سائلة بالقرب من آبار ماء شمالي قطاع غزة، وكانوا ينوون تسميم مياه الآبار التي يشرب منها الجيش المصري، وتم إعدامهما بعد ذلك في 22 أغسطس. البيولوجي والنووي تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن فكرة تطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية والكيماوية في المعهد المذكور، تشبه في آلية إدارتها ما تنتهجه إسرائيل في التعامل مع الملف النووي، فإسرائيل لم تطرح فكرة امتلاكها السلاح النووي للنقاش الديمقراطي أو في الكنيست، بل لا تعترف رسميا بامتلاكها تلك الأسلحة، وتعتبر سرا من أسرار الدولة العليا التي تتعامل معها بسياسية تتميز بالتعتيم عدم الوضوح. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "10/9/2013، فإن المخابرات الأمريكية أكدت في أحد تقاريرها عام 1983 أن إسرائيل قامت عام 1982 بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية، واعتبرتها أدوات مكملة لترسانتها الأساسية من الأسلحة النووية، مشيرة إلى أن عمليات التخزين والإنتاج تتم في أحد المنشآت بالقرب من ديمونة. أشهر فضائح المعهد ارتبط اسم المعهد التابع مباشرة لرئيس الوزراء، بالعديد من القضايا، أهمها اعتقال نائب المدير، ماركوس كلينجبرج، عام 1983 واتهامه بالتجسس على إسرائيل لصالح الاتحاد السوفيتي لمدة 18 عاما، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما، وتعتبر هذه القضية من أكبر إخفاقات الموساد الإسرائيلية في صراعه من المخابرات الروسية. أما القضية الثانية، فهي قضية الطائرة البوينج التابعة لشركة العال، والتي تحطمت فوق هولندا عام 1992، وعثر وسط الحطام على حوالي 190 لتر من مادة ديميثيل ميثيلفوسفونات التي تدخل في إنتاج غاز "السارين" المثير للأعصاب، وكانت الشحنة قادمة من الولاياتالمتحدة، وعثر على وثيقة تقول أن شحنة المادة الكيماوية كانت في طريقها إلى معهد الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي. والثالثة كانت في التجارب على البشر، وظهرت هذه الفضيحة في الفترة من 1998 إلى 2006، حيث قام المعهد بتنفيذ مشروع "عومر 2" بمقتضاه تم حقن 88 جندي بأمصال بهدف التوصل إلى علاج للجمرة الخبيثة.