بات من قبيل الغباء السياسي إنكار وجود ترسانة من أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية ، فهو بالضبط كإنكار وجود عدد لا بأس به من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى إسرائيلية الصنع التي تحول السلاح إلى قوة تهديد حقيقة.وعلى الرغم من انضمام إسرائيل إلى اتفاقية (جينيف )20فبرايرعام 1969 إلا أنها تمتلك طبقا لتقديرات الخبراء الإستراتجيين أسلحة كيماوية وبيولوجية ،هذا بالإضافة إلى السلاح النووي. وتنتهج إسرائيل سياسة الغموض النووي منذ إنشائها ، وتكرر فى كل مناسبة أنها لن تكون الدولة الأولي التي تنتج السلاح النووي فى الشرق الأوسط ،ولكن هذه السياسة أصبحت محل شك بعد اعتراف رئيس الوزراء السابق (إيهود أولمرت) ،ثم تراجع عن هذا التصريح من قبل ، بأن إسرائيل إحدى القوى النووية فى العالم . لم توقع إسرائيل حتي الآن على اتفاقية حظر الانتشار النووي مثلها مثل كوريا الشمالية و باكستان والهند . وحسب ما تشير إليه تقاريراللجنة الدولية لتقرير التهديدات النووية فإن إسرائيل تمتلك من مائة إلى مائتين وسيلة نواوية قابلة للتفجير كما أنها طورت نظاما للصواريخ يمكن من تحويل هذه الوسائل النووية ما بين القنابل والرءوس إلى عناصر تهديد حقيقة. وتقدر تقاريرالمخابرات الحربية الأمريكية عدد الأسلحة النووية الإسرائيلية بحوالى من تسعين إلى مائة و خمسين سلاحا نوويا،وذلك التقرير يرجع إلى أواخر التسعنيات من القرن الماضي طبقا للمعلومات التي أوردها الصحفي الأمريكى (راوان سكابروف ) فى كتاب أصدره عام 2004 ،والذي قال إنه اعتمد على تقارير كتب بمعرفة خمسة وثمانين عنصرا من عناصر المخابرات الأمريكية في المنطقة ، ويرجع الاختلاف الكبير في تقديرات مصادر المعلومات إلى أن عناصر المخابرات كانت تلجأ إلى تقديرعدد الرءوس النووية التي يمكن تصنعها باستخدام المواد الإشعاعية المخزونة الجاهزة للتصنيع على شكل أسلحة . تعمدت إسرائيل تشغيل أربع غواصات نووية ألمانية الصنع من نوع (رولفين) منذ عام 1999 وتشير تقارير استخبارية أوروبية أن هذه الغوصات الأربع مزودة بصواريخ أمريكية الصنع من طراز (هاربون) مصممة لحمل رءوس نووية صغيرة ، بالإضافة إلى صواريخ أكبر حجما إسرائيلية الصنع من طراز (كروز) ،كانت أصلا قد صممت للاستخدام (جو أرض) ،ولكن جرى تعديل وظيفتها لتتناسب مع ظروف البيئة المائية. لم تعلن عواصم العالم عن رصد أي تفجيرات نووية في إسرائيل ،ولذلك ظل برنامجها النووي العسكري سريا ، أو بدا كذلك طوال الفترة الماضية وتشير التقارير إلى أن إسرائيل استفادت من كل التجارب النووية الفرنسية التي أجريت فى الستنيات. وحسب المجلة العسكرية الصادرة في ألمانية في يونيو عام 1976 فإن إسرائيل أجرت عام 1936 عدة تفجيرات نووية فى صحراء النقب . وتشير تقاريرغربية أيضا أن إسرائيل بموجب اتفاقية تعاون عسكري سرية مع جنوب أفريقيا أجرت عام 1978 عدة تفجيرات نووية تحت المياه . لم تصدق إسرائيل على اتفاقية حظر السلاح الكيميائي رغم توقيعها عليها ويشرف على برامج تصنيع الأسلحة الكيماوية الإسرائيلية المعهد الإسرائيلي للإبحاث البيولوجية في ( نيس زيونا ) ، وقد تم القبض على نائب مدير المعهد واسمه (ماركوس كليلجبيرج )عام 1983 وحكم عليه بالسجن خمسة وعشرين عاما بتهمة التعاون الاستخباري من الاتحاد السوفييتي السابق ، وهو ما أبقى طبيعة نشاط هذا المعهد سرا لمدة طويلة . وتنتج إسرائيل غاز ( سارين ) المدمر للأعصاب ،وقد اكتشف هذه الواقعة فى حادث طيران عام 1992 ،وقتها تم اكتشاف كميات هائلة من المواد الكيماوية اللازمة لتصنيع هذا الغاز القاتل فى طائرة عسكرية كانت فى طريقها للهبوط فى تل أبيب ، وبينما تصر إسرائيل أن المواد ليست مستخدمة للأغراض العسكرية وأنها تستخدم فقط لاختبار الفلاتر المضادة للأسلحة الكيماوية إلا أن الكميات المكتشفة تؤكد كذب هذه المزاعم الإسرائيلية. وفى عام 1993 أقر الكونجرس الأمريكي في تقرير له بأن إسرائيل إحدي الدول التي تمتلك برنامجا غير معلن لتصنيع السلاح النووي. لم توقع إسرائيل على اتفاقية حظر السلاح البيولوجي ،ويعتقد أن نفس المعهد المستخدم لتصنيع الأسلحة الكيماوية ( نيس زيونا ) يصنع أيضا أسلحة بيولوجية عالية الكفاءة ويعود الفضل فى ذلك للبروفيسور الإسرائيلي (ارنست دافيد بيرجمان )فى البدء فى برنامج إسرائيل البيولوجي عام 1948 .